مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة الوطن

«بروباجندا».. تقليص المصروفات

الوطن
2014/02/15   10:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



لقيت الخطوة التي أقدم عليها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بالإعلان عن خفض مصروفات ديوانه بنسبة %40 تقريباً إشادات متعددة من بعض النواب والمؤسسات الإعلامية.
وأكدت الإشادات أهمية مثل هذه الخطوة باعتبارها يجب أن تتحوّل نموذجاً تحتذي به باقي المؤسسات الحكومية وكل مسؤولي الدولة ممّن لديهم مصروفات تدخل في خانة الهدر والإسراف ويمكن تقليصها.
لكن هذه الخطوة التي لقيت بعض الأصداء على صعيد بعض النواب والمؤسسات الإعلامية لم تلقَ الصدى المأمول شعبياً، وفي هذا مؤشر على ضعف الثقة الشعبية في الأداء الحكومي، وضعف الثقة الشعبية في جدية مثل هذه الخطوة التي قد يراها المواطنون مجرد عملية دعائية (بروباجندا) أكثر منها منهج عمل إصلاحي حقيقي، بل وربما يرونها مؤشراً غير مريح ينذر بالتقتير عليهم أو الاقتطاع من المزايا التي يحصلون عليها بينما جناة المناقصات المبالغ بأسعارها كثيراً لا شيء يضيرهم.
بالطبع لا يوجد عاقل يرى الصرف الحكومي ويرى البند الأول من الميزانية الكويتية إلا ويؤكد ان هناك خللاً كبيراً يجب تعديله، وأن الاستمرار على نفس الأسلوب في الصرف سيعني قريباً إعلان عجز الدولة عن الوفاء بكمّ الالتزامات الهائل التي خلقتها.
ولكن، كيف أقنع المواطن بالمنهج الحكومي الجديد وهو يرى المليارات تتم بعثرتها يميناً وشمالاً؟.. كيف يقتنع المواطن بما ستأتي به الأيام المقبلة من اقتطاع لما يراه من حقوقه المكتسبة وهو يشاهد عمليات توزيع العقود الحكومية بالمليارات وبمئات الملايين دونما طائل من ورائها وكأنها عملية توزيع ثروة وتعزيز ولاءات وليست تنمية وتطويراً؟
إنها ليست دعوة الى وقف عجلة المشروعات والتنمية في الكويت، ولكنها دعوة لوقف الهدر والنزف المالي الذي يرتكب باسم التنمية، والتنمية مما يحدث.. براء.
الكثيرون من أهل الخبرة والتجربة مقتنعون بأن ما يكلف في العالم مائة مليون (مثلاً) يكلف لدينا نحو ثلاثمائة مليون في كل المشروعات، والنتيجة أن ما ننجزه تكون كلفته أعلى بكثير وفي نفس الوقت أقل كفاءة وأردأ جودة مما أنجزه الغير، والمشاريع أمام أنظاركم تتحدث عن نفسها وعن فشلها وعن مئات الملايين المهدرة فيها.
هل كلفة مشروع الوقود البيئي التي تناهز 3.4 مليارات حقيقية ومستحقة؟.. هل كلفة جسر جابر موضوعية؟.. هل كلفة محطة الزور سليمة ومنطقية؟.. هل حاولنا حقاً الحفاظ على الـ2.2 مليار قبل أن (نمنحها) الداو.. أم يسّرنا لهم الأمر وعبّدنا لهم الطريق؟ تلك أسئلة مستحقة يجب أن يجد المواطن أجوبة مقنعة لها.
المواطن – أيها السادة – ليس بالسذاجة التي تدفعه الى التصفيق والتصفير والتشجيع بمجرد أن يرى (بروباجندا) يدركها ويدرك مغازيها بذكائه، ولهذا لم تحصد الخطوة شيئاً من المأمول.. شعبياً، ولكن.. لو كانت هناك إجراءات جادة حقيقية، وبدأت بالكبار ممّن استباحوا المبالغة في المصروفات والعبثية في أسعار المشروعات.. عندها سيكون كل كويتي مستعداً للتضحية في سبيل استقرار بلده وتنميته، وفي سبيل استقرار مستقبل أبنائه.

الوطن
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
601.9897
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top