مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ربما نتفق

الفاتحة على روح الإعلام العربي

انتصار المعتوق
2014/03/27   10:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

المواطن العربي تبرمج على الانحراف وارتفع معدل الجريمة على أرض الواقع


مات متأثرا بجراحه على يد ثلة من أوغاد الاعلام، قتلوه، الفاتحة على روح الاذاعة والتلفزيون، حتى الاعلام الحر أصبح اليوم مرحوما، والعزاء في شوارع الصحافة ويمكنكم متابعة الجنازة على القنوات العربية كل يوم.
وعلى الرغم من ان قراءة الفاتحة على روح الأموات بدعة ولكن سامحوني لطالما كان القاتل مأجورا، ولأنني آتية من زمن يسمونه زمن الطيبين فلقد لمست انا وكل الطيبين الفارق الشاسع بين ما كان يعرض قديما ومايعرض من توجيه سلبي الآن على العموم.
لم يعد هناك محاكاة للقضايا الانسانية الجميلة بل أصبحت أغلب المضامين خيانة خطف قتل شرب الخمر سرقات لدرجة ان تبرمج المواطن العربي على الانحراف والعنف وارتفع على أرض الواقع معدل الجريمة.
غاب الهدف والسمو فحظر «الأرف» والخرف.
كنت اتابع مع طفلي مسلسلا كويتيا جميلا جمع بين اصالة الماضي وشغف الحاضر على احدى القنوات العربية واثناء انهماكنا بالمتابعة قفز مشهد للزوج يترنح امام زجاجة الكحول وسط صراخ زوجته «خمر! خمر في بيتي».. لحظتها تمنيت لو تيبست الشاشة قبل ان يسمع صغاري الكلمة لأنني اعرف انهما لن يتوانيا عن معرفة معنى كلمة خمر الخبيثة.
وفعلا سألاني.. ماما شنو يعني خمر فأجبت سريعا لانهي الموضوع «سم».
أحسست ان نقاء طفلي تلوث حينما مرت الكلمة على لسانيهما فلابارك الله بالفلوس التي تأتي بنشر ثقافة الانحلال.
هل كان الاعلام في الماضي ولو اضطر لوضع الزجاجة ان يضعها بصورتها الحقيقية كما يفعلون الآن، في البيت والمطعم عبر مشاهد موبوءة توحي بحلية شربه ومتعة تذوقه؟.
ولماذا يضطر أصلا لمثل هذه المشاهد، ماذا سيستفيد المشاهد!.
سؤال يقف في «فمي»: من الذي يدخل المصائب لبيوتنا؟ المؤلفون، المخرجون، المنتجون، أم ميول المشاهد؟؟!!
إنك لن تجد في المقدمات الدعايئة للمسلسلات العربية أي بادرة للتفاؤل. بل تجد سكينا مرفوعة. دما. ابنا يقذف أمه بالشارع. زوجا يخون. وشخصا يخطط لجريمة!.
وإذا ما تجولنا داخل نوعية البرامج السياسية والثقافية والفنية سنؤمن بأن الجنازة كبيرة ولا مقبرة بالعالم ستكفي لأمواتنا.
الجثث كثيرة ولن استثني من التعزية كتاب الزوايا في صحافتك يا أقلامنا يا عربية وان كان النقد يطالني أنا!.
ويمر على صفحات الحواث التي تغسل أدمغة القراء وتنومهم مغناطيسيا على جريمة قتل وتهريب ولقيط متروك في أول الممر.
حتى الاعلانات التسويقية.مغرضة وبجدارة.. فحينما تفرش الفتاة بمعجون الأسنان هذا وتخرج للشارع سيلاحقها الرجال وتنعم بالوفير من الغزل.. اعلان يجعل نساءنا يفرشن اسنانهن ويرددن شكرا للمعجون الذي أحضر المعجبين!!!.
بالواقع، شكرا «لخالتي قماشة» التي أضحكتنا دون اسفاف و«لنهاية رجل شجاع» الذي أمتعنا دون ان يدمرنا، و«للشهد والدموع» الذي أبكانا دون ان يدمينا.
وشكرا للاذاعة قبل 1990 التي عرفت كيف تختار من يجلس «خلف» الميكرفون دون ان «يأكل» المكرفون، وعرفت كيف تنتقي اصوات تأخذنا معها لأجمل عالم دون ان تأتينا أصوات مذيعين تثقب آذاننا بضحكات نتمنى لو ان بالسيارة قطن «أذون».
فقدنا الاعداد الجيد للبرامج، انحرمنا من حكمة المتحدث الاعلامي، مبادئه لباقته، فقدنا لمعة الذهب التي نراها من خلف الشاشة ونسمع صداها عبر الاذاعة، الا من رحم ربي.. ولهم في قلبي كل محبة وتقدير.
اننا نفقد كل جميل لأن البعض يريد شهرة الصيت والأموال، ولأن الغيبوبة طالت الذوق العام.
الاعلام العربي راح بالرجلين، الفاتحة على روح المرحوم جزاكم الله خير.

انتصار المعتوق
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
357.0147
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top