مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هل الدفاع عن أنظمة الخليج جريمة؟!

محمد صالح السبتي
2014/02/18   09:09 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



- في هذه السنوات الأخيرة كثيراً ما تسمع عبارة.. نحن نرفض هذا القانون أو هذا الاجراء لأن القصد منه «حماية النظام» أو عبارة «الأنظمة تريد ان تكرس حمايتها».. والأكثر أنك تسمع عبارة منتقديك.. «أنت تدافع عن النظام»!! وكأن الدفاع عن النظام أو الرغبة في حمايته أصبحا جريمة يعاقب عليهما الانسان!!
- أصحاب هذا الانتقاد والمنهج يحملون سطحية فكرية عجيبة الشأن فهم يختزلون أنظمة الخليج الحاكمة بالممارسات الخاطئة لبعض أبنائها ومسؤوليها فقط.. هذا هو مفهوم النظام عندهم!! النظام السياسي وفق المفاهيم الصحيحة «هو مجموعة عناصر مهمتها الابقاء على المجتمع من حيث انه كائن حي قائم بذاته تديره سلطة سياسية ويتألف هذا النظام من عدة تنظيمات سياسية وقواعد اساسية» كما يعرف آخرون النظام السياسي بأنه «نظام اجتماعي يقوم بعدة أدوار أو وظائف استناداً الى سلطة مخولة أو قوة يستند اليها أو هو مجموعة المؤسسات التي تتوزع بينها عملية صنع القرار السياسي» وتبقى في دول الخليج أسر الحكم جزءا مهما من هذا النظام وركيزة له ولا يعني أنها هي كل هذا النظام.
- أن تدافع عن أنظمة الخليج بما في ذلك ركائز هذه الانظمة وهي أسر الحكم فيها فهذا يعني أنك تدافع عن نفسك.. عن بقائك.. عن استقرارك وأمنك.. ليس هذا تأليها ولا تمجيداً مبالغاً فيه لأسر الحكم في الخليج.. أبداً.. بل هو لأن المجتمعات متفقون عليهم حكّاماً في البلاد ولا يمكن لهم ان يتفقوا على غيرهم.. فزوالهم يعني بالضرورة زوال الاتفاق.. وزوال الاتفاق يعني بالضرورة التنازع والحروب الأهلية التي لا تنتهي.. هذه المعادلة على بساطتها الا أنها مشوهة تماماً في أذهان «ثورجية الكلام» والشعارات «الممكيجة» بألوان الدفاع عن الحق والعدالة والحرية والخروج من ثوب العبودية!! ولهذا يحاول هؤلاء السطحيون اختصار مفهوم «النظام» بشخوص الحكام وأبناء الاسر الحاكمة دون ان يعوا أو – أنهم يعوون – ان في سطحية هذا الاختصار انهدام لاركان استقرار وأمن دولنا!!
- في نزاعاتنا السياسية في الفترة الاخيرة أخطر ما نواجهه في الخليج عامة وفي الكويت خاصة هو عدم احساس الخليجيين بقيمة الاستقرار الذي يعيشونه لأن لديهم «نظام».. وعليك ان تعود لبداية المقال لتعرف ما أعنيه بكلمة «نظام» وللأسف فان كثيراً من الاطروحات يتبناها بعض مثقفينا وسياسيينا تدخل في خانة عدم الاحساس هذا.. وهي بلا أي شك تعاني قصراً في النظر قد يرقى الى العمى السياسي!!
- عند البشر عامة والعرب بصفة خاصة مشكلة نفسية ولعلها هي أهم سبب لتبني الافكار ضد «الانظمة» وهذه المشكلة باختصار ان النفس البشرية تستهويها عبارات وشعارات الثورة وتطرب للدخول في النزاعات التي تعتمد على الدفاع عن الحرية أو العدالة حتى لو كانت وهماً.. ولهذا فان مرضاً يعشش في عقول الكثير من هؤلاء أنهم يعيشون حالة الظلم والقمع والعبودية.. وكلهم يريدون ان يكونوا «عنترة» حتى لو كان خصمهم «الوهم» الذي ملأ أذهانهم.. المهم ان يعيشوا دور البطولة العنترية!!
- ندافع عن النظام؟ نعم.. ندافع عن نظامنا وأنظمتنا في الخليج حتى لو ظهرنا بمظهر الضعفاء وفق عدسات الارواح العمياء التي أغراها صليل الكلمات الجوفاء وراحت تتبع سرابه.

محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.0096
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top