مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

لا تنتظروا من الحكومة أن تحل جمعية الإصلاح

حسن علي كرم
2014/01/05   08:56 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الإخوان في الكويت ليسوا خارج المعادلة السياسية والبديل لن يكون أقل تطرفاً


في المقالة التي نشرتها في عدد السبت قبل الماضي وكانت تحمل عنوان «اخوان مصر إرهابيون ماذا عن اخوان الكويت» علق احد القراء على المقالة على موقع جريدة «الوطن» حيث ايد ما اشرت اليه في المقالة عن تنظيم جمعية الاصلاح للمخيمات الربيعية التي يتم في بعضها تدريب الاشبال من الفتيان الصغار على استخدامات السلاح وعلى انشطة رياضية، ذاكرا عن ان صديقا له كان عضوا في الجمعية وكان يتدرب على السلاح الى ان وصل لرتبة عقيد«!!» هذا مثل واحد، وقطعا هناك المئات بل آلاف الامثلة للشباب والفتيان الذين قامت الجمعية وغيرها من جمعيات بتدريبهم على الاعمال القتالية، السؤال هنا اذا كان الهدف نشر الدين والانشطة الثقافية والاجتماعية فماذا يعوزها حتى تدرب اعضاءها على السلاح؟
لعلي ابرئ نفسي من اتهام جمعية الاصلاح ورجالاتها بالارهاب خاصة ان المؤسسين الاوائل من افاضل الرجال ومن الشخصيات الوطنية التي لا يمكن ان يصدر منها الا خير، ولكن يظل السؤال قائما أين الاجهزة الامنية من المباحث وأمن الدولة من هذه الانشطة العسكرية وهي أنشطة مخالفة لقانون جمعيات النفع العام ومخالفة لاغراض تأسيس الجمعيات؟ فهل كانت تلك الانشطة تجري بعلم وبرعاية وتحت مظلة الاجهزة الامنية؟ أم لا تعلم هنا أشك فالمباحث الكويتية من اقوى مباحث المنطقة وتعلم عن كل «خرم» موجود في الكويت. لذا تغاضيها عن هذه المخيمات يكتنفه الغموض، فاذا انا المعتكف في بيتي علمت عنها، فهل نصدق ان الاجهزة الامنية لا تعلم؟!!
وحتى لا نتحامل على جمعية الاصلاح دون غيرها من الجمعيات الدينية العاملة في الكويت فلعل حكاية المخيمات ربما هي القاسم المشترك الذي يجمع تلك الجمعيات سواء أكانت سنية أم شيعية «متشددة كانت أو وسطية» لكن يبقى السؤال ماذا يجري في داخل تلك المخيمات هذا ما يتعين على الاجهزة الامنية الاجابة عنه؟!
تواجه الحكومة الكويتية ضغوطا داخلية وخارجية بغية حل جمعية الاصلاح على اعتبار انها معقل للاخوان المسلمين، يأتي ذلك بعد صدور قرارات من الحكومة المصرية باعتبار الاخوان المسلمين ارهابيين وكأن صحائف كانت بيضاء لا سوابق ارهابية لهم، او كأنهم في الثمانين سنة الماضية كانوا اطهارا من الارهاب، فانقلبوا فجأة اشرارا وقتلة!!
قطعا لن تنجر الحكومة الكويتية الى تلك الضغوط فالنظام الكويتي لن ينجر الى معارك يعلم جيدا انها ليست ساحتها، والنظام الكويتي ليس نظاما ثوريا وقرارات الحكومة الكويتية لن تكون ثورية، هذا علاوة على عدم توقيع الحكومة الكويتية على الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب، بمعنى ان الكويت غير ملزمة بتنفيذ الاتفاقية المذكورة على اراضيها وعلى مواطنيها، على اساس {ولا تزر وازرة وزر اخرى}، فالسياسة الكويتية تقوم على اساس التراضي والتوازنات وعليه لن تدخل الحكومة الكويتية في حرب مع جماعة تعلم حجم قوتها وحجم تغلغلها في مفاصل الدولة.
الاخوان مو هينين وجمعيتهم ليست من الجمعيات الهشة، وأي حركة مضادة لهم قد تكون ردودها اقوى وما ينسحب على جمعية الاصلاح ينسحب على الجمعيات الدينية المماثلة، ولكن ذلك لا يعني غياب الرقابة الحكومية على انشطة الجمعيات الدينية وخاصة في مجالات جمع التبرعات وتصدير الاموال الى الخارج وكذلك انشطتها خلف الابواب المغلقة وفي داخل المخيمات.
ان تنظيم الاخوان في الكويت سواء من خلال جمعيتهم أو من خلال الذراع السياسية «حدس» ليسوا خارجا عن المعادلة السياسية الكويتية، وانما داخل في تلك المعادلة، بمعنى اذا خرجوا اختلت المعادلة، وهذا ما لا يريده ولا يبتغيه النظام، فبخروجهم يحدث فراغ، وليس من السهل ردم ذلك الفراغ ولاسيما ان البديل أو البدلاء ليسوا اقل تشددا أو تطرفا من هؤلاء، فالبلد يتنازعه المتشددون والجماعات التكفيرية التي تتلقى افكارها وتعاليمها من خارج الحدود، واما الليبراليون، فلا يجمعهم جامع في كل واد يهيمون، فلا هم جماعة منظمة ولا هم قوة في الساحة فاعلة، وبالتالي ليست الحكومة مغفلة حتى تراهن عليهم.
ان الدولة التي اتاحت الفرص المتساوية «الى حد ما» للجماعات الدينية المسيّسة، هي نفسها التي فرشت السجاد الاحمر للاخوان المسلمين، واكبر الظن سيبقى السجاد لهم مفروشا، وسيبقون جزءاً فاعلا من المعادلة السياسية وزراء ونوابا وقياديين في الدولة. وان كانت الدولة عاجزة عن تحجيم الاخوان، فلا اقل من حظر دخول اخوان مصر الذين هم في حالة الملاحقة من الحكومة المصرية في الوقت الراهن.
خلاصة القول، لن يمس الاخوان أذى من الحكومة، ولن تحل جمعية الاصلاح، وسيبقون متماسكين محافظين على قوتهم.. لن تفرط الحكومة في المعادلة السياسية.

حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
414.0143
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top