مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

دكتور بلاش!

عزيزة المفرج
2014/02/15   10:24 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

شراء الشهادات بدأ محدوداً في أول الوقت ثم تحول إلى ظاهرة


ياالله يا جماعة، فرصة ومن لم ينتهزها، وتركها تفلت من بين يديه، سيعض على أنامله من شدة الندم، وطالما ان التعليم العالي اعتمد رسميا شهادات طلبة جامعة دلمون البحرينية، وصار بامكانهم تقديمها لأي جهة حكومية أو أهلية بشكل رسمي من أجل التعيين أو الترقية، فانتظروا الآخرين بعد ان فتحت لهم الأبواب. أول هؤلاء الآخرين المطالبين بالمثل كان طلاب الجامعة الأمريكية في أثينا، ونتوقع ان يلحقهم خريجو دكاكين الفلبين وتايلاند، وكل مكان جاءت منه شهادات عليها علامات استفهام كبيرة. طوال السنوات الماضية، ومنذ ان بدأ (الدود ياكل في العود)، ونحن نقرأ تلك الالتماسات والتوسلات والكتابات والانتقادات التي تخص تعامل الدولة مع زبائن دكاكين بيع الشهادات الجامعية في هذه الدولة، أو ذلك البلد، ولم أستطع مرة ان أقتنع بأن هؤلاء المواطنين قد درسوا حقا وصدقا في جامعات معينة، وتخرّجوا منها، بعضهم مهندسون، فدراستهم تلك التي يحاولون انتزاع اعتراف من الدولة بها ليست أكثر من تمثيلية سمجة بلهاء، يجب علينا تصديقها. ان شراء الشهادات الجامعية من البعض بدأ محدودا في أول الوقت، ثم تحول الى ظاهرة، وساهمت سهولة الحصول على تلك الشهادات في تشجيع بعض أصحاب الضمائر الفاسدة على ولوج ذلك الميدان للاستفادة من المزايا المادية والمعنوية العديدة المرتبطة بها، وكم تفاجأنا بمسؤول رفيع المستوى يحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه وهو جالس في مكتبه في الوزارة، لم يتركه حتى لا يحصل عليه آخرون. متى درس هؤلاء، ومتى سهروا للامتحانات، ومتى ذهبوا للمكتبات، ومتى أعدوا البحوث، ومتى ناقشوا الرسائل، لا أحد يعلم، وكل ما نعلمه أنهم (جك بوم)، صاروا دكاترة، وأصبح من حقهم التدريس في الجامعات والهيئات، وحضور الندوات والمؤتمرات، والابتعاث في مهمات وسفرات، وهم مثل الأطرش في الزفة. هؤلاء الناس بتصرفهم هذا غير الأخلاقي يساهمون في زيادة الفساد في الدولة، فهم أولا يحصلون على ما ليس بحقهم، وثانيا يتجاوزون غيرهم في الحصول على الترقيات والامتيازات على الرغم من أنهم في الحقيقة والواقع، لا يفوقونهم في شيء، وربما كانوا أقل منهم كفاءة واخلاصا في العمل، وثالثا يكرّسون مبدأ الظلم تكريسا سيئا، فمن سافر بحق وحقيق، واجتهد وسهر وذاكر وتعب، يتساوى مع النائم في بيته وبين أهله، وبينما خسرت الدولة، أو الأهل، على الطالب الجاد، المجتهد آلاف الدنانير لكي يحصل على العلم أولا، والشهادة ثانيا، يحصل الثاني على شهادة فقط بدفع بضعة آلاف لتاجر شهادات فاسد، أو لجامعة تعبانة، تكسب رزقها ببيع الشهادات. وزير التربية، ومعه التعليم العالي يجب ان يقفا وقفة جادة أمام أي نصّاب حصل على شهادته بالغش والتزوير، باتخاذ كافة الاجراءات التي يتمكنون من خلالها من التأكد من حقيقة الشهادات، مثل استقصاء أمر تلك الجامعات الخاصة، ومثل اخضاع الطلبة لاختبارات جادة من متخصصين في نفس المادة، ومثل استرجاع أموال الدولة وفوقها غرامة كبيرة، ممن يثبت تورطهم بالتزوير، وهذا فقط ما سيوقف هؤلاء عند حدّهم.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
361.9935
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top