مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

{انَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا}

فرج المرجي
2012/08/12   02:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
يقول الله تعالى في كتابه {انَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} [المائدة].قال القاسمي في تنبيهاته على هذه الآية: «الولاية لله أصل ولغيره تبع لولايته عز وجل» أ هـ. وقال العلامة ابن سعدي في تفسيره: ومن تولى الله ورسوله كان تمام ذلك تولي من تولاه وهم المؤمنون الذين قاموا بالايمان ظاهراً وباطناً وأخلصوا للمعبود.أ هـ.
يبين الله تعالى في هذه الآية ان ولاية المؤمن يجب ان تكون لله ولرسوله أي لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بالعمل بما فيها حيث ان الله تعالى هو أصل الولاية الذي يجمع أولياءه ويشرّع لهم ما يصلحهم في حالهم ومآلهم، أما رسوله فهو الداعي الى صراط الله المستقيم، وأما أهل الايمان لما كان سبيلهم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم جعل من تمام الولاية ان يتولاهم المؤمن بسبب ايمانهم ولا يميز بعضهم عن بعض الا بالايمان والتقوى الذي به رفعتهم وقربهم من مولاهم ولذلك كان لهم من الاعتبار ما أشار الله اليه بقوله {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)} [النساء].
فلم يجعل الشرع الولاية والتناصر والتمايز بسبب حزب أو جماعة أو حمية لأنها باطلة وبعيدة عن شريعة الله تعالى وكان نبي الهدى صلى الله عليه وسلم لا يرضى بمثل هذا حتى أنه لما سمع من بعض الصحابة مثل هذه الدعاوى أنكرها وقال: «أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُم؟! دَعُوهَا فَانَّهَا مُنْتِنَةٌ»، فجعلها من دعوى الجاهلية وهذا وصف قبيح لما تتركه هذه المسميات من آثار سيئة على الفرد والمجتمعات فلا يجوز لمسلم ان يعقد الموالاة لغير ما ذكر الله، فلا أحزاب ولا جماعات ولا شيوخ ولا طرق ولا انتماءات الا لأهل الاسلام كما قال تعالى {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} فاجتماع الكلمة أصل دين الاسلام كما هو أصل جميع شرائع الله من قبل، قال تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا الَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ ابْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ان أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ الَيْهِ} [الشورى: 13]، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، وقال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105]، وقال تعالى {انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159]، كل هذا وغيره يدل على اجتماع الكلمة ونبذ الفُرقة والتفرق لا بالأسماء أو بالأحزاب أو بالجماعات ولا بالانتماءات وغيرها، ولذلك كان سلف هذه الأمة على كلمة سواء ويحذرون من المسميات والانتماءات.
قال ابن عباس رضي الله عنهما لما سُئل: أعلى ملة عثمان أم على ملة على أنت؟ فقال: «لست على ملة عثمان ولا ملة على انما على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وقال بعض السلف قيل انه سفيان: (لا أدري أي النعمتين علي أعظم ان هداني للاسلام أو جنبني هذه الأهواء)، وقال اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (1/65): (قال رجل لأبي بكر بن عياش: يا أبا بكر من السني؟ قال: الذي اذا ذكرت الأهواء لم يتعصب لشيء منها) أ هـ.
وان المشاهد للساحة الدعوية ليرى ما يحزن القلب ويندى له الجبين كل عاقل فضلاً عن مسلم غيور يسعى في الاجتماع ونبذ الفُرقة والاختلاف يرى من الجماعات والأحزاب والانتماءات ما يعلم علم اليقين أنه لن يكون انتصاراً للاسلام وأهله في وجود هذه التحزبات التي تُفرح الأعداء وبات الولاء والبراء على أساسها فانا لله وانا اليه راجعون كل حزب بما لديهم فرحون، وأكبر دليل في عدم وجود انتصار وظهور لأهل الاسلام وهم على هذه الحال تربص كل جماعة بالأخرى في الانتخابات وغيرها من المحافل التي توجب الاجتماع ضد الغير، ومن المؤسف قول من يقول ان تعدد الجماعات والأحزاب ظاهرة صحية فلا أدري ماذا يريد صاحب هذه المقولة للاسلام وأهله فهل كان أهدى من النبي صلى الله عليه وسلم سبيلاً الذي قال حينما تفرق الصحابة في وادٍ نزلوه ان تفرقكم هذا من الشيطان، فالواجب عليك أخي المسلم ان تكون حراً غير مقيد بحزب ولا جماعة الا لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وجماعة المسلمين من غير تفريق بينهم الا بالتقوى ومن أراد الاستزادة مما في الجماعات والأحزاب فليقرأ ما تكتب عنها بالحق والبيّنات والزبر لا بالكذب وأساطير الأولين وأقرأ أخي الكريم ما كتبه الشيخ بكر أبو زيد- رحمه الله- في كتابه (حكم الانتماء للجماعات والأحزاب السياسية).
الله اهدني لأحسن الأقوال والأفعال لا يهدي لأحسنها الا أنت، والحمد لله رب العالمين.

كتبه/ فرج المرجي
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
279.0109
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top