مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

المرأة ودعاة التغريب (1)

عبدالرحمن بن ندى العتيبي
2014/02/02   09:06 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



عبدالرحمن بن ندى العتيبي

الحمد لله المنعم المنان، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان، أما بعد: فقد منَّ الله علينا بأن جعلنا في وسط مجتمع مسلم محافظ قريب من دينه يعمل بتعاليمه بقبول ورضى، فأهله طيبون راجون لرحمة ربهم وعفوه، يخشون مخالفة أمره وسخطه وعقابه، ومن تعاليم الاسلام ما يتعلق بلباس المرأة، فهي مأمورة بأن تلبس لباس الحشمة وتلتزم الحجاب الشرعي، وقد سارت الأمة على ذلك منذ عهد النبوة الى ان خرج عليها في الأزمنة المتأخرة دعاة التغريب الذين يريدون تبديل هوية اﻷمة لتصبح تَبعاً للغرب في الصالح والطالح، فقام دعاة الباطل بتشجيع التبرج والسفور واستمع لهم ضعاف الايمان حتى أصبح هذا المنكر يُرى في واقعنا، فالتبرج دخيل على مجتمعنا.
ونذكّرأخواتنا بأن يتنبهن للغزو الفكري الذي يصبو الى هدم الدين والقضاء على الفضيلة ونشر الرذيلة، ونحذرهن من ان يتبعن كل ناعق، وانما عليهن ان يفخرن بهويتهن الاسلامية، وأن يعملن بتعاليم الدين الحنيف ومن ذلك الستر والحجاب ويكن كحال السواد اﻷعظم من نساء اﻷمة.

الحجاب أمر رباني

أمر الله بالحجاب في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى ان يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] يأمره فيها بأن يلزم زوجاته ونساء المؤمنين بستر جميع أبدانهن اذا خرجن لحوائجهن.
وفي السورة نفسها أنزل الله تعالى في شأن أمهات المؤمنين قوله: {وَاذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب:53]، فدخل في ذلك جميع نساء الأمة لعموم علة وجوب الحجاب، وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ الا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ الا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ اخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي اخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْارْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا الَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، وقال تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ ان يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)} [النور: 60]، والقواعد: هن اللاتي تقدَّم بهنَّ السن فقعدن عن الحيض والحمل ويئسن من الولد.
وَقد ورد من الأحاديث ما يدل على مشروعية الحجاب، فعن صفية بنت شيبة ان عائشة رضي الله عنها كانت تقول: «لما نزلت هذه الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} أخذن أُزُرَهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها» [رواه البخاري (4481)، وأبو داود (4102) بلفظ: «يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن أكثف مروطهن فاختمرن بها»، أي غطين وجوههن.
وعن عروة ان عائشة قالت: «لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن الى بيوتهن ما يعرفهن أحد».[رواه البخاري (365) ومسلم (645).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحْرِمات، فاذا حاذوا بنا أسدلت احدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فاذا جاوزونا كشفناه».[رواه أبو داود (1833) وابن ماجه (2935)، وصححه ابن خزيمة (203/4)].
وعن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما قالت: «كنا نُغطِّي وجوهنا من الرجال، وكنَّا نمتشط قبل ذلك في الاحرام».[رواه ابن خزيمة (203/4)، والحاكم (624/1) وصححه ووافقه الذهبي].

الحياء من اﻹيمان

الحياء خصلة محمودة، فهو خلق كريم يحجز اﻹنسان عن فعل الرذائل وارتكاب القبائح، وقد جاء بيان مكانته في الحديث المروي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «الايمان بِضْعٌ وسبعون شعبة فأفضلها قول: لا اله الا الله، وأدناها اماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبةٌ من الايمان» [رواه مسلم].
المفردات: بِضع: مقدار من العدد، قيل: من ثلاثة الى تسعة.شُعْبة: قطعة، والمراد: الخصلة، وهذا الحديث يبين ان الايمان متعدد الأركان والشرائع، وأنه مشتمل على الأعمال الصالحة القلبية، والفعلية، والقولية، فذكر أعلى مراتب الايمان وهو التوحيد، وأدنى مراتبه وهو اماطة الأذى عن الطريق، وذكر «الحياء» للدلالة على ما بينهما من أعمال صالحة.
ما يرشد اليه الحديث:
1 - ان الايمان عبارة عن شرائع الدين كلها، سواء كانت أعمالاً بالقلب، أم بالجوارح، أم باللسان.
2 - أن أعلى شرائع الايمان وفرائضه شهادة ألا اله الا الله باخلاص ويقين.
3 - أن «اماطة الأذى» عن طريق الناس من الايمان.
4 - أن «الحياء» من الايمان.
وبالنسبة لموضوع لباس الستر والحشمة فانَّ الحياء يستلزم التَّقيُّدَ به، وخلاف ذلك التبرج والسفور فانه ينافي الحياء، وما أجمل الحياء للمخلوق ومن اتصف به فانه يكسب ثقة الآخرين وتقديرهم واحترامهم.
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1380.0021
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top