مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

صراحة قلم

العرعور وسيدنا نوح عليه السلام

حمد سالم المري
2014/01/31   09:48 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

إذا كان يرى أن الجهاد واجب في سورية فإن عصيان أبنائه له عصيان لشريعة من شرائع الله


الشيخ عدنان العرعور هداني وهداه الله للحق عرف بفضحه لأهل البدع ومن يسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهمون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها كما عرف عنه دفاعه عن الصحابة الأطهار الذين قال فيهم الله تعالى في سورة التوبة الآية (100) {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِاحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وقال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَانَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ». وهذا العمل الذي يقوم به الشيخ عدنان العرعور عمل جليل أسأل الله تعالى ان يجزيه عنا خير الجزاء.ولكن كون الشيخ العرعور بشراً غير معصوم من الخطأ فقد دهشت من رده على من انتقدوه بسبب مناداته للجهاد في سورية في الوقت الذي هو وأبناؤه جالسون في الرياض حيث قال في رده «ان العرعور لم يطعه أبناؤه في الجهاد فيكون مثلي مثل نوح الذي رفض ابنه ان يكون مؤمناً.. فاذا قلت لأبنائي جاهدوا قالوا لن نجاهد، اما ان نشتغل معك في الاعلام واما في الاغاثة واما نروح الى باريس... فقلت لهم أنتم تبقون معي في الاغاثة وفي الجرحى.. أنا عجزت عن أولادي وخرجوا عن طوعي ولكن في المصلحة مفسدة.. والشلة الذين ضد الوضع الآن بدل ما يحذروا من الفساد عليهم ان يلتزموا بفتاوى فضيلة الشيخ الفوزان.. هم لا يلتزمون فيها أصلا... هل يلام نوح على زوجته وعلى ابنته؟ وهل يلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه؟». فهو بهذا الرد يحاول تبرير مناداته وحثه الشباب المسلم على الذهاب لسورية بزعم الجهاد في الوقت الذي يطلب من أبنائه الجلوس معه كونه خائفاً ان يذهبوا الى باريس وتركه لأنهم لا يريدون الجهاد فهل هذا يعقل؟! فقد حاول تشبيه نفسه بسيدنا نوح عليه السلام الذي عصاه ابنه ولم يؤمن معه فأهلكه الله بالطوفان.وهذا التشبيه بعيد بعد السماء من الأرض في حالة الشيخ العرعور وأبنائه لأن سيدنا نوح طلب من ابنه الايمان بالله وترك الكفر فرفض ولما علم عليه السلام أن ابنه كافر بالله كف عن الترحم عليه وطلب من الله تعالى ان يغفر له كونه سأله بما لا يعلم فقال الله تعالى مثبتا هذه الحادثة في سورة هود الآية (45- 47) {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين (45) قال يا نوح أنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك ان تكون من الجاهلين(46) قال رب إني أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}.
فاستغفار سيدنا نوح دليل على أنه تبرأ من ابنه الكافر وتاب عن خطئه. أما العرعور فهو مسلم وأبناؤه مسلمون ولكنهم عصوه فان كان العرعور يرى ان الجهاد واجب في سورية فان عصيانهم له عصيان لشريعة من شرائع الله تعالى ولهذا يجب عليه دعوتهم الى الرجوع للحق فان رفضوا عليه ان يتبرأ من فعلهم هذا كونه معصية لله اتباعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا طاعة لبشر في معصية الله، انما الطاعة في المعروف «فان كان طاعة البشر في معصية الله لا تجوز فكذلك عدم طاعته في المعروف لا تجوز فما بالك بطاعة الوالدين وطاعة الله في ان واحد؟ لا شك ان العصيان في ذلك أشد اثماً. خاصة وان كانوا يأمرون بالجهاد في سبيل الله الذي يراه العرعور واجباً في سورية على كل مسلم قادر وكما هو معروف ان الجهاد هو ذروة سنام الإسلام كما جاء في حديث معاذ بن جبل قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فقال لي: «ان شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه «قال: قلت: أجل يا رسول الله قال: أما «رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد».
كما ان العرعور أشار في رده بأنه يجب على من يرى أن ما يجري في سورية هو مفسدة مستندين بفتوى العلامة الشيخ صالح الفوزان ان يلتزموا هم بفتاواه ونحن نقول له نعم صدقت يجب على من يتبع فتوى العلامة الفوزان في عدم وجوب الجهاد بسورية ان يلتزم بباقي فتاواه بالمواضع الأخرى ولكن التأكيد يكون أقوى واشد على شخصكم الكريم كونك داعية وصاحب علم شرعي كان لابد لك ان تلتزم وتتمسك بهذه الفتاوى النابعة من القرآن والسنة وفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهما وأن لا تزج بشباب المسلمين في أتون القتل والتدمير وسفك الدماء وأنت وأبناؤك جالسون تتعذرون بالأشغال بالاعلام والاغاثة. وان كنت لا تقدر على اقناع أبنائك بالذهاب الى سورية للجهاد وترى أنهم عصوك فلماذا لا تذهب أنت للجهاد خاصة وأن هناك من الصحابة رضي الله عنهم من هم أكبر منك سنا كانوا يشاركون في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده لم يقعدهم كبر السن عن الجهاد. بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من يقود جيوش المسلمين في القتال واذا اشتد وطيس الحرب وتطايرت الرؤوس وسالت أنهار الدماء احتمى الصحابة رضي الله عنهم خلفه وهو واقف كالطود العظيم يردد قوله أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ولم يتعذر بجلوسه والتفرغ للعلم الشرعي والدعوة والاعلام. اسأل الله تعالى ان يحفظ الشيخ عدنان العرعور ويهيدني وإياه الى الصواب والسنة الصحيحة وأن يحقن دماء المسلمين.

حمد سالم المري
hmrri@alwatan.com.kw
@AL_sahafi1
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
324.999
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top