مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

لا تجعلوا الدين والعلماء لأوقات الحاجات فقط

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/01/21   08:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



أسوأ قرار يتم التعامل به مع هؤلاء الاختصاصيين هو التقليل من شأنهم

يعيش الناس في تكامل حياتي بين مئات الاختصاصات، وكما لكيمياء الجسد توازنات، اذا اختلت اعتل الجسد، فهذه الاختصاصات لها توازنات، اذا اختلت اعتل المجتمع، لذا تجد الكل يحترم اختصاص الآخر ومجاله ومساحته، حتى لا يصلوا الى مرحلة التداخل أو التصادم، حفاظا على وحدة المجتمع وتماسكه، ولا يجرؤ على كسر تلك القاعدة سوى الطمع والشهوة وتضارب المصالح.
وهناك اختصاصات يحتاجها المجتمع طول اليوم، وتتداخل مع عدة اختصاصات أخرى وتتفاعل معها، وهناك اختصاصات لا يكون لها دور الا في أوقات محددة من اليوم والليلة، ورغم ان لكل واحد منها أهميته، الا ان الأول تستلزم طبيعته ان يشارك في أمور كثيرة في المجتمع، من تخطيط واستشارات وتوجيه، دون النظر الى أصله وفصله ومذهبه وعائلته وقبيلته وتوجهه وفكره وفئته وطائفته، ما دام أنه يقدم خبراته وآراءه بكل صدق وشفافية، دون أي مصلحة يرتجيها له أو لمن وراءه، وفي النهاية يكون القرار بيد المسؤول الأعلى أو ولي الأمر.
وأسوأ قرار يتم التعامل به مع هؤلاء الاختصاصيين هو عدم احترامهم، والتقليل من شأنهم عبر وسائل الاعلام، لتحقيق مآرب المنتفعين وغير الراغبين بالتعاون والاصلاح، وقد يتم تجميدهم أو تناسيهم وقت الرخاء، حتى اذا هبت المشاكل، جاؤوا اليه يهرولون.. أغثنا.. ساعدنا.. تدخل.. تكلم.. انصح.. أشر علينا.. جاء وقتك.. الخ من عبارات النداء والحث، وأحيانا يقدمون له الخدمات والمناصب والأموال لفترة معينة، حتى اذا انتهى دوره كما يظنون، أعادوه الى الثلاجة مرة أخرى، بانتظار أي مشكلة جديدة تعرقل مسيرتهم، متيقنين من مبادرته ومشاركته، لأنه حسن النية، طيب القلب، مخلص ومحب لوطنه، ويريد الخير للجميع.. الخ من مقاييس الاخلاص والوفاء، وعدم تفاعله يعد هروبا من خدمة المجتمع.
وأحيانا يستخدمونه دون ان يعلم كوسيط، أو محلل، أو لانجاز مهمة، حتى اذا أدى المطلوب أعادوه الى مكانه.
ومن الذين يتم استخدامهم أوقات الأزمات «الدين» و«العلماء»، فمعروف في العالم كله ان «الدين» مستبعد من الحياة اليومية، الا ما ندر، والهوى هو الذي يتغلب في الحياة، وأن «عالم الدين» مستبعد عن الاستشارة والادارة، وكثيرا ما يتم التطاول عليهما من خلال وسائل الاعلام بشكل مباشر أو غير مباشر، حتى اذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، جاؤوا يستغيثون بهما، ليصبحوا فجأة مهتمين بالدين، ومقدرين العلماء، ويفسحوا لهما القنوات الفضائية والاذاعية والصحف اليومية، وتصرف لهما الميزانيات، حتى اذا انتهوا مما هو مطلوب منهما، بشكل مباشر أو غير مباشر، أعادوهما الى حيثما كانا في التبريد العالي، حتى وصول النداء التالي!!.
قد نختلف في مدى الحاجة للاستعانة بالخبراء في مختلف الاختصاصات، ولكن ينبغي ألا نختلف على أولوية الدين وورثة الأنبياء، فلا ينبغي ان نجعلهما وقت الحاجة والضرورة فقط، لأن ذلك يعني ان الارتباط معهما ارتباط «مصلحي»، وهذا ما لا يجوز مع الدين، لا شرعا ولا خلقا، وبالتالي مع العلماء.
النداء الأخير من القلب.. لا تجعلوا الدين والعلماء لأوقات الحاجات فقط، فهما منارات الناس في حياتهم، أما الدين فعضوا عليه بالنواجذ، وأما العلماء فما لنا منهم من بد، فهم الموجهون والمرشدون، ما داموا على سيرة المخلصين الأولين، ولن يصلح حال آخر هذه الأمة الا بما صلح أولها.
***
«ان كويت الوطن لم تكن يوماً لجماعة بذاتها، أو لفريق دون آخر، ولم تكن في سماتها أبداً قبلية أو طائفية أو فئوية، وكل ما تحقق من مكاسب وانجازات، انما هو بفضل تآلف وتكافل وتلاحم أهل الكويت جميعاً، مستكملين مسيرة الآباء والأجداد، ووحدة أهلها فيها هي الارادة المشتركة الجامعة لهم على مواجهة التحديات، وهي ملاذنا ومستقرنا ما بين المهد واللحد الى يوم الدين». الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
723.9985
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top