مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أرجوحة

اللهم إني صائم

د.مناور بيان الراجحي
2012/07/22   04:57 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

شمعة تضيء الطريق للإعلام المعبر خير لنا من أن نلعن الظلام


حين تعرض القنوات الفضائية خرائطها البرامجية الممتلئة والمتكدسة في شهر رمضان بكل ما لذ وطاب من أفلام جديدة تعرض للمرة الأولى، ومسلسلات مثيرة وبرامج متنوعة، ومسابقات ومطبخ وأكلتك المفضلة، سهرات خاصة، لقاءات متنوعة، دراما ساخنة، مقالب الكاميرا الخفية، خفايا أخبار النجوم، «الاثارة والمتعة والتشويق» والى آخره من قائمة متنوعة يمكنها من خلال المسلسلات فقط ان تملأ عشرة شهور قادمة من رمضان، وقد تفيض، نجد في هذه القوائم الاحتشاد والاستعداد من أجهزة القنوات الفضائية بكل الأسلحة الفتاكة والمفطرات المتنوعة، والمعاصي على كل شكل ولون، سواء قبل الافطار، وان نجوت فلا تخف فالمائدة الاعلامية لا تخلو بعد الافطار، وكأنهم يقولون لك «صمت عن الحلال فلابد ان تفطر على الحرام».. فاللهم اني صائم.
هذه القوائم الرمضانية الطويلة والمتنوعة للخرائط البرامجية للقنوات الفضائية جعلتني أطرح العديد من الأسئلة، أولا: هل رمضان - بالنسبة لنا - هو شهر التقوى والعبادات، أم أنه شهر الأفلام والمسلسلات؟!.. ثانيا: من أين جاءت الينا هذه البدعة الشيطانية بملء رمضان بكل هذه الأنواع من الملهاة والخلاعة والبعد عن الله؟!.. ثالثا: هل هكذا يؤدي الاعلام دوره في بناء المجتمع وتنشئة الأجيال ومواكبة الأحداث وغرس القيم أم العكس؟!.. رابعاً: أين هم المسؤولون عن الاعلام العربي بشكل عام أو بشكل خاص، أم ان الحجة المعتادة ان هذا ما يطلبه الجمهور وأن هذه البضاعة التي يقبل عليها الجمهور وتعجبه؟!.. خامسا: اذا استمع الصائم لـ%10 فقط من محتوى هذه البرامج فهل سيكون لديه وقت للعبادة؟!.. سادسا: ما هو وضع البرامج الدينية من هذه الخرائط البرامجية، هل تكون بمثابة شيء من قبيل الدين يدل على أننا في شهر الايمان والورع والتقوى، فلا ينسى الناس ذلك؟ ومن هنا يكون وضع برنامج ديني حتى لا يصبح «الهلس» هو الكل في الكل؟!، وهل هنا تكون البرامج الدينية كالعسل الموضوع في السم أم السم الموضوع في عسل الملهاة الأسود؟!.. سابعاً: الى متى ستظل الأجيال القادمة تكبر وتترعرع على ذلك الاعلام المستورد الفكر والغريب والمغيب عنا، والذي يلهي العقول ويغيب الأذهان، فاذا ناقشنا في أمور جادة دخل بنا الى دوامات الجدل العقيم، والمحللين المتحللين المصابين بالعقم الفكري، واذا تكلم الاعلام في أمور الدين دخل بنا الى مناطق الأمور الهامشية الجدلية التي تدعو للاختلاف والتناحر وتضعف الدين، واذا تحدث في «الهلس» فحدث ولا حرج، فتجد ملوك الهلس والمزاج و..و..و.. واللهم اني صائم.. ثامنا: هل اصبح الاعلام العربي - الا ما رحم ربي - عدوا داخلياً يهدم في اركان المجتمع ويقوض ركائزه من خلال ما يبثه من افكار؟! وذلك على عكس المطلوب منه ودوره في بناء المجتمع والتعبير عن أفكاره ومعتقداته وأخلاقه وقيمه العريقة والراسخة والعمل على تقدم المجتمع وارتقائه، فمن المعروف جدا ان العالم الاسلامي له الكثير من الأعداء في الخارج وهؤلاء يمكننا رؤيتهم بوضوح، أما العدو الداخلي فالأمر جد خطير، فهل يستغل أعداء الاسلام ذلك السلاح الخطير وهو الاعلام كأداة وسلاح وطريقة جديدة للاستعمار؟.. لقد حذر القرآن الكريم من المنافقين وذلك لأنهم أشد خطراً على الاسلام كونهم كالسوس الذي ينخر في الجسد الاسلامي من الداخل ومن هنا تكون الخطورة، فهم محسوبون عليك، وعملهم التخريبي يكون في الخفاء.. تاسعاً: هل لدينا الجمهور الواعي الذي يدرك هذا الخطر المحدق بنا من كل صوب أم لا! وهل يدرك كيف يتعامل وكيف يميز وكيف ينتقي الغث من السمين وكيف يحمي نفسه وأولاده وأسرته ومجتمعه من الأفكار المسمومة؟!
عاشراً وأخيراً: السؤال لك عزيزي القارئ: ما رأيك أنت في كل ما سبق؟! وما الحل من وجهة نظرك؟! لقد قادني قلقي الشديد الذي نقلته اليك من خلال هذا المقال الى التفكير ووضع العديد من الأسئلة والاجابة عليها والاعداد والتخطيط بل والوصول الى العديد من الاجراءات، حيث لا يمكنني أن أنسى دوري كجزء من المنظومة الاعلامية أكاديميا وتطبيقيا وهو ما يفرض عليه العمل ايجاد الحلول والبحث عن الاجراءات الفعالة وليس فقط طرح الأسئلة واثارة المشكلة، ومن هنا فقد بدأت ومن هنا يجب ان نفكر في الحلول، وأنتظر منك أخى القارئ في كل مكان ان تمد يدك معي لنتشارك جميعا في الاجابة وفي البحث عن الحلول العملية والواقعية التي تنعكس على الاعلام العربي بالايجاب في النهاية، قد تكون خطوة بسيطة لكنها خطوة على الطريق علها قد تكون شمعة تبدد الكثير من الظلام الذي نلعنه كثيراً ولا نغير فيه شيئاً.. شمعة قد تضيء الطريق للاعلام القوي المعبر عنا والملائم لمجتمعنا وقيمنا وأفكارنا، وليس اعلاماً كلما شاهدت ما يعرض فيه في شهر رمضان الكريم سارعت للاعراض قائلاً «اللهم اني صائم».. وكل عام وأنتم بخير ورمضان كريم على الأمة الاسلامية وعلى أهل الكويت، ويتجدد اللقاء مع الرمضانيات فالى لقاء جديد.

د. مناور بيان الراجحي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1341.014
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top