مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

يا معود

دام الله يحبنا اشحقه يعذبنا!

عبدالله محمد الصالح
2014/04/01   08:36 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

لولا العقاب لما كان هناك الرادع الحازم كي يستقيم الناس على القانون


سؤال وجيه يطرحه كل البشر٬ اذا كان الله يحبنا فلماذا يتوعدنا بالجحيم والعذاب الأليم وهو القوي العزيز عنا لا تضره معصيتنا ولا تفيده حسناتنا؟! مبدأ الثواب والعقاب من العادات الطبيعية بين البشر٬ فالأم تعاقب أبناءها٬ والدولة تشيد السجون للمخالفين٬ فلولا العقاب لما كان هناك الرادع الحازم كي يستقيم الناس على القانون الاجتماعي أو الوضعي. ولله سبحانه المثل الأعلى فهو الذي خلقنا لأجل غاية نبيلة كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون}٬ فالمقصود من وجودنا في هذا الكون الفسيح ان نعبدالله على الوجه الذي يرتضيه. فإن أحسنا كافأنا بجنة عرضها السماوات والأرض٬ وان أخطأنا عاقبنا.
وعلى مبدأ الثواب والعقاب تقوم العدالة٬ فكيف يستوي الذي يعمل جاهدا لارضاء ربه٬ وبين المفرط في حقوقه٬ أيعقل ان نغض الطرف عن المفرط المخالف لحدوده فقط لأن الرب رؤوف رحيم. فإن كان الأمر كذلك لن ترى من يتقرب الى الله بعد اليوم٬ لأن محفزات التقرب اليه قد انتفت٬ وعواقب البعد عنه قد انتهت. فالأفضل في هذه الحالة ان يعيش الانسان على هواه يفعل ما يشاء ويتكل على رحمة الباري٬ وحينها تخلو الأرض من عابد لله الى عباد للأهواء.
ولو افترضنا ان كل الخليقة هم من العباد المصلين الحافظين لحدود الله٬ فهذا لن يكفي حتى ينالوا الجنة٬ فإن وكلوا الى أعمالهم فسيرون البون الشاسع بين الاتقان والتقصير في العبادة٬ ومن منا غير مقصر ولا يخالج عمله الخطل. ومن رحمة الله بعباده أنه يتجاوز عن الذين يسعون جاهدين لارضائه بالعفو والصفح فيدخلون الجنة برحمته لا بعملهم فحسب. أما أولئك الذين تمردوا على أوامره٬ وجاهروا في عصيانه٬ أملا بأن الرب يحبهم ولن يعذبهم فهم يخالفون المنطق بعلمهم المقلوب.
ولنؤكد على أمر بالغ في الأهمية٬ ان الرب سبحانه أرحم بنا من أنفسنا٬ ويصبر على أخطائنا لسنوات طوال دون ان يعاقبنا أملا بأن نتوب ونقبل على باب رحمته٬ ولنا في قصص الأولين آيه وعبرة٬ ولو نظرنا في حالنا اليوم لوجدنا أننا بالكاد نصبر على المخطئ حتى ينال جزاءه٬ ونفرح للقصاص أيما فرح٬ بينما سبحانه وتعالى يفرح لتوبتنا حتى يجازينا الحسنة بعشرة أمثالها٬ سبحانه ما أكرمه معنا٬ يتقرب الينا بالعطايا٬ ونحن نباعد عنه بالخطايا٬ يا ربي عفوك والجنة... يا معود؟!.
عبدالله محمد الصالح
www.abdullahalsaleh.com
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
407.9972
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top