مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

على المحك

«قبل أن يخسر مرزوق كل شيء!!!»

عبدالرحمن المسفر
2014/05/11   10:01 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

لم يوفق ببطانة واعية تعينه على كبح جماح الطبع الذي أوقعه في متوالية من الأخطاء


«السياسي الذي لا يعير الرأي العام اهتماما ولا يدرس خطواته ومواقفه بعناية قد يفقد حصاد مسيرته ويصبح في مهب الريح» - من وحي المنطق-.
سألتني احدى الفضائيات المحلية عن توقعاتي لمستقبل مرزوق الغانم حينما تسلم رئاسة مجلس الأمة، فأجبت: اذا تخلص مرزوق من روح الانفعال ونزعة التحدي فسيكون في مأمن من العواصف السياسية مهما كانت شدتها، ولكن الرئيس مرزوق الغانم على ما يبدو لم يوفق ببطانة واعية ومخلصة تعينه على كبح جماح ذلك الطبع الذي أوقعه في متوالية من الأخطاء السياسية المحرجة شعبيا.
لو سلمنا بما يفترضه الرئيس مرزوق من وجود مؤامرة تستهدفه شخصيا وتمتد الى افشال مجلس الأمة الحالي والسعي الى حله وصولا الى ما هو أبعد من ذلك بحسب ما يزعم، فهل يعني ذلك ان يصبح مرزوق صيدا سهلا لخصومه من خلال قيامه بتحركات مضادة غير مدروسة؟! ولو امتثلنا الى ما يجول في مدار تفكير مرزوق الغانم من ترصد أطراف من المعارضة وشيوخ ومنظومات اعلامية لشخص رئيس مجلس الأمة ومحاولة حرقه سياسيا، فهل تدفع كل تلك الشكوك الأخ مرزوق الى تبني نهج السجالات الاعلامية والسياسية العلنية وهو الذي يملك سلطات دستورية فعالة يمكن استعمالها رقابة وتشريعا تحت قبة عبدالله السالم وفي اللجان البرلمانية فضلا عن قدرته الحقيقية في التأثير على السواد الأعظم من النواب.
لماذا تلجأ يا «بوعلي» الى حوار تلفزيوني لشن هجوم معاكس على نواب سابقين أصبحوا مواطنين؟! وما الداعي الى اطلاق سيل من الرسائل في اتجاهات مختلفة، منها ما كان انفعاليا ومنها ما كان تحديا مبالغا فيه ومنها ما كان مستفزا؟، ما كان ينبغي ان تسمح لهم باستدراجك وتعريضك وأنت في غمرة الحماسة الى نقد لا يرحم من الرأي العام، هل نسيت يا أخي مرزوق أنك بت شخصية عامة؟! لماذا لا تجعل انجازاتك في مجلس الأمة هي من يرد عليهم؟! هل أدركت أنك خسرت في ذلك الظهور الاعلامي أكثر مما تظن أنك قد ربحته؟!
كيف ترضى يا «بوعلي» ان يشطب استجواب رئيس الوزراء في عهدك، وأنت تدرك ان ذلك يشكل عدوانا مشينا على أداة ممثل الأمة الرقابية، ألا تعلم ان أبشع صور وأد المساءلات النيابية هو شطبها؟! ما المشكلة لو صعد سمو الشيخ جابر المبارك المنصة وفند الاستجواب وبين مواطن الشبهات فيه؟! ولماذا ينيب عنه في الحديث وزير النفط ومجلس الأمة علي العمير؟! أليس لعقول ومشاعر الرأي العام قيمة أو أهمية؟! ألم يكن من باب الذوق والوفاء امتزاج آراء القواعد الانتخابية للنواب الذين صوتوا على الغاء مساءلة رئيس الحكومة؟! هل هذا هو التمثيل المسؤول للأمة الكويتية؟!، ولماذا استبعد مجلسكم اللجوء الى المحكمة الدستورية أو اللجنة التشريعية - على الرغم من أنهما غير مستحسنين - حتى لو كان ذلك من نافذة التبرير للناس؟! هل تريدون ايصال رسالة الى الشعب بأن مجلس الأمة بات تحت وصاية الحكومة؟!.. لن يشفع لك يا أخ مرزوق امتناعك عن التصويت على شطب استجواب رئيس الوزراء، لأن الكل يعلم يقينا بمقدرتك على تغيير مجريات الأمور والوقوف سدا منيعا أمام من يحاول العبث بالدستور ونسف أدوات الرقابة.
يا «بوعلي»، لم يكن مقبولا موقفك -وأنت رئيس مجلس الأمة - من اهانة النائب رياض العدساني في مجلس الأمة من دون ان تستخدم صلاحياتك المستمدة من اللائحة الداخلية في حفظ النظام داخل القاعة واحترام بيت الشعب من التلوث اللفظي؟ فالاختلاف مع العدساني في توجهاته لا ينبغي ان ينسحب الى شخصه والمساس بكرامته، ولماذا التزمت يا أخي مرزوق الصمت عندما أغلقت صحيفتا الوطن وعالم اليوم؟! أليس الدفاع عنهما من منطلق صيانة حرية الكلمة يعد واجبا وطنيا حتى وان كنت تعتبر القائمين عليهما خصوما سياسيين لك؟ ليتك قرأت افتتاحية القبس في ذلك الشأن، لتعي كيف تمارس العمل السياسي وفق قواعد رصينة، كما أنه لم يكن حصيفا تقديم الطلب النيابي بتحويل النائب السابق مسلم البراك الى النيابة العامة، وكان بوسعك يأ أخ مرزوق احباط هذا الأمر بشتى الطرق التي لن تعدمها، فهذا الاجراء من اختصاص السلطة القضائية ولا يجوز بحسب المادة 50 من الدستور زحف سلطة ما على اختصاصات السلطة الأخرى، وتلك الخطوة حتما سوف تؤثر على سمعة هذا المجلس وشفافيته.
أخي الكريم «بوعلي»، لقد اندفعت كثيرا في تبني استبيان الافنيوز، ولو كنت مكانك لأزحت هذه الفكرة عن ذهني خصوصا بعد الهجمة الشعبية الكبيرة والانتقادات اللاذعة التي رافقتها من مختلف شرائح وخلفيات المجتمع، فحضورك يا أخ مرزوق في ساعات الصباح المبكر وتحت حراسة مشددة الى الافنيوز حول فكرة الاستبيان الذي يفترض ان يكون في الاطار العلمي والمنهجي الى مسار الاستعراض السياسي، ونحن تعلمنا على أيدي مختصين ان اختيار موضوع الاستبيان وربطه بالشرائح المستهدفة ثم تحليل نتائجه كفيل بأن يجعل هذا النوع من العمل في خانة الجهد العلمي، وبما ان ذلك الاستبيان كان منصبا على تعديل سلم الرواتب ومكافأة نهاية الخدمة، فالأولى ان تذهبوا الى المرافق الحكومية وتنسقوا مع ديوان الخدمة المدنية ومراكز البحث العلمي المتخصصة لانجاح هذه المهمة، ولم يكن هناك ما يدعو الى التحدي والمعاندة وتوجيه أنظار الرأي العام الى قضايا لا تسمن ولا تغني من جوع.
تظل القضية الحساسة التي ستواجهك يا أخ مرزوق هي ملف استقالات النواب الخمسة لاسيما بعد تسرب معلومات تشير الى تحركات تبذل في الخفاء لتوجيه غالبية النواب نحو رفض الاستقالة أو تأجيلها، وذلك بهدف الاستفادة من مدة العطلة النيابية وقطع الطريق - بحسب ما يشاع - على من يدفع الى مزيد من الاستقالات أو يحاول فرض واقع ملتهب يؤدي الى حل مجلس الأمة، وأتمنى في هذه الجزئية تحديدا ان تتعاطى يا «بوعلي» مع هذه القضية وفق مسطرة دستورية وليس اعتبارات سياسية، ولك ان تفتش في السوابق التاريخية وحتما ستجد فيها ما يخرجك من هذا المأزق.
أخي الفاضل مرزوق الغانم، لا أتمنى ان تنظر الى كل من ينتقدك على أنه مشترك في مؤامرة اقصائك أو أنه مدفوع من خصومك، فلم نعد نتحدث عن خلاف مرزوق الغانم مع مجموعة معدودة من الأشخاص، وانما - وباستنطاق الواقع - أصبح مرزوق في مواجهة مع جبهة عريضة النطاق مع الرأي العام، وهناك فرق بين أعداء مرزوق وانطباعات الناس عن أداء مرزوق الغانم وهو ما يعني «شعبيته» أو رصيده الحقيقي في الأوساط العامة، وهذا يفرض على «بوعلي» اعادة النظر في محيطه القريب من مستشارين ونواب وأصدقاء، فلعل ذلك يكون الخطوة الصحيحة الأولى لتعديل نهجه قبل ان يخسر كل شيء، وتصبح الرئاسة نحاسة بدلا من ان تكون وجاهة.
أخيرا: «بوعلي».. العودة الى الحق خير من الاصرار على الخطأ.

عبدالرحمن المسفر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
543.0118
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top