

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 12:33 توقيت الصلاة العصر 14:57

مقالات

A A A A A

مداولة

القراءة من آخر السطر

المحامي نواف سليمان الفزيع

2014/01/19

10:01 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

دأبت بعض المؤسسات الاعلامية التي تدعي المهنية المزعومة بتقاريرها الاخبارية المحللة لوضع الميزانيات بالبلد على وضع كاهل خطر عجز الميزانيات على معدل زيادات الرواتب وما تمثل من نسب على الميزانية في قراءة مبتورة وباحتراف للمشهد المالي للبلد حتى تحاكي السلطة مطامع من هم وراء مثل هذه المؤسسات في توجيه اموال النفط فقط لجيوبهم عبر مناقصات محتكرة وبورصة محتكرة ووكالات تجارية ايضا محتكرة.
هم ينظرون لنا من برجهم العاجي ويخاطبون السلطة برهان انهم ايضا في برج عاجي سكروا دواوينهم وانقطعت اتصالاتهم المباشرة بالناس ونحن نناظر من الارض والارض تغلي ولكنكم يا سلطة لا تعلمون.
ان كانت السلطة تريد القراءة الصحيحة فلا تقرأها في ثنايا جرائد اصحاب المناقصات والنخب التجارية وهي تمارس ابتزازها الاعلامي على الدولة والنظام فإما ان تمرروا المشاريع لهم والا سوطهم الاعلامي جاهز.
نظرية انهيار الدول تقول متى ما ارتبط النظام بالتاجر الفاسد تدق طبول النهاية والحديث الصادق للسلطة يأتي من القاع ولابد من تلمس الناس اللي في هذا القاع.
فلنقرأ من اول السطر لا من آخره من الذي تسبب بزيادة باب الرواتب مو انتم يوم الدولة اعطتكم قانون الخصخصة كم كويتياً عينتموه بعد هذا القانون وكم كويتياً فصلتموه بعد الازمة الاقتصادية الاخيرة؟
المحفظة المليارية وين راحت فلوسها هل فتحت فرص توظيف للكويتيين في شركاتكم او حافظت على القليل المتبقي من الكويتيين فيها؟
مؤسساتكم المالية.. ما مدى مساهمتها في تمويل المشاريع الصغيرة؟ يعني بالعربي لو كويتي شاب يبي يعتمد على نفسه ويفتح مشروع صغير له اتحدى شواربكم لو احد من هالمؤسسات عطاه قرض.
يوم انكسرتوا بالمناخ بسبب مضارباتكم الوهمية رحتوا للحكومة وطلبتم منها ان تسدد عنكم ديون هذه المضاربات وصدر قانون المديونيات الصعبة وما بطلت حلجها جرايدكم، الكل سكوت لأن المصلحة صبت في جيوبكم محد قال هدر مال عام على الرغم من ان هذا القانون قد اتى ليسدد عنكم ما اقترفته اياديكم من مضاربات وهمية على شركات ورقية لا قانون سيأتي لرب اسرة ارتفعت اسعار كل شيء حوله وبسبب من مضاربات واحتكار من بعض التجار فحين تحتكرون وكالات بعينها وتمنعون اي موزع آخر وحين تحتكرون المخازن وتمنعون انشاء اي مخازن لغيركم وتضربون بعنصر المنافسة عرض الحائط كل هذا لا يؤدي لغلاء ستدفع ثمنه الطبقة التي كانت يقولون عنها متوسطة؟ لا يا سادة اقرأوا القصة من اول السطر لا من آخره.
سر بقاء الانظمة الخليجية على كل ازمات محيطها وعلى امتداد عشرات من السنين كان في قربها من الناس البسطاء وتلمسها حاجاتهم في ثقافتنا الخليجية ليس هناك حاجب ما بين حاكم ومحكوم واغداق الخير على ابناء الشعب من الطبقة المتوسطة غطاء امان اوعز بهذه الثقة المتبادلة ما بين الحاكم والمحكوم.
انظروا لحال سورية ومصر حين استحوذت طبقة من المتنفذين او رجال الاعمال الفاسدين على نتاج خيرات بلدهم من طاقة وتصنيع وتجارة وتركوا الفتات للشعب في ظل قيادة سياسية غير واعية لأثر هذا الامر في نفوس الناس وتطلعاتهم في معيشة كريمة صارت حكرا فقط على من تحبه السلطة وهذا امر انسحب من سورية الى مصر حتى تونس والعلة كانت ان السلطة تحالفت مع اطراف فاسدة من رجال الاعمال وحجبت نفسها عن نبض الناس ومعاناتهم وتلمس حاجاتهم غير واعية ان حليفها التجاري حساباته بالربح والخسارة المالية لا يعنيه مثلا المحافظة على مستوى معيشي معين للطبقة الوسطى حتى لا تنفجر عليها فهي تركت مهمة مواجهة الانفجار للسلطة حتى اذا سقطت الاخيرة دخلت من نافذة جديدة على السلطة الجديدة وهكذا دواليك تورث بها اجيال من طبقة محتكرة المال والنفوذ ولا عزاء لكل سلطة غير واعية.
عودة على واقعنا الكويتي الدولة تتحمل جزءاً كبيرا من المسؤولية في ارتفاع انفاقها على الرواتب على حساب باقي ابواب الميزانية لكن العلة تكمن في خوف كل حكومة من مجموعة محتكرة من التجار فلا تستطيع ان تملي عليهم توظيف الكويتيين قياسا على ما يحققونه من ارباح تحققت يوم احتكر النظام لهم الوكالات والقسائم الصناعية والمناقصات بل لا تستطيع ان تمنعهم من فصل الكويتي وتعيين وافد براتب اقل بحجة حرية سوق العرض والطلب هم يطالبون بالديموقراطية وهم انفسهم يديرون السوق باحتكار وتفرد ويا ويله اللي يدخل عليهم لا احد يحاسبهم في دورهم تجاه البلد فكم كويتيا عينوه وكم طالبا تكفلوا بتدريسه وكم صندوقا خيريا وضعوه لمساعدة الناس او حتى جمعية خيرية لسلع باسعار مخفضة تبون تاخذون من الدولة مليارات لتبنون جسر ما تقولون لي شلون الناس راح تستخدم الجسر اذا ما عندها فلوس تعبي فيه البنزين لسياراتهم تبون السوق ينتعش والمعاش ما يلحق على اول 5 ايام من الشهر بسبب غلاء كل شيء بالكويت، من رفع الاجارات؟ من احتكر الاراضي؟ من فصل الكويتيين من وظائفهم؟ من اخذ المشاريع بالملايين وما نفذها؟ وبالنهاية هذا التاجر أو ذاك هو صاحب جريدة أو مؤسسة إعلامية وصاحب الخمس طلقات ويا ويل النظام لو زعله يصبح كل شيء بالحكومة مو زين يصبح المعارض الشرس على هوى ابتزاز السلطة بس المصيبة اذا الاخيرة ما وعت ان ورقتها الاخيرة في البلد هي الناس البسطاء ومدى ثقتهم في حكومتهم ونظامهم هم ما عندهم شي يخسرونه فأموالهم مهربة وبالمليارات احنا كل شي عندنا راح نخسره شوفوا وفكروا احباطنا راح يوصلنا لي وين اقرأوا سطر التاريخ من اوله على ماذا ابتدأت هذي البلد لا تقرأون آخر سطر المتنفعين من وراكم فهم بالنهاية متآمرين على سطور التاريخ ونحن بالنهاية أي البسطاء من هذا الشعب من يصنع التاريخ بدمائنا وبتضحياتنا لا نريد الا ان تقفوا مع صف من يحبكم لا تجعلونه يكرهكم ويقف ضدكم بإحباط اليائس وحذار مليون مرة من احباط اليائس.

المحامي نواف سليمان الفزيع

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

850.0136


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة