مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

لماذا تُؤوي بلاد فارس «إيران» قيادات القاعدة؟!

عبدالله الهدلق
2014/01/20   09:02 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

تحول قياداتها إلى ورقة ضغط تستخدمها إيران متى شاءت


تؤوي بلاد فارس «ايران» منذ اكثر من (12) عاما قادة بارزين من تنظيم القاعدة على اراضيها، ويتولى «فيلق القدس!» وجهاز المخابرات الفارسيان متابعة شؤونهم وتوفير الرعاية لهم، وبعد لقاء سري جمع المسؤول الشرعي في التنظيم مع المخابرات الفارسية في مدينة (زاهدان) الفارسية على الحدود الافغانية الباكستانية واتفاق صريح يتجاهل الاختلاف العقائدي تنفيذا لصفقة تنص على عدم تعرض تنظيم القاعدة للمصالح الفارسية (الايرانية) أو مهاجمتها وهو ما حدث بالفعل فقد أمنت بلاد فارس «ايران» شر القاعدة ولم تهاجم القاعدة (ايران) أو تنفذ أية عملية واحدة ضدها أو تصدر تهديدا لها، بعد ذلك تحققت المساعي الفارسية.
وبعد انهيار حكم طالبان في افغانستان بعد عام (2001) تفرقت قيادات القاعدة، وانتقلت بشكل منظم الى بلاد فارس «ايران»، وارسلت الحكومة الفارسية (الايرانية) وفدا الى افغانستان لضمان سفر آمن لقيادات القاعدة وعوائلهم الى «ايران»، ومن اوائل من دحض الأسس التي قامت عليها القاعدة كان مفتي القاعدة الاول (امام شريف) الامر الذي أكسب نقده بعدا عميقا خصوصا لدى الشباب ممن يؤيدون فكر القاعدة وقد ترك (إمام شريف) القاعدة في منتصف التسعينيات، وألقي القبض عليه بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك.
ولم يكن (إمام شريف) المفتي والمنظر (الجهادي!) الوحيد الذي رفض فكر التعصب والتطرف والعنف، وانقلب على القاعدة واشباهها، فلابد ان نذكر هنا وفي هذا السياق (أبو حفص الموريتاني) – مفتي القاعدة حتى عام (2001) – وهو من الذين فروا خلال دخول الامريكان الى افغانستان مع آخرين من كبار قادة القاعدة الى بلاد فارس «ايران»، وامضى عشر سنوات هناك قبل ان يعاد الى بلده، كما اعيد «إمام شريف» الى بلده مصر (بني سويف) قبل حوالي عام.
وليس هناك ما يربط بلاد فارس «ايران» مع القاعدة عقائديا أو مذهبيا، بل تشكل دليلا آخر على خطأ القاعدة، وهكذا تحولت (القاعدة) الى ورقة ضغط في يد بلاد فارس «ايران» تستخدمها متى شاءت تارة في افغانستان وتارة اخرى في العراق واليمن وسورية والسودان والصومال، وتحول قادة (القاعدة) وزعماؤها الى رهائن عند «ايران» تحتفظ بهم إتقاء لشرهم واستفادة منهم واستغلالا لهم.
مثال آخر على العلاقة الوطيدة بين بلاد فارس «ايران» والقاعدة ما ذكره مؤلف كتاب «ادارة التوحش» «محمد خليل حكايمة» الذي اصل جميع الاعمال الارهابية والاجرامية البشعة واعطاها غطاء شرعيا، فالمؤلف غير مؤهل اصلا لأن يكتب في امور شرعية، وهو مقيم في بلاد فارس «ايران»، وكان يعمل سابقا في الاذاعة الفارسية في طهران، واستغل خلفيته الاعلامية ليحرض على الارهاب والاجرام والتفجيرات التي اقترفتها «القاعدة» في حقول النفط السعودية، وهكذا فإن «القاعدة» لا تختلف عن أي هيكل تنظيمي له ادواته ومصالحه التي تناقض تماما الشعارات الجوفاء التي يطلقها أو يرفعها.
ويبقى الشباب المغرر بهم لتنفيذ عمليات ارهابية انتحارية وقودا في محرقة وصفقة وورقة سياسية بينما القادة الكبار يبرمون الصفقات مع اجهزة المخابرات الفارسية لمصالحهم الشخصية، وهكذا تحتجز بلاد فارس «ايران» قيادات القاعدة وتبقيهم في قبضتها اتقاء لشرهم طالما أبقتهم رهائن لديها وتستغلهم كورقة سياسية متى أرادت.

{لمثل هذا فليعمل العاملون}

ترأس وزير الطاقة الاسرائيلي (سيلفان شالوم) وفد بلاده الرسمي المشارك في مؤتمر في «أبو ظبي» مخصص لبحث موضوع الطاقة المتجددة دعت اليه الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، وستعزز تلك الزيارة بلا شك العلاقات بين اسرائيل من جهة ودول الخليج العربي من جهة اخرى لأن الجانبين يشعران بالقلق ازاء تنامي نفوذ بلاد فارس «ايران» في المنطقة، وربما تكون الترتيبات قد تمت بالفعل لفتح ممثلية دبلوماسية اسرائيلية في احدى دول الخليج العربي.
وبما ان اسرائيل عضو كامل في (IRENA) فمن غير المعقول ألا تحضر المؤتمر، وستكون تلك الزيارة الثانية لمسؤول اسرائيلي لدولة الامارات العربية المتحدة بعد مرور اربع سنوات على اغتيال الارهابي في «حركة حماس!» «محمود المبحوح» في «أبو ظبي» لضلوعه في قتل اسرائيليين اثنين، أما رئيس الوفد الاسرائيلي وزير الطاقة «سيلفان شالوم» المنتمي الى (حزب الليكود) الذي يتزعمه «بنيامين نتنياهو» فقد شغل عدة مناصب وزارية في الائتلاف الحاكم، منها وزير الخارجية، ويشار إليه بوصفه خليفة محتملا لـ«شيمون بيرس» كرئيس لدولة اسرائيل.
أليس لنا في دولة الكويت خاصة، ودول الخليج العربي عامة أسوة في الخطوة الجريئة التي اتخذتها دولة الامارات العربية المتحدة، وحكومة «أبو ظبي» الشجاعة بقيادة حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فنحذو حذوها.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1427.0041
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top