الثلاثاء
14/04/1447 هـ
الموافق
07/10/2025 م
الساعة
03:45
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
المغرب 17:27
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
مقالات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=215640&yearquarter=20123&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
أفكار.. وأضواء
أصداء.. من غناء القدماء
خليل علي حيدر
2012/08/21
10:12 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
فكـر
يعتبر د.شوقي ضيف أن الغناء بلغ في المدينة أثناء العصر الأموي كل ما كان يحلم به العربي
في زمن التزمت وتحريم الطرب تعود إلى الماضي وما يتردد في جنباته
في زمن التزمت وتحريم الغناء.. نعود الى الماضي وما يتردد في جنباته من اصداء! ما زلنا في معرض الحديث عن الشعر والغناء في المدينة ومكة خلال القرن الهجري الاول. فنرى د.شوقي ضيف (1910 – 2005) الباحث الادبي واللغوي البارز، يقول في كتابه المعروف في هذا المجال عبارة مدهشة في تاريخنا الثقافي! فبعد ان عرض تطور الشعر والغناء، وتناول اوضاع المدينة في هذا المجال خلال العصر الاموي، نراه يقول: «والحق ان المدينة لم تكد تُبقي للعصور التالية شيئا جديدا تضيف الى نظريتها الغنائية، فإن الغناء بلغ فيها في اثناء هذا العصر الاموي كل ما كان يحلم به العربي. ولعلنا بعد ذلك لا نعجب حيث نسمع عن تأثر الناس بغناء مغنيها تأثرا يفوق الوصف، اذ كان بعضهم يخر مغشيا عليه، وكان بعضهم يصفق ويرقص. وقد سمع ابن أبي ربيعة صوتا من المغنية «جميلة»، فبلغ به سحر الصوت ان شق جيب قميصه الى اسفله فصار قَبَاءً، وهو لا يدري.
ويروى ان مولى «حبابة»، احدى تلميذات «جميلة»، بعد ان باعها الى يزيد بن عبدالملك، سمعها عنده وكان بجواره شمعة فعرّض لحيته لها، فاحترقت من شدة الطرب، وهو لا يدري. وفي هذا ما يفسر تولّه بعض العُبّاد والنساك بهؤلاء المغنيين والمغنيات، فقد حذقوا فنهم حذقا شديدا». (الشعر والغناء في المدينة ومكة، القاهرة، 1978، ص55).
ولا شك ان الراحل د.شوقي ضيف، صاحب الدراسات الادبية المطولة والمفصلة في التاريخ خير من يمتلك حق الحديث في هذا المجال، وفي علاقة الغناء بالشعر في هذا العصر.
وكان د.ضيف قد حصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة عام 1939، وكان موضوعها «النقد الادبي في كتاب الاغاني للاصفهاني»، ثم حصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف عام 1942 وكان موضوعها «الفن ومذاهبه في الشعر العربي» تحت اشراف د.طه حسين. وابرز اعمال د.ضيف كتاب «تاريخ الادب العربي» في تسعة اجزاء، وترأس مجمع اللغة العربية الى جانب عضويته في مجمع سورية، والعضوية الشرفية في مجمع الاردن والمجمع العراقي، كما حظيت به جامعة الكويت استاذا تخرج على يديه الكثيرون، ونشر خبر وفاته يوم 2005/3/11.
«كان المغنون في هذا العصر بالمدينة كثيرين كثرة مفرطة»، يقول د.ضيف. وسنتحدث عن بعض مشهوريهم، «لأننا نعتقد انهم أثّروا في الشعر العربي آثارا كبارا».
من هؤلاء المغني «طويس»، من موالي بني مخزوم، وقد تقدم الحديث عنه في مقال سابق. ومنهم «سائب خاثر» واسمه «أبو جعفر سائب بن يسار»، وكان مولى فارسيا من فَيء كسرى اشتراه عبدالله بن جعفر واعتقه، وكان يلزمه بعد عتقه لا يفارقه، ولما جاء «نشيط» المغني الفارسي الى المدينة جاراه ونقل ألحانه الى الغناء العربي ليرضي مولاه. ثم اشترى عبدالله بن جعفر نشيطا بعد ذلك، فأخذ عن «سائب خاثر» الغناء العربي، وأخذ عنه «سائب» الغناء الفارسي. واذا كان «طويس» قد اشتهر بالالحان الخفيفة، فإن «سائب خاثر» اشتهر بالغناء الثقيل، فكان اول من غنى به في العربية، «وهكذا وضع هذان المغنيان طويس وسائب خثرة اسس فن الغناء في عصرهما بنوعيه من النقرات الخفيفة والثقيلة».
وكان من المغنين في المدينة «معبد بن وهب»، وكان مولى معتقا من أب حبشي غير حر. وكان «معبد» يشتغل في اول حياته بالتجارة، وربما رعي الغنم لمواليه، ومع ذلك كان يختلف الى «نشيط» الفارسي، و«سائب خاثر»، حتى اشتهر بالحذق وحسن الغناء وطيب الصوت. وترك «معبد» مجموعة كبيرة من الاصوات الملحنة، رواها صاحب كتاب الاغاني في موسوعته المعروفة، اجملها خمسة تُعرف بالـ«دوّامة»، سماها بذلك معبد لكثرة ما فيها من الترجيع، ربما كما هو الحال اليوم مع بعض اغاني السيدة أم كلثوم ومعظم المغنيين العرب الحديثين. وهكذا، كان «معبد» في عصره «امام المغنين في المدينة بلا منازع، واختلف اليه كثيرون يتلقون عنه صنعته، وقد توفي في ايام الوليد بن يزيد بدمشق وهو عنده، وندبتهُ تلميذته سلامة». (ص60).
ومن مغني هذا العصر «محمد بن عائشة»، ولم يكن يُعرف له أب فكان يُنسب الى امه. وقد طلب يزيد بن عبدالملك وابنه الوليد، ويقال انه من شدة طربه نزع ثيابه فألقاها عليه، وبقي مجردا الى ان اتوه بمثلها، ووهب له الف دينار، وحمله على بغلة، وقال «اركبها وانصرف، فقد تركتني مثل المِقْلَى من حرارة غنائك»!
ويروى انه غنى اهل المدينة يوما في العقيق، فارتفعت اصواتهم «احسنت.. احسنت»، ويقال انه غنى بموسم الحج فحبس الناس عن المسير، واضطربت المحامل، ومدت الابل اعناقها! وقد توفي «ابن عائشة» في خلافة الوليد بن يزيد، ويقال انه توفي مقتولا.
وكان بين مطربي العصر يونس بن سليمان، «يونس الكاتب». واهميته لا تأتي من غنائه فحسب، بل وكذلك لأنه اول من سجل الاغاني ونسبها الى اصحابها، فكان كتابه الاصل الذي يعول عليه فيما بعد، واعتمد عليه اسحق الموصلي وابن المهدي في كتابيهما عن المغنين، بل وكذلك أبو الفرج الاصفهاني نفسه اذ يكثر الرواية عنه، بل يذكر له ابن النديم، صاحب كتاب «الفهرست» ثلاثة كتب اخرى، وربما عاش الى اوائل العصر العباسي.
ومن المغنين «مالك الطائي»، وهو مغن عربي اصيل، كان طائي الاب قرشي الأم أو الجدة. وقد نشأ في دار عبدالله بن جعفر بين المغنين والمغنيات ممن كان يرعاهم ابن جعفر. وكان «مالك» يحور في ألحان «معبد»، يزيد فيها وينقص، فيظهر من الاتقان والجودة الكثير، ولم يعمر طويلا بعد ادراكه دولة بني العباس، ويقول صاحب «الاغاني» انه كان موضع اعجاب الوليد بن يزيد، وقد استمر عنده حتى قُتل.
وكان من المغنين كذلك «عطَّرد»، ويقول عنه الاصفهاني انه «كان جميل الوجه حسن الغناء طيب الصوت جيد الصنعة حسن الرأي والمروءة فقيها قارئا للقرآن، وكان يغني مرتجلا». وقد ادرك الدولة العباسية، وربما لحق عصر هارون الرشيد.
وكان «عطرد» صاحب دعابة، حيث قام والٍ لبني العباس بحبسه مع جمع من المغنين، فتوسط فيه بعض اهل المدينة واطلق الوالي سراحه. ولكن «عطرد» نفسه حاول انقاذ بقية من كان معهم من المغنين، فعاد الى الوالي وسأله: اعلى الغناء حبست هؤلاء؟ قال نعم، قال: فلا تظلمهم فوالله ما أحسنوا منه شيئا قط! فضحك الوالي وخلى سبيلهم، وانصرفوا يضحكون من «عطرد» وفكاهته.
هؤلاء اذن اشهر المغنين في المدينة، وهم طويس، وسائب خاثر، ومعبد، وابن عائشة، ويونس الكاتب، ومالك الطائي، وعطّرد. ووراءهم كثيرون جدا تفوقوا في الغناء وساهموا جميعا في نقل هذا التراث الفني الغني الى العصر العباسي.
يقول د.ضيف، «ان هذه الطبقة الاخيرة من مغني المدينة هي التي نقلت الغناء الى العراق اوائل العصر العباسي».
وكثرت في المدينة كذلك المغنيات، اشرنا الى بعضهن. وكانت «عزة الميلاء» اقدم مغنيات المدينة. وكانت من اجمل النساء، وقيل هي «سيدة من غنى من النساء مع جمال بارع». وكان لها دار اتخذتها تعني فيها للناس. وقد سمعها الشاعر «حسان بن ثابت» واعجب بها. ويقال انها «فتنت رجال المدينة ونساءها فتنة شديدة». ويقال ان احد المعجبين اخذه الطرب ذات مرة من جمال غنائها، «فشق ثيابه، وصاح صيحة عظيمة، وصعق من شدة الطرب».
وكان من المغنيات «سلامة القس»، وقد سميت بهذا الاسم لأن احد قرّاء اهل مكة، وكان يسمى عبدالرحمن الجشمي، ويلقب بالقس لعبادته، شغف بصوتها، وكذلك في اختها وتسمى «ريّا». يقول الشاعر ابن قيس الرُّقيّات:
لقد فتنت ريّا وسلامةُ القسّا
فلم تتركا للقس عقلاً ولا نَفْسا
فتاتان أما منهما فشبيهة الـ
ـهلال، وأخرى منهما تشبه الشمسا
وكانت سلامة كذلك جميلة، وطارت شهرتها، فطلبها يزيد بن عبدالملك واشتراها من مولاها بعشرين الف دينار، ففارقت المدينة بعد ان غنت في جمع حافل، ولم تزل تردد صوتا غنائيا حزينا حتى راحت والناس وراءها ينتحبون ويبكون. واستمرت عند يزيد حتى توفى، فرثته بشعر من تأليفها وناحت به عليه.
وكانت «سلامة الزرقاء» تلميذة المغنية «جميلة»، وكان يقال انه لم يُر في النساء بعد القيان الحجازيات مثل جميلة وعزة الميلاء وسلامة الزرقاء. وقد اشتراها تاجر للقيان في الكوفة ففتنت هناك كثيرا من الشبان والشعراء. ويقال ان احد الصيارفة سمعها، فأدخل يده في ثوبه واخرج لؤلؤتين قيمتهما اربعون الف درهم واعطاهما لها، واخيرا اشتراها جعفر بن سليمان والي المدينة بثمانين الف درهم.
وربما كانت «جميلة» اشهر مغنيات المدينة في العصر الاموي. واتخذت جميلة لنفسها في المدينة دارا كبيرة، كانت تمتلئ بالمغنين والجواري، وتقام فيها حفلات باذخة للغناء، وكان يشترك في هذه الحفلات بعض المغنين من مكة احيانا.
ويقف د.شوقي ضيف مقيِّما دور المدينة في حفظ هذا التراث الفني وتنميته ونقله، فيقول: «والحق ان المدينة هي التي هيأت لنمو الغناء عند العرب هذا النمو الذي جعله يتحول من صناعة بسيطة الى صناعة معقدة لها تقاليدها ورسومها، وهي صناعة بلغت مبلغا عظيما من السحر والفتنة على ايدي وألسنة كثير ممن برعوا في الغناء براعة هائلة».
جاء في كتاب «الدر المنثور في طبقات ربات الخدور»، لزينب بنت علي بن فواز العاملي، وهو كتاب رائد في التعريف بالنابهات من نساء المشرق والمغرب ظهر عام 1894 مطبوعا في بولاق.
«كانت جميلة جامعة بين اجلّ طبقات الغناء والجمال، واسمى مراتب العفاف والكمال. وقورة السمت، رخيمة الصوت، بهية الشارة، فتانة الملامح، رزينة الحصاة، عذبة الكلام، وجيزة العبارة، اجمع مجيدو عصرها على كونها امام هذا الفن ومجلي مضمار السبق فيه شرقا وغربا بين الانس والجن.
وكان معبد يقول: لو لم تكن جميلة لم نكن نحن مغنين. ولطالما تحاكم لديها اولو الفن المجيدون من مكيين ومدنيين وبصريين فقضت بينهم قضاء آخذا بناصية الانصاف».
ثم انظر التسامح الاجتماعي في مجتمع ذلك العصر، فقد حجّت جميلة ذات سنة، كما جاء في الكتاب، «فخرج الى لقائها كبراء مكة وساداتها ومشاهير مغنيها وقيانها، وكثر الزحام وازدحمت في ارجاء الحرم الاقدام، والتفت الساق على الساق حتى كأنه يوم التلاق. ولما انقضى الحج اقترح عليها الامراء عقد مجلس للغناء، فقالت: ما كنت يا ذوي الفضل لأخلط الجد بالهزل. ثم عادت الى يثرب فاستقبلها سراتها واشرافها، يتقدمهم الاطفال والنساء، وكان قد صحبها قوم من غرر مكة واعيانها فلما حلت دارها اتاها الجميع مهنئين فغصت الساحات والسطوح واصطف المغنون متناوحين، فكان كلما دمدمت وشدّت علا من الخلق ضجيج ينطح عنان السماء، الكل يقول ما رأينا ولا سمعنا بمثل هذا».
خليل علي حيدر
أخبار ذات صلة
حين يصبح النصر أخطر من الهزيمة
وكأن اليوم قريب من البارحة
من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
«جبل العلم والأدب خرج من عالمنا»
مولاي محمد علي في العراق
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
مقالات ذات صلة بالكاتب
خطوات.. نحو الثراء المستمر
خليل علي حيدر
15/06/2015 10:58:35 م
د.القرضاوي يتحدث عن حسن البنا
خليل علي حيدر
29/05/2015 10:35:13 م
الليبرالية الأوروبية.. تختنق
خليل علي حيدر
21/05/2015 07:36:20 م
لماذا يقف الشيعة مع إيران؟
خليل علي حيدر
20/05/2015 11:38:28 م
بين السعودية.. وإيران
خليل علي حيدر
17/05/2015 10:33:50 م
هل تختفي الابل.. من جزيرة العرب؟
خليل علي حيدر
13/05/2015 11:30:58 م
الليبرالية.. في أول تطبيق
خليل علي حيدر
07/05/2015 10:19:50 م
د.سعد بن طفلة.. في «كلام الربيع»!
خليل علي حيدر
06/05/2015 07:15:51 م
الإخوان المسلمون.. في حالة كمون!
خليل علي حيدر
05/05/2015 10:39:32 م
شيعة الكويت.. ومغامرات السياسة الإيرانية
خليل علي حيدر
02/05/2015 10:52:19 م
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
867.0097
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top