مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الاتفاقية الامنية

د.مبارك البغيلي
2014/02/22   09:12 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

هناك احتمالات لغزو يأتي من الداخل من قبل بعض الأحزاب والمنظمات الإرهابية


خلال الغزو العراقي الغاشم عام 1990 وبعد ان أصبح الشعب الكويتي بين أسير وشهيد ولاجئ كنا نتساءل لماذا لم نفكر بأن نضع قاعدة امريكية في جزيرتي وربة أو بوبيان لحمايتنا من ايران والعراق وخاصة ان الحرب كانت على حدودنا واصبحنا نعض اصابع الندم بعد ان احتلت بلدنا ونقسم باننا لن نفرط في بلدنا وسنتحالف مع كائن من كان لتحرير بلدنا وسندفع الغالي والنفيس في سبيل حمايته، وبعد ان من الله علينا بالتحرير عقدنا عدة اتفاقيات امنية مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لحمايتنا من اي اعتداء ممكن ان يحدث مستقبلا وقد كان الجميع موافقاً على هذه الاتفاقيات الامنية ولو كانت هذه الاتفاقيات الامنية طرحت قبل الغزو العراقي الغاشم لطعن في ولاء اي شخص يؤيدها ووضع في خانة العملاء والرجعيين الذين يريدون ارجاع الكويت لزمن الاستعمار بسبب انه يريد حماية بلده ممن يتربص به أما وقد جاءت هذه الاتفاقيات الامنية بعد الغزو فلا مانع ان تعقد «فمن قرصته الحية خاف من الحبل» فهل نحن بحاجة لغزو اخر حتى نعلم حجم وأهمية الامن والاستقرار لكي نجعل أمن بلدنا واستقراره أولوية وفوق أي اعتبار وأنه لا مجال للمجاملة والتردد اذا كان الموضوع يتعلق بامن واستقرار بلدنا.
كل عاقل في هذا البلد يعلم علم اليقين بأننا محسودون على نعمة الامن والامان ورغد العيش في اقليم متوتر يصبح على محنة ويمسي على كارثة وأن أكبر النعم هي نعمة الامن لذلك فالقضية الامنية لا يجب ان يكون هناك أي تردد في حسمها وانها قضية غير قابلة للاخذ والرد والجدال والنقاش فلا تحدثني عن حرية وحقوق انسان ودستور وغيره اذا تعرض الامن الداخلي أوالخارجي للخطر ولعل الدستور الكويتي نفسه قد أعطى السلطة حق فرض الاحكام العرفية ووقف العمل بالدستور اذا تعرض أمن البلد للخطر فلا يمكن للدستور ان يعمل في ظل فقدان الامن، فاستقرار البلد مقدم على اي شيء اخر بما فيها الدستور والحريات وأمن الافراد مقدم على ما سواه.
فمثلما حدث الغزو عام 1990 بسبب عدم وجود اتفاقيات أمنية لحماية الكويت لان السلطة في ذلك الوقت لم تشأ ان تعقد اتفاقيات أمنية بسبب خوفها من ان تنعت بالرجعية والتفريط باستقلال البلد ومحاولة ارجاع البلد لزمن الاستعمار وغيرها من التهم التي كانت ستكون جاهزة ومعلبة لو عقدت اي اتفاقيات امنية في ذلك الوقت لحماية الكويت فنحن اليوم أمام اتفاقية أمنية خليجية لحماية دول الخليج الست من اي اضطرابات داخلية من الممكن ان تتسبب في زعزعة واستقرار دول الخليج ودولة الكويت خاصة هي أكثر الدول حاجة لمثل هذه الاتفاقية لحماية امنها الداخلي بسبب مساحة الحرية التي تتمتع بها والتي للاسف أعطت لبعض الاحزاب والمنظمات الارهابية الفرصة بأن توجد وتعمل تحت مسميات اخرى كذلك وجود الكثير من الخلايا النائمة والخلايا التجسسية التي تم كشف بعضها ومن المؤكد ان هناك بيننا من ينتظر ساعة الصفر لتلقي الاوامر لزعزعة أمننا فالقبض على الجواسيس وكشف تهريب أسلحة وملابس عسكرية بالالاف ووجود ممثلين لاحزاب تسعى للسلطة وعقيدتها القتل والتخريب ليست اموراً بسيطة او تصرفات فردية يمكن تجاهلها لذلك فنحن كدول خليجية مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بان نعمل يدا بيد لحماية دولنا فمثلما هناك احتمالات لغزو خارجي لضرب امن دولنا فهناك احتمالات لغزو ياتي من الداخل لضرب امننا واستقرارنا من قبل بعض الاحزاب والمنظمات الارهابية المتصلة بالخارج فلا تجعلوا امن اوطاننا رهينة لبعض الافكار والاوهام التي ليست موجودة الا في مخيلة اصحابها فالغزو لم يحدث الا بسبب عدم تقديرنا لاهمية امن بلدنا والعمل لحماية حدودنا وذلك بسبب ترددنا في اتخاذ القرارات الامنية التي تحمي بلدنا ونحن اليوم امام اتفاقية امنية خليجية مشتركة للجميع تراعي في احكامها العامة قوانين الدول وتشريعاتها الوطنية وتحمي كياناتها وتجعل امن الخليج وحدة واحدة لا تتجزأ لتفويت الفرصة امام كل من يريد ان يستفرد بهذه الدول لضرب استقرارها واحدة تلو الاخرى «تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت آحادا» اللهم هل بلغت اللهم فاشهد والله المستعان والحافظ يا كويت.
د.مبارك البغيلي
@drmubarakbgaili
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
370.0107
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top