مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

مستقبل سورية

د.شملان يوسف العيسى
2012/07/29   05:59 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

ما يقلقنا فعلاً على مستقبل الشام هو تزايد الخلافات بين أقطاب المعارضة


بعد تزايد وتيرة العنف والقتال في العاصمة دمشق وانتقالها الآن الى مدينة حلب تراجعت كثيرا احتمالات التغيير السلمي الذي سعت اليه الجامعة العربية والمنظمة الدولية بقيادة الامين العام السابق كوفي انان لارساء السلام في سورية.
سورية قد تغيرت كثيرا ولم تعد منطقية العودة الى النظام القديم فالقتال العنيف لا يزال مستمرا وعملية اسقاط النظام اصبحت عملية وقت ربما تطول أو تقصر.. فالجيش الحر اعلن المتحدث باسمه بأن سقوط النظام اصبح عملية وقت قد تكون في نهاية هذا الشهر الفضيل.
انصار النظام يرون أن معركتهم ضد الارهابيين المدعومين من الغرب ودول الخليج وتحديدا قطر والسعودية سوف تنتهي قريبا جدا.
الدول الغربية بما فيها روسيا اصدروا بيانات متعددة تحذر من لجوء النظام السوري الى استعمال الاسلحة الكيميائية والبيولوجية المحظورة دوليا.
هنالك قلق متزايد على مستقبل سورية ومن الذي سيحكمها بعد سقوط نظام الاسد؟ لا احد يشكك في مقدرة الشعب السوري في اقامة نظام تعددي ديموقراطي مدني حر بعد رحيل الاسد لكن التجارب العربية مع ثورات الربيع العربي التي اطاحت بالانظمة الاستبدادية في تونس ومصر واليمن ووعدت شعوبها بالحرية والديموقراطية والنظام التعددي الحر وافرزت انظمة حزبية اسلامية اقصائية محافظة لديها مواقف واضحة معادية للحريات والتعددية الفكرية والدينية وتسود هذه الانظمة ثقافة الاحتكار واقصاء الآخر.
ما يقلقنا فعلا على مستقبل سورية هو تزايد الخلافات والانشقاقات بين اقطاب المعارضة.. هذه الخلافات برزت في الوقت الذي يتصدى فيه الشعب السوري وشباب الجيش الحر لآليات القتل والحرق والتشريد واستعمال الاسلحة الثقيلة والدبابات والمدفعية والصواريخ الراجمة والطيران ضد المدنيين في المدن السورية.
ان تماسك الشعب السوري ومحافظته على نسيجه الاجتماعي المتعدد والمتنوع هو الضمانة الوحيدة لاستقرار سورية المستقبل، وهذا يعني ببساطة احتضان الدولة الجديدة كل فئات المجتمع من اديان وطوائف وقوميات والا يتم اقصاء احد مهما كانت الاسباب وهذا يتطلب طمأنة الطائفة العلوية بأن سورية الجديدة ستكون بلدهم ولا علاقة لهم بجرائم الرئيس السابق.
دول الاعتدال العربي ومعها الدول الغربية والدول الديموقراطية في العالم متخوفة من انحراف الثوار والثورة الى العنف والانتقام فالنظام الاستبدادي مزق نسيج المجتمع السوري وخلق فتنة بين فئاته المختلفة حيث سوق للطائفية والاحقاد الدينية بين الطوائف مما يجعل من الصعب جدا تصور بروز نظام مستقر في سورية قريبا.. مطلوب من المجتمع الدولي وقوى السلام والتقدم مساعدة الشعب السوري في محنته الحالية.. لضمان مستقبل افضل.


د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
452.0116
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top