مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

تقويض أسس الحكم

د.شملان يوسف العيسى
2012/04/18   12:28 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

ما زال مفهوم الدولة الإسلامية وطبيعة نظامها السياسي غير واضحين


كشف النائب محمد هايف ان عدد واسماء النواب الذين وقعوا على اقتراح تنقيح نص المادة 79 من الدستور قد بلغ 31 نائباً. وتنص المادة 79 حالياً على «الا يصدر قانون الا اذا اقره مجلس الأمة وصدق عليه الأمير» اما النص المقترح وفق التعديل المقترح فهو «لا يصدر قانون الا اذا اقره مجلس الأمة وصدق عليه الامير وموافقا للشريعة الاسلامية».
السؤال لماذا بدأ نواب الأغلبية الذين اكدوا في حملتهم الانتخابية الحفاظ على الدستور نراهم اليوم يحاولون الانقضاض عليه وتقويضه تمهيداً لتحويل الدولة المدنية الى دولة دينية.
لقد حققت الثورات العربية عصراً جديداً للتيارات الاسلامية فقد افرزت الانتخابات في الكويت مجلساً تشكل فيه جماعات الاسلام السياسي ونواب القبائل الاغلبية وبذلك انتقلت القوى الاسلامية من صفوف الاقلية المعارضة الى صفوف الاغلبية المعارضة فهي اليوم أصبحت في مركز صنع القرار.
هذا التحول من الاقلية الى الاغلبية البرلمانية هل هو حالة مؤقتة لاربع سنوات أم دائمة؟ ما هي العوامل التي قد تبقيهم بالسلطة التشريعية اطول مدة ممكنة؟ وما هي العوامل التي قد تحول دون تحقيقهم لاهدافهم؟ يبدو ان جماعات الاسلام السياسي في عجلة من امرهم.. فهم يلهثون لتغيير الدستور والتحول الى دولة دينية باسرع وقت ممكن دون الاخذ في الاعتبار ان تكون البيئة المجتمعية الداخلية مهيئة للتحول الى دولة دينية بدلاً من المدنية.
علينا ان نركز على العوامل والدوافع التي جعلت الشعب الكويتي يصوت لتيارات الاسلامي السياسي؟ الجواب بسيط.. ويقع في حقيقة ان هذه التيارات حققت نجاحاً لانها اخذت موقف المعارضة للحكومة وعلى الرغم من مشاركتهم للحكومة في أكثر من وزير وهنا تكمن المفارقة الغريبة.. يشاركون الحكومة ويعارضونها في الوقت نفسه.
الآن وقد وصل الاسلاميون للسلطة التشريعية.. هل باستطاعتهم تغيير الدستور؟ وهل ستتحول الكويت الى دولة دينية كما يريدون ويتمنون؟ هناك عقبات كثيرة في وجه جماعات الاسلامي السياسي اولها ان الاغلبية النيابية غير متجانسة ولا يملكون رؤية وتصورا واضحا ماذا يريدون تحديداً، فالاخوان المسلمين مثلاً يريدون في المرحلة الحالية دولة مدنية لكن لديهم استعداد لتغيير قوانينها الوضعية وتحويلها اسلامية حتى تخدم مصالحهم ويكون بذلك بشكل تدريجي مدروس جيدا.. اما السلف فهم يريدونها دولة اسلامية الآن وليس غداً.
هل تملك الاغلبية النيابية التي وقعت على بيان تغيير المادة 79 رؤية عن ماذا سيحدث للكويت وكيانها السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعد اسلمة القوانين؟ هل سيعيدون هيكلة الدولة؟ ما هي طبيعة الحكم القادمة وخصوصاً وان مفهوم الدولة الاسلامية وطبيعة نظامها السياسي غير واضح.. خصوصاً وان لا القرآن الكريم ولا السيرة النبوية حددت طبيعة الدولة في الاسلام؟
مرة أخرى نسأل ماذا عن نظام الحكم الحالي في الكويت كيف سيتم التعامل معه؟ وكيف سيتم التعامل مع الاقلية الشيعية والمسيحية وكل الاجانب في الكويت؟ كيف يمكن التعامل مع دول التحالف التي تحمي بلدنا؟ وهي دول كافرة بالنسبة للاسلاميين.
كل ما نشر حول هذا المفهوم مبهم وغامض.. ماذا عن الاقتصاد الاسلامي الذي ينشدونه فهم يرفضون المضاربة والربا ويحبذون المشاركة في الربح والخسارة لكن كل ذلك يحتاج الى تفاصيل قبل تقويض نظام البنوك والشركات.
اخوتنا الاسلاميون الذين يحاولون اعادة دولة الخلافة لا يختلفون كثيراً عن قساوسة الدين المسيحي الذين حاولوا اعادة المسيحية الأولى بعد ان اجتاحت حركة التنوير الأوروبية أوروبا في القرن الثامن عشر.
يا نواب الأمة لقد تم انتخابكم لمدة 4 سنوات وينتهي دوركم.. نحمد الله بأن من يحكمنا هم آل الصباح ولو كانت الأمور بيدكم جان صرنا دولة طالبان من زمان.. ريحونا ترى مصختوها وايد.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
354.0136
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top