مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

عبدالعزيز الشايع واليابان!!

محمد صالح السبتي
2014/05/11   10:08 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



- من عادتي حين أقرأ أي كتاب أحمل بين يدي قلم رصاص لاضع اشارات على أي عبارة تعجبني أو أنوي الرجوع اليها فيما بعد.. وأنا أقرأ كتاب أصداء الذاكرة للفاضل عبدالعزيز محمد الشايع أكاد أكون وضعت اشارات على كل أو أغلب الكتاب من شدة ما وجدت في تجربة هذا الرجل من حكم وأفعال تستوجب النشوة والفخر له ولجيله الذي ذكر عنهم الكثير.. من العبارات التي وضعت عليها أكثر من اشارة لاهميتها قوله «لكن يبدو ان هناك عدة عوامل تضافرت فيما بعد لتقييد روح المبادرة التي شهدناها في الستينيات والسبيعينيات.. انساقت فيها الدولة مع ما هو رائج.. فاستسهلت أسلوب الريع لتقييد المواطن، فيما لم تشهد هذه المرحلة أفكاراً خلاقه لدى القطاع الخاص، اضافة الى سيطرة الاضطراب السياسي..» وهو يشير هنا الى أهمية القطاع الخاص في تطوير وتطور أي دولة ومجتمع.
- قبل ان أقرأ ذكريات عبدالعزيز الشايع قرأت كتابا بعنوان «العرب وجهة نظر يابانية» وهو تجربة شخص ياباني قضى 40 سنة من عمره في بلاد العرب.. وقتها انعقدت في ذهني تلقائياً مقارنة بين وضعنا السياسي الحالي وذكريات الشايع واليابان!!
- اليابان تلك القوة الاقتصادية الضاربة في العالم لا تتجاوز مساحتها ثلث مساحة السعودية وسدس مساحة مصر فقط!! و%70من ارضها عبارة عن جبال لا يصلح كثير منها للسكن.. عدد سكان اليابان 125 مليونا فقط.. وهي فقيرة بالموارد الطبيعية وتستورد أغلب مقومات الطاقة التي تحتاجها لصناعاتها..
- منذ عام 1990 وباحصائية بسيطة فان أطول مدة لحكومة في اليابان هي سنتان وشهر واحد فقط.. اذ ان استقالة أو اقالة الحكومات هناك أمر يكاد يكون معتادا عليه جداً للخلافات السياسية مع البرلمان.. ومع كل هذا ومع ما تعرضت له اليابان من دمار أثناء الحرب العالمية الا أنها اليوم قوة اقتصادية كبرى في العالم.. قوة اقتصادية مؤثرة بعيداً عن الحكومة والبرلمان.. مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص هما اللذان صنعا هذه القوة.
- في الكويت – استطاع السياسيون منذ فجر الحياة البرلمانية والسياسية عندنا ان يقوموا بأكبر وأنجح عملية دعائية.. فقد استطاعوا ترويج بضاعتهم السياسية وجمعوا حولهم كل أو أكثر المجتمع وأوهموهم ان بيدهم لا بيد غيرهم نجاح وتطور المجتمع، ولذا اصبح المجتمع كله ملتف حولهم.. المجتمع كله يرمي آمال التطور والنجاح على الحكومة والبرلمان.. ولذلك الكل لا يتكلم ولا يهتم الا بهما.. وتدور حولهما كل أحاديث الكويتيين!! استطاع هؤلاء السياسيون اقناع المجتمع ان القطاع الخاص والشركات والتجار ما هم الا مجموعة «حرامية» ويجب محاربتهم ووقف «جشعهم» وقد نجحوا فيما أرادوا أفضل نجاح ولذلك قلت أنهم مارسوا أفضل عملية دعائية لمنهجهم السياسي!!
- هذا النجاح الدعائي للسياسيين استطاع هدم كل شيء في المجتمع.. فن.. ثقافة.. ابداع.. اقتصاد.. من أجل ان يبقى الناس ملتفين حول الطرح السياسي لا يفارقونه!! وأنا أقرأ مذكرات الفاضل عبدالعزيز الشايع وجدت في كل سطر غصة تملأ قلب الرجل وبالطبع قلب جيله على وضع مجتمعنا.. كيف كانت مؤسساتنا المدنية والاقتصادية قوة نشأت بذاتها وكيف اصبحنا اليوم أشبهه بالعالة تنتظر من الحكومة أو البرلمان ان يضع في أفواهنا حبوب التطور والرقي لنبلعها ونصحو من النوم لنجد أنفسنا قد تطورنا!!
- المقارنة مؤلمة.. فظيعة.. قاسية.. لكنها هي الحقيقة للأسف.

محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
416.0079
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top