منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

استراحة الجمعة

«فيلكا».. والحب من طرف واحد

2014/01/02   05:06 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
«فيلكا».. والحب من طرف واحد

تكتبها منى طالب


أهلها هجّروا إلى المدينة فضاعت كل بصماتهم

تحويلها إلى مدينة ترفيهية سوف ينهي قيمتها التاريخية

في ذاكرة الزمن هي محور ذو قيمة أزلية

جاءها الإنسان ليبحث عن الحقيقة في عصر الفلسفة والجدل

ويبقى حلمنا بعودة البريق للجزيرة المتوحدة مع ذاتها والحاضنة للأديان السماوية



شكراً للأستاذ وليد الجاسم نائب رئيس التحرير للإشارة القيمة التي وقفت عليها في مقاله عن فيلكا.. على أعتاب جزيرة الكويت «فيلكا» العريقة.. كي تعيد الرمق إليها.. وتمسح الدمع عن عينيها.. فلا أسوأ ولا أقسى من الهجر والفراق..
«فيلكا» تشكو الحب من طرف واحد.. حين تنكر لها الجميع وتركها تصارع من أجل البقاء.. أهلها هجروا إلى المدينة.. فضاعت كل بصماتهم وانزوى طابع أيامهم خلف جدران وأعتاب الحفريات..
كل شيء انحسر.. وغاب.. إلا من دموع الآباء الكبار الذين فارقوا جزيرتهم ليضيعوا في صخب المدينة..
كم تفرد الإنسان بحب نفسه.. حتى غاب وطنه الذي يؤيه عن عينه.. متناسياً تلك الأيام المريرة التي عاشها.. في زمن التغرب والتمرد والارتحال..
«فيلكا» العريقة.. السابحة في بحر الشمس كانت للقدماء.. والباحثين.. عن حقيقة الحياة.. والمتفكرين بالقدرة الهائلة التي تسير هذا الكون والتفكر.. والتأمل.. أبواب تدني الإنسان من خالقه فتجعله حالة إيمانية لرب يسيّر هذا الكون.

الاسكندر وذو القرنين

«فيلكا» قصدها.. الاسكندر المقدوني.. القادم من قلب الحضارات القديمة الرومانية واليونانية.
سار على خط العرض الممتد من «صيدون» أي صيدا اللبنانية إلى الكويت.. تاركاً بصماته في كل المناطق التي يمر عليها.. قاصداً الشرق.. مثله مثل «ذي القرنين» الذي جاء هو أيضاً إلى الشرق كما ذكر القرآن الكريم ليرى من أين تشرق الشمس..
والحديث هنا عن شخصيات تاريخية.. تحدت الحياة وعبرت فوق الزمن.. زمن الحضارات القديمة التي كانت سائدة.. ورائدة في الزمن البعيد..
والحديث وتفاصيله طويل ومهم كنت دائماً أجد فيه الرابط الذي يوصل الحاضر بالماضي.. الثري والقيم، لكن هذا الحاضر قد حول الجزيرة من وجه مشرق مع إشراقة بحر الشمس.. إلى إهمال هجر الأهل.. وحول الكنوز للمدينة وتركها في حالة ندوب على الوجه من جراء حفريات متناثرة وبدل الالتفاتة الجادة… جاءت أصوات بأن تحولها إلى مدينة ترفيهية.. وهذا بلاشك سوف ينهي قيمتها التاريخية.
اقتراح جاء ليدمي القلوب ويظهر مدى التباعد والتغرب بين القيمة التاريخية وبين أناس يشعرونك دائماً بأن أمدك في هذه الحياة قصير.

في القلب وفي الذهن

فيلكا.. هي في القلب.. في الذهن.. «ايكاروس القديمة» العائمة على وجه التاريخ.. هي في ذاكرة الزمن محور ذو قيمة أزلية.
جاءها الإنسان ليبحث عن الحقيقة.. عن الامتداد في العمق.. السحيق.. في عصر نشطت فيه الفلسفة والجدل.. الحوار والسؤال.. فأصبح الفكر الإنساني حالة من التأمل والفكر في تلك القدرة.
فيلكا العريقة.. فيلكا السابحة في بحر الشمس كانت للقدماء والباحثين عن الحقيقة.. والمتفكرين في خلق السماوات والأرض {ربنا ما خلقت هذا باطلاً} والتفكر.. والتأمل.. أبواباً تدني الإنسان من خالقه وتجعله حالة إيمانية برب يسيّر هذا الكون.
لقد وصل إليها الإسكندر المقدوني القادم من قلب الحضارات القديمة الرومانية واليونانية.
سار على خط العرض القادم إلينا من لبنان وبالذات من «صيدون».
بعد أن ترك بصماته تحكي مغامراته وأمانيه ورحلاته من مسقط رأسه إلى الشرق والغرب حتى وقع الشبه بينه وبين «ذو القرنين» الذي جاء.. هو أيضاً إلى الشرق ليرى مطلع الشمس.
والحديث هنا عن شخصيات تاريخية تحدث الحياة وعبرت فوق الزمن.. زمن الحضارات القديمة التي كانت سائدة.. ورائدة في الزمن البعيد.
وما هذه الوقفة إلا لتوصلنا إلى شيء من الحقيقة التي تربط الماضي بالحاضر.
فالاسكندر.. بنى معابده.. وصك عملته وعاش ردحاً من الزمن.. ولا نعرف ان كانت تلك العملات مجلوبة معه.. أو صكت في «ايكاروس».
ثروة تاريخية من أواني وفخاريات وعملة وقلائد ومصاغات تركها لنا من عاشوا في هذه الجزيرة الجاذبة لبني البشر والمتوسطة على خريطة العالم القديم.
وفي تواصلنا مع الماضي.. وتضافر الآباء والأجداد في إحياء دورها الحياتي.. بأن شيدوا المنازل والحدائق والأشجارالمثمرة التي تشرب الماء الزلال القريب جداً من سطح البحر.

قصة الرجل الصالح

وهم أيضاً عاشوا قصة الرجل الصالح الذي أعطاه الرب علماً.. وقالوا.. إن هناك قدماً بكل تفاصيلها قد طبعت على حجر فيلكا وهي بحجم كبير وغير عادي.. وقد تعارف عليه القدماء بأنها قدم «حي الدارين» ويرمزون إلى سيدنا الخضر عليه السلام «الحاضر في الدنيا.. والآخرة»
سكن هذا الاعتقاد في أذهان القدامى لمعرفتهم بقياسات الإنسان القديم وإحجامه الكبيرة.. وأيضا الأعمار الممتدة.. إلى ما يقارب الألف عام.
عند هذا المعتقد توقف الأهالي وأقاموا حائطاً من الأحجار الساحلية ليقوا القدم من أمواج البحر المتكسرة على أعتابه إلى أن نشط هذا الاعتقاد على يد سيدة تدعى «صالحة البنيه» وهي امرأة «مبروكة» كما يطلق أهل مصر.. على أمثالها.
«صالحة» والبعض يناديها «صويلحة» كانت تتحدث بإيحاء رباني.. كثيراً ما كانت تنطق بحقائق الأحداث.
«صالحة» كانت ترى في الذكر.. والمالد امرأة لا تعرف المجاملة.. والكلام ينساب منها بعفوية.. وإصرار هي برسائلها الكلامية لا تعرف الكبير أو الصغير الشيخ أو الفقير.. الكل يسمع ما تقول صويلحة رحمها الله.
هي من اعتنت بتلك الخطوة.. وهي التي كانت تأخذ الذبائح والنذور في مراكب خشبية وتوصلها إلى مقام سيدنا الخضر الذي سورته مرة ثانية ورفعت زواياه بأحجار من الساحل كي يقي القدم من أمواج البحر المتعاقبة عند أعتابها.
وهنا نطل أيضا من نافذة التاريخ على ما ذكره القرآن الكريم من إيمانيات وعلم يهبه الله عز وجل لمن يشاء.. وقد وهبه إلى الرجل الصالح في سورة «الكهف» إشارة إلى الخضر «حي الدارين».

أقدم كنيسة

ونذكر أيضا الحقبة التي وصلت فيها مجموعة من إخواننا المسيحيين إلى هذه الجزيرة هرباً من ملاحقة بني إسرائيل.. ووصل البعض منهم إلى جزيرة فيلكا «إيكاروس» ومرماها البعيد عن اعداء الدين.. وقد شيدوا أقدم كنيسة كشفت الحفريات عن كل تفاصيلها وهي باقية كأقدم كنيسة تاريخية بالمنطقة.
ويبقى حلم الجزيرة المتوحدة مع ذاتها.. والحاضنة للأديان السماوية.. بأن يعود لها بريقها الذي يسكن في العيون.. حتى تصبح أملاً للسائحين والراغبين في الوقوف على حضارات الإنسان القديم.
أعتقد أن كل ذلك لن يكون إلا بنشاط المهتمين من العاملين على احياء حضاراتهم والوقف على نشاط الإنسان.
حلم راودني كلما قرأت عن أماكن في هذا العالم قد احتضنتها إيادي «اليونسكو» لتحافظ عليها من عاديات الزمن.. أما نحن المهتمين فنقول «عينك على حلالك دوا».
ونذكر بأن «المال السايب يعلم السرقة».

المزيد من الصورdot4line


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
82.9893
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top