خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

نعم هي انتخابات.. لكن هل هذه هي الديموقراطية؟

2014/06/06   09:05 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



بقلم – ألان كاويل:

لا شك أن الأيام الأخيرة كانت مثيرة لأولئك الذين يميلون للتأمل بما اذا كان هناك مقياس واحد للانتخابات الديموقراطية او ما اذا كانت الديموقراطية كل واحد لا يتجزأ.
فقد شهدنا في البداية الاقتراع الرئاسي في مصر الذي استند الى مقدمة نتيجتها محسومة سلفاً هي انتخابات عبدالفتاح السيسي، وجاء هذا الاقتراع بعد ان بينت انتخابات أوكرانيا ان التصويت يمكن ألا يكون شاملاً اذا كان هناك جزء من السكان في مكان محاصر خلال حالة تمرد أو عصيان مثلاً.
ومن الواضح ان السوريين جمعوا بين هاتين الحالتين، المصرية والأوكرانية، عندما صوتوا في الاسبوع الماضي في انتخابات الغاية منها منح الرئيس بشار الأسد ولاية ثالثة من سبع سنوات توفر له الشرعية بنظر مؤيديه لتحديد مستقبل البلاد.
وماذا عن أوروبا؟ الحقيقة أن الناخبين في 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي صوتوا بدورهم الشهر الماضي لاختيار برلمان أوروبي وكانت النتيجة فوز الزعماء الشعبيين المتطلعين للتغيير.
والآن، لو نظرنا الى هذه النماذج الثلاثة معاً لتبين لنا ولو بدرجات مختلفة، ان الانتخابات ليست مقياساً أو رمزاً للديموقراطية بقدر ما هي نقطة ضعف فيها احياناً.
فأي دولة بمقدورها أن تعقد مثل هذه الانتخابات بدءاً من زيمبابوي وحتى كازاخستان والقائمة تطول. لكن في البلدان الدكتاتورية لا يمكن ان تكون الانتخابات ثمرة للديموقراطية بقدر ما هي في الواقع تعبيراً عن فساد هذه البلدان واساءة لاستخدام مفهوم الديموقراطية.
فالغاية من التصويت في مثل هذه البلدان هي لايجاد وسيلة للشرعية، وليس ما دعاه ابراهام لينكولن مرة «حكم الشعب بالشعب وللشعب» خلال تناوله مسألة الديموقراطية.

عنصر ضروري

وفي هذا السياق، يقول الصحافي الكبير هشام ملحم من القناة التلفزيونية الفضائية «العربية»: الانتخابات عنصر ضروري لكنه ليس كافياً لقيام الديموقراطية، أو أكثر تحديداً، للديموقراطية الليبرالية.
وبالطبع، لا يمكن أن توجد ديموقراطية معاصرة دون انتخابات حرة نزيهة، لكن الانتخابات وحدها لا تصنع ديموقراطية.
ولعل من أكثر الصور المعبرة التي وردت من دمشق يوم الثلاثاء الماضي هي تلك اللقطة التلفزيونية التي يظهر فيها الاسد وزوجته اسماء وهما يقفان أمام كاميرات التصوير في مركز انتخابي.
فمثل هذه اللحظات هي دوماً جزء من الطقوس الانتخابية التي نراها عادة في كل مكان عندما يقف الزعيم فيها وقد رسم ابتسامة عريضة بشفتيه وهو يلوح بورقة الاقتراع بيده قبل أن يضعها في الصندوق تأكيداً لمظهر الديموقراطية بينما تقف زوجته بجانبه.
لكن في الحالة مع الأسد، ماذا عن الخلفية غير المرئية لهذه الانتخابات التي هي بالطبع المدن السورية المهدومة، اللاجئون وساحات القتال التي انتشرت في كل أنحاء سورية خلال ثلاث سنوات من حرب أهلية مدمرة ودامية؟
الحقيقة ان الانتخابات في مصر وسورية تمثل انتصاراً سطحياً لأحد مظاهر الديموقراطية وليس لجوهرها. فالتطلعات الديموقراطية للمحتجين الذين ملأوا شوارع وساحات المدن السورية في مطلع عام 2011 كانت من بين اول ضحايا الصراع الذي اندلع فيما بعد.

آفاق متلبدة

حول هذا يقول ستيفن هايدمان من مركز الابحاث التطبيقية في معهد السلام بالولايات المتحدة: اذا كانت الديموقراطية نتيجة غير مؤكدة دائماً للانتفاضة، من الواضح هنا أن الآفاق الديموقراطية في سورية تلبدت جداً نتيجة للحرب الأهلية وانقسام المجتمع السوري بعمق.
وفي مصر، يبدو ان المد الثوري بلغ نهايته اليوم بعد 3 سنوات على بداية ربيع العرب. فالنتائج الرسمية لانتخابات القاهرة اعطت المشير السابق عبدالفتاح السيسي ما نسبته %97 من الاصوات تقريباً، وهذا انتصار ساحق يذكرنا بما كنا قد اعتدنا عليه كل بضع سنوات في عهد حسني مبارك، الرئيس العسكري السابق هو الآخر، الذي حكم البلاد لثلاثة عقود قبل سقوطه في 2011.
وعلى الرغم من القتل والتدمير وملايين السوريين الذين يعيشون كنازحين ولاجئين في داخل سورية وخارجها، اعطت نتائج التصويت في الانتخابات %88.7 الاصوات للاسد في المناطق الخاضعة لسيطرته.
لكن خصومه في المناطق غير الخاضعة لسيطرته سخروا منه ببث شريط فيديو من منطقة مدمرة يسيطر عليها الثوار في حلب يظهر فيه رجل يلقي بكيس قمامة في حاوية صغيرة للزبالة كتب عليها بعد طلائها باللون الأبيض صندوق انتخابي.

تعريب نبيل زلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
88.0122
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top