مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في وعينا

عمار كاظم
2014/01/02   10:15 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الذين يعدون أنفسهم للمسؤوليات العامة لابد أن يربوا أنفسهم تربية تحمل هذه المسؤوليات


لم يحب احد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لم يحب الاسلام ولم يخلص احد لرسول الله اذا لم يخلص لخط الاسلام ولم يطع احد رسول الله اذا لم يتحرك في حركة الاسلام. ليس ارتباطنا به ارتباطا شخصيا ولكنه الارتباط الرسالي لان ان نؤمن برسول الله وان نحبه ونخلص له هو ان نقف حيث وقف وان نتحرك حيث تحرك وان ندعو حيث دعا. لقد جاء الرسول من اجل ان يركز في حياة كل منا اخلاصا لله اراد ان يربطنا بالله قبل ان يربطنا بشخصه وعندما ربطنا بشخصه فإنه فعل ذلك من خلال ارتباطه بالله سبحانه وتعالى لم يرد لنا ان نعظمه مع الله بل اراد لنا ان نعظمه من خلال انه عبدالله لذا ارادنا ان نقول اشهد ان محمدا عبده ورسوله لكي نشعر بأن رسول الله يرتفع كلما ارتفع في عبوديته لله وفي طاعته حتى نأخذ ذلك درسا وهو ان لا نجعل احدا مع الله مهما كانت عظمته من اولياء الله ومن العلماء ومن المجاهدين ومن الابطال لان كل عظيم في خط الاسلام فإن عظمته تبدأ حيث تبدأ عبوديته لله. ان عظمة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم انه كان عبدا مخلصا لله وعظمة الامام علي عليه السلام انه كان عبدا مخلصا لله، وعظمة كل الائمة عليهم السلام، انهم كانوا عباد الله المخلصين. لا قيمة لمسلمين يرتبطون بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا يرتبطون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ان رسول الله يرفض ان يرتبط الناس به من خلال اسمه فقط فنحن مسلمون ننطلق من خلال رسول الله لا من خلال ذاته. قد يتحدث البعض الى الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم كعبقري وعن محمد صلى الله عليه وسلم كمصلح وعن محمد صلى الله عليه وسلم انه عاش آلام العروبة واختزن كل مشاعرها وثار من اجل ان يؤكدها. اجل… محمد صلى الله عليه وسلم عبقري مصلح ثائر عظيم، ولكن ليست تلك الصفات صفاته الذاتية عندنا لان صفة محمد صلى الله عليه وسلم عندنا هي رسول الله يوحى اليه من ربه فمن انكر الوحي انكر الاسلام… ومن انكر رسالة رسول الله الآتية من الله فقد انكر الاسلام.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع الشتائم والتهم بأذنيه وكان يلاقي ما يلاقي.. فهل ضاق صدره؟ هل تعقد من الناس؟ هل وقف ليدعو على الناس؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول {اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون} لا تعذبهم لان هؤلاء القوم قد عاشوا فترة طويلة من الزمن في ظلام الجهل والتخلف لهذا فقد تحجرت قلوبهم وتجمدت عقولهم وابتعدوا عن الصراط المستقيم… يا رب اني اصبر عليهم سأدعوهم في الصباح والمساء وفي كل وقت حتى أستنفد كل التجارب لينفتح قلب هنا وينفتح قلب هناك وينطلق انسان هنا وانسان هناك الى النصر بعد ذلك كان صلى الله عليه وسلم يصبر على ذلك كله ويدعو الله ان لا يعاجلهم العقوبة… فأي قلب اكبر من هذا القلب!!!! كان يريد ان يقول لهم انتم تقولون عني اني مجنون لكني لا ارد عليكم كلمة في مقابل كلمة لكن اقول لكم انكم مضللون انكم مجتمعون على العصبية يقودكم شخص يطلق لكم شعارا فتهتفون دون ان تعرفوا ما معنى الشعار يثير امامكم تهمة فتتبعون هذه التهمة دون ان تعرفوا خلفياتها لان العقل الجماهيري الذي يسمى العقل الجمعي يفقد فيه الانسان عقله وتركيزه الشخصي ويصير جزءا من الجو العام. لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم ما دمتم في هذا الجو الانفعالي فلن يفيد الكلام معكم لا تستطيعون ان تفهموا مني شيئا لكن تفرقوا اثنين اثنين قوموا لله فرغوا قلوبكم لله لا تفكروا بفلان زعيما وفلان حكيما وفلان وجيها فكروا بالله فأنتم الذين يطلبون الحقيقة. فسبوه وشتموه ولم ينطلق لسانه بشتيمة واحدة لان الله امره وامر المؤمنين من حوله ان لا تسبوا فإن السب يعطي رد فعل مماثلا لانه يثير غريزة الآخرين فيثورون ضدك فلا تسب ولكن ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. لقد اغلقوا قلوبهم عنه وفتح قلبه الكبير لهم اغلظوا الكلمات له وألان كلماته لهم عاشوا في قلوبهم الحقد وعاش في قلبه الرحمة لهم. كانوا يقابلونه بالخلق السيئ وكان يقابلهم بالخلق العظيم. {وإنك لعلى خلق عظيم} كانوا يتمنون له الموت وكان يدعو الله لهم بالحياة {اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون}. وهكذا انطلق رسول الله يمتص الشتيمة ويمتص التهمة ويمتص الكلمات اللا مسؤولة ويمتص النظرات الحاقدة ويمتص المشاعر العادية ويمتص كل ذلك ثم يطلق الكلمة كأن لم يسمع شيئا وكأنه لم ير شيئا يطلق الكلمة وهو يبتسم لأنه يعرف ان الابتسامة تدخل الى قلوب الناس لتهيئ الارضية للكلمة.. لم يكن رسول الله يعيش اي عبوس قلبي حتى يعبس في وجه الآخرين. من خلال الرسول صلى الله عليه وسلم نتعلم ان القيادة ليست امتيازا يشعر فيه الانسان بالعلو على الناس الذين يقودهم ليعلمهم ويدبر امورهم. يقول الراوي عنه كان فينا كأحدنا لا يميز نفسه في شيء حتى كان يأتي الاعرابي وهو يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول ايكم محمد؟ لانه صلى الله عليه وسلم لم يكن يميز نفسه عن قومه وعن المؤمنين بأي شيء… كان يشعر ان رسالته لا تخوله ان يرتفع عليهم كان يقدرهم ويحترمهم على اساس انهم آمنوا بالرسالة وعلى انهم اخوة الرسالة ولهذا كان يخفض جناحه لهم ويعيش معهم كأحدهم كان اذا صافح شخصا لا يجذب يده منه واذا سار في الطريق لا يترك احدا يبدؤه بالسلام بل هو الذي يبدأ الناس بالسلام قبل ان يسلموا. ان الذين يعدون انفسهم للمسؤوليات العامة في الحياة لابد ان يربوا انفسهم تربية تحمل هذه المسؤوليات العامة لان الكثير من الناس يملكون العلم الكبير ولكنهم يغلقون عقول الناس عن علمهم لانهم لا يملكون الاخلاق التي تفتح الطريق الى قلوب الناس لهذا العلم ولا يملكون الروحية لذلك ولهذا كانت الاخلاق اساسا في رسالة الاسلام وهكذا قال رسول الله (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق).
ونحن نعيش ذكرى رسول الله علينا نفتح عقولنا وقلوبنا لا نغلقها على انفسنا ونطلق الكلمة هنا والتهم جزافا على من لا نحب ونتحدث عن فلان ونقاطع فلان ونتخذ الموقف تلو الموقف علينا ان ننطلق على اساس الحق والدعوة الى المحبة على اساس الرحمة والدعوة الى التسامح والعفو والصبر فالله حرم علينا كل شيء يذهب العقول والله يريد لنا من اخلاقنا ان نحمي الحياة من حولنا ولذا حرم علينا ان نكون خطرا على حياتنا وحياة الآخرين.

عمار كاظم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
341.0112
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top