

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 05:37 توقيت الصلاة العشاء 18:46

مقالات

A A A A A

انهزام الإعلام!!

محمد صالح السبتي

2014/04/27

10:01 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

- في عام 1996 زرت بعض دول الاتحاد السوفيتي بعد سقوطه واستقلال دوله وأخبرني أحد المرافقين أنه لا يوجد شبر أرض على جميع دول هذا الاتحاد سواء كان في السهل أو الجبل الا وأوصلت له موسكو الكهرباء والغاز.. ولا توجد بقعة أرض مهما صغرت في كل دول الاتحاد السوفيتي الا وتتمتع بهاتين الخدمتين.. قلت له وقتها: هذا بسبب التطور!! قال لي: ليس فقط بسبب التطور بل لأن الغاز لا غنى عنه لأي مخلوق بشري هناك لزوم التدفئة بسبب البرد الشديد.. أما الكهرباء فحتى يستطيع اعلام روسيا والحكومات ان يصل الى كل فرد في هذه الجمهوريات المتحدة سواء عن طريق التلفاز أو الراديو الذي يعمل بالكهرباء أيضاً!! ولهذا السبب حرصت موسكو وحلفاؤها في هذه الجمهوريات ألا يتركوا شبراً واحداً الا ووصلوا له الكهرباء ليستطيعوا السيطرة على الشعوب بالاعلام!!
- بعد التحرير مباشرة ولأن كل كويتي يلتقي بصاحبه يقص عليه قصص الغزو وما حدث له أثناء الاحتلال.. حكى لي صديق كويتي أمه هندية من كشمير أنه كان فيها قبل أحداث الغزو وقضى فترته كلها في كشمير.. وذكر لي ان أهاليها كلهم كانوا مع صدام حسين ويدافعون عنه بل ان كثيرأً ما كان يشاهد صور صدام معلقة في كل مكان حتى في بعض البقالات!! أبديت له شدة استغرابي ودهشتي.. قال لي.. لا تستغرب.. فقد كان الاعلام العراقي نشيطاً هناك وفي غيرها من الدول.. وكان يشتري ساعات بث في الراديو والتلفاز لينشر فكره وقضاياه!!
- مهمة الاعلام الرسمي لأي دولة ان يدافع عن قضاياها ان يقوم بدور صمام الامان لنظامها اضافة الى دوره الثقافي والتعليمي والترفيهي.. لهذا عندما يقع أي انقلاب عسكري في أي دولة فان أولى مهمات المنقلبين السيطرة على اعلام الدولة عسكرياً حتى يسقط صمام أمان النظام السابق!!
- عندما لا يقوم الاعلام الرسمي لأي دولة بهذا الدور يكون وقتها منهزماً متقاعساً عن الدور المنوط به قانوناً وعرفاً وعقلاً ومنطقاً.. أظن ان الاعلام الرسمي في الكويت يكاد يصل الى مرحلة الانهزامية ان لم يكن وصلها فعلاً.. لأنه لا يقوم بهذا الدور نهائياً ولا يحاول ان يقوم به!!
- مرت الكويت بأزمة سياسية حادة نحن في غنى عن ذكر تفاصيلها أو خطورتها لأنها معلومة.. السؤال: هل كان للاعلام الرسمي أي دور في هذه الأزمة للدفاع عن وجهة نظر الحكومة الذي هو جزء منها على الأقل.. الجواب: لا بالطبع.. الاعلام الرسمي لم يفعل أي شيء للدفاع عن وجهة نظر النظام وقتها.. غيره فعل هذا!! الاعلام الرسمي لم يكلف نفسه جهد ان يجعل تلك الازمة جزءاً من أولوياته لتنوير الناس وارشادهم!!
- دعك من الأزمة السياسية.. اليوم بعد ان وقعت الحكومة والدولة على الاتفاقية الامنية مع دول الخليج وباتت هذه الاتفاقية قاب قوسين أو أدنى للنقاش داخل مجلس الأمة والتصديق عليها أو رفض التصديق.. وقد ووجهت هذه الاتفاقية برفض كثير من الكتل السياسية والمهتمين بالشأن السياسي.. ازاء كل هذا أليس من واجب أجهزة الاعلام الرسمية الدفاع عن وجهة نظر الحكومة في الاتفاقية الامنية بما لديها من جيوش اعلامية واجهزة!! الى الآن هذه الجيوش لم تتحرك للدفاع عن وجهة نظر الحكومه!!
- الأمثلة على تقاعس الاجهزة الاعلامية الرسمية في القيام بواجبها تجاه النظام والمجتمع كثيرة جداً بما في ذلك تلك البرامج الترفيهية أو الاجتماعية.. يكفينا ان نقول كما هو واضح للعيان.. ان خيوط الاعلام الموجهة للمجتمع اليوم ليست في يد الاجهزة الاعلامية الرسمية بل في يد غيرها قطعاً!!

محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

483.0084


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة