مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

الدخول في النفق المظلم

د.شملان يوسف العيسى
2014/01/27   09:37 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

آلية اتخاذ القرار في السلطة التنفيذية لا تستند على دراسات موضوعية


تعصف في المنطقة العربية تطورات عربية واقليمية مهمة جدا، ستحدد مصير دولتنا الصغيرة، منها على سبيل المثال التعاون الروسي - الامريكي حول ايجاد حلول سلمية للمعضلة السورية ومحاربة الارهاب في المنطقة كذلك الاتفاق الامريكي مع ايران لحل القضايا العالقة بينهم بما في ذلك المفاعل النووي الايراني.
كل هذه الاحداث المصيرية المهمة تحدث حولنا ونحن في الكويت منشغلون في اوضاعنا الداخلية ومنقسمون ومختلفون حول كيفية التعامل مع قضايانا المتراكمة فمن القضايا الخلافية أخيرا الخلاف الحكومي - النيابي حول الميزانية حيث لايزال اعضاء مجلس الامة يتبنون مشاريع شعبوية مكلفة رغم العجز الحكومي في الميزانية.. الحكومة اوضحت للنواب والرأي العام الكويتي بان العجز قد وصل الى 6.6 مليارات دينار في الموازنة الجديدة حيث تبلغ الايرادات 20.4 مليارا منها والمصروفات 18.8 من النفط بنسبة %94.
نواب مجلس الامة ليسوا اغبياء لذلك لجأوا الى وسائل الاعلام لاحراج الحكومة وكسب الرأي العام.. لذلك نقرأ في صحيفة الصباح في صفحتها الاولى يوم الاحد 24 يناير «نواب اكدوا ان جميعها بما فيها ايضا بدل الايجار مطالب مستحقة ولابد من انجازها دون عاطلة او تسويف ولا تنازل عن زيادات العسكريين الاولاد.. النائب طنا اذا ردت الحكومة قانون علاوة الاولاد فان ممثلي الامة سيقرونه بالاغلبية المطلقة.. اما الصفحة الاولى لصحيفة عالم اليوم جاءت لتقول «مبررات الحكومة حول الرفض غير منطقية وتعسفها ليس الاول من نوعه: نواب الحكومة زيادة الاولاد وبدل الايجار او التصعيد.
ما التهديد الذي ينوي النواب طرحه لاخافة الحكومة وجعلها ترضخ لمطالبهم الشعبوية؟، جريدة النهار في صفحتها الاولى اوضحت «استجواب وزير الاشغال قريبا يقدمه النائب عادل الخرافي وتنوي صفاء الهاشم تقديم استجواب جديد لسمو رئيس الوزراء» جريدة الكويتية تحدثت عن اسبوع ساخن تشهده اللجان، التجنيس في مطبخ البرلمان غدا، فالنواب الشمري والقويعان والعازمي وحمدان متفائلون بان وزير الداخلية سيوافق على تجنيس 4 آلاف من البدون.
واضح جدا من منشيتات الصحف الكويتية ان مفهوم التعاون والوصول الى حلول وسط للقضايا الشائكة لا يفكر بها النواب.. اذا حصل تفاهم بين السلطتين فان الخاسر الاكبر هو الوطن.. لانه سيتم استنزاف الميزانية.. حتى يتم افلاس البلد او عقد صفقات مشوهة على حساب الميزانية العامة.. ودفع اموال لشراء ذمم النواب.
كنا كشباب نتصور صادقين بان الديموقراطية والحوار العقلاني بين السلطتين كفيل بحل مشاكل البلد لكن اكتشفنا ان آلية اتخاذ القرار في السلطة التنفيذية خاطئ لا يستند على دراسات موضوعية رغم ان الحكومة تستعين بأفضل المكاتب الاستشارية في العالم في مجال الاقتصاد.. كذلك الحكومة لديها مجلس اعلى للتخطيط فيه افضل العقول الكويتية.. لكن لا احد في مؤسسة الحكم يلتزم بمقترحات المستشارين على كثرة دراساتهم، فالانفراد في القرار السياسي مصيبة من مصائب العالم الثالث المتخلف.. ماذا عن السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب.. نقولها بكل صراحة.. نوابنا ليسوا افضل من حكومتنا فهم من نفس الطينة المتخلفة كل هم النواب هو البقاء اطول فترة ممكنة والحصول على الغنى والجاه والنفوذ، الخاسر الاكبر هو الوطن.. مادامت الحكومة تنافس النواب على الشعبوية رغم حقيقة انها غير منتخبة فهذه مصيبة.. لان لا احد يحاسبها على هدر الاموال.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3211.0001
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top