خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

هل أوباما حقاً غبي لهذه الدرجة؟

2014/06/07   08:27 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
هل أوباما حقاً غبي لهذه الدرجة؟



بقلم – جوزف كيرل:

ثمة شيء غريب يجري في البيت الأبيض هذه الأيام وإلا كيف نفسر ملابسات مشكلة باو بيرغدال؟
لاشك أن فريق الرئيس أوباما، الذي يراقب بدقة كل شيء على مستوى حسابات الربح والخسارة سياسياً، كان يعرف تماماً قصة رقيب الجيش الحقيقية هذا الذي يقول رفاقه السابقون إنه كان مستاء من الحرب في أفغانستان، وإنه ببساطة اختار الابتعاد عنها.
لكن إذا كان اتهام بيرغدال بالفرار من الجيش صحيحاً، فلماذا إذاً تمت مبادلته بـ5 من كبار إرهابيي «طالبان»؟
ولماذا يعرّض البيت الأبيض نفسه لمثل هذا الموقف المحرج؟ بل ولماذا ينتهك الرئيس أوباما على نحو فاضح القانون الذي يفرض عليه ألا يُطلق سراح أي سجين في معتقل خليج غوانتانامو إلا بعد 30 يوماً من إخطار الكونغرس؟
ثم ولماذا، بحق السماء، يُرسل الرئيس مستشارته لشؤون الأمن القومي سوزان رايس للمشاركة ببرامج حوارية تلفزيونية لتعلن خلالها أن الرقيب بيرغدال خدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز؟
ثمة إجابة واحدة فقط لكل هذه التساؤلات هي أن أوباما رأى في عملية المبادلة تلك مكاسب سياسية أكثر مما يمكن أن تتضمنه من احتمالات الخسارة أمام الجمهوريين خلال المواجهة الحامية بينهم وبين الديموقراطيين في انتخابات هذا العام.
ومن بين حسابات الرئيس بالطبع هي أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة سوف تدافع عنه مرة أخرى، وهذا صحيح الى حد ما. فبينما قدمت بعض هذه الوسائل قصصاً تضمنت تفاصيل غريبة ومحيّرة حول الطريقة التي تم من خلالها وقوع بيرغدال في الأسر بأفغانستان، التزمت معظم وسائل الإعلام الأخرى برواية البيت الأبيض الرسمية في هذه القضية.
ومهما يكن الأمر، من المؤكد ان البيت الأبيض كان يعلم أن الجمهوريين سوف يحتجون على عملية المبادلة تلك، وهذا ما كان يريده الرئيس لأنه سيتمكن عندئذ من اتهام الجمهوريين بأنهم يقولون دائماً «لا» لكل شيء، حتى عندما يتعلق الأمر بالإفراج عن جندي أمريكي مُعتقل.

أسير حرب

والواقع أن البيت الأبيض كان قد استعد على ما يبدو لتطورات ما بعد إطلاق سراح الرقيب بيرغدال. فقد سارعت رايس وغيرها من الأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس للقول خلال المقابلات إن بيرغدال كان «أسير حرب» وليس «رهينة»، وإن صحته المتدهورة جعلت عملية التبادل ملحّة بحيث لم يكن هناك وقت ببساطة لإبلاغ الكونغرس، وان الأمر الأكثر أهمية الآن هو عودته للوطن.
لكن ماذا عن اعتراضات الكونغرس؟
الحقيقة أن بعض حتى كبار الأعضاء الديموقراطيين فيه مثل دايان فينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات، أعلنت أنها لم تكن على علم بقضية التبادل، وقالت إن أوباما كان أكثر استعداداً على ما يبدو للتفاوض مع «طالبان» منه مع الكونغرس.
ثمة نقطة أخرى مثيرة، من الواضح ان البيت الأبيض كان يعلم أن مشاعر الاستياء من الحرب والنقمة على أمريكا التي كان عبّر عنها ميرغدال سوف تصل الى الصحافة في نهاية المطاف، لكن كان على البيت الأبيض أن يدرك أيضاً أن رفاق بيرغدال السابقين في الجيش، الذين طلبت منهم الإدارة التحلي بالصمت في هذه المسألة، سوف يشعرون بالغضب ويتحدثون عنها إذا ما تم اعتبار بيرغدال بطلاً.
إذاً السؤال الآن هو: هل أخطأ أوباما ومستشاروه في حسابات عملية التبادل تلك؟ وهل هي مثال آخر على حالة الثمالة السياسية التي يعاني منها الرئيس أوباما في سنته الرئاسية السادسة في السلطة، ويكتفي خلالها بتلقي النصح من بضعة مستشارين متملقين لا يقولون إلا «نعم، نعم»؟
لقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف موقف الإدارة بالقول: سوف نعلم حقائق ما حدث في هذه المسألة قريباً.
غير أن للبيت الأبيض روايته الخاصة في كشف الحقائق، ومن الواضح ان وسائل الإعلام تتبعه، وان قصة بيرغدال تتطور الآن على غرار حادث السفارة الأمريكية في بنغازي، وما اكتنفه من فوضى وأكاذيب وغموض.
لابد من الاعتراف إذاً أن البيت الأبيض يعرف كيف يؤدي اللعبة، ولذا سوف تتطور قصة بيرغدال طبقاً للسيناريو المرسوم.
صحيح أن الرئيس غير كفء، لكنه ليس غبياً فهو يعوّل على ما يبدو على غباء الشعب الأمريكي.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
76.9914
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top