مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الوطنية.. صناعة

فاطمة حسين
2012/03/08   11:46 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



استكمالاً لحديث الاسبوع الماضي، وبعد التعرف على ذواتنا وأهلينا من أين جئنا؟ وأين نحن اليوم؟ حتى وصلنا إلى أننا كويتيون نتربع على بقعة نحبها اسمها (الكويت).. إخوة وأبناء عمومة لا فضل لأحد منا على أخيه لا بالمنبت ولا اللون ولا الملة ولا المال ولا الجاه ولا القديم ولا الحديث ولا القريب ولا البعيد إلا بالقدر الذي يعطي فيه هذا المواطن لوطنه ما يستحقه مقابل من يأخذ منه بل وأكثر!!!
فالوطن يحتاج لمواطنين و«الوطنية» ليست ورقة أهلية أو رسمية يسمونها شهادة ميلاد أو بطاقة مدنية أو جواز سفر وهي- الوطنية- ليست كبسولة نتناولها قبل أو بعد الوجبة وليست تاجا نضعه على رؤوسنا ونختال فيه وهي – الوطنية- ليست نشيدا ولا أغنية ولا علماً يرفرف ولا ازياء تتلون بلونه ولا أياً من المظاهر البراقة.
إنما الوطنية هي سلوك نتشربه مع أول قطرة من لبن الأم وسط أسرة تتكون من رجل له مواصفات الأب وامرأة لها مواصفات الأم يتبادل الاثنان الرعاية والتنشئة الصالحة.
وهي سلوك تربوي نتلقاه في المدرسة الابتدائية والمتوسطة وحتى الثانوية.
وهي سلوك اجتماعي نتعلمه في الحياة الجامعية.
وهي سلوك حياتي نتعلمه بالممارسة في مراكز العمل وفي كل موقع تدب فيه الأقدام وتنطلق الاعين وتستوعب الأذن، ويعمل اللسان حيث يتبادل فيه الناس الحديث ورد الحديث حيث تكوين خلايا المجتمع ويصنع النسيج.
لكننا وفي كل مرحلة من هذه المراحل نحن نحتاج لقيادة فيها القوة والقدوة حيث نمو التدرب والتدريب باتجاه النجاح أو استعادة التعلم حيث اعادة الدور بما يطلق عليه في العامية «الثواب والعقاب».
ونظرا لرغبتي الذاتية بالانتماء الى مدرسة الدكتور ابراهيم المليفي فإنني أضيف «الوطنية» الى سجل «راحة البال» و«السعادة» وغيرها مما يستحق ان يعتبر صناعة نجتهد لإنجازها باتقان.
فكل امرأة تحمل بين جنبيها صفة الامومة ويكرمها العزيز بزوج يحمل بين جنباته صفات الابوة مع علم في التربية والمسار على الصراط المستقيم سوف يعطون «الوطن» بذرة مواطن.
وعندما تُزرع هذه البذرة في المدرسة الابتدائية والمتوسطة وسط كوكبة من العالمات والعالمين بالأصول والاخلاق الجماعية سوف تنمو هذه البذرة على الصراط المستقيم علماً وعملاً وسلوكاً بقيادة ادارة مميزة تعلمهم اصول العيش مع المجموع المحب لبعضه بعضا والحريص على اجواء مجتمعه الصغير في البيئة النظيفة شكلا وموضوعا.
والسلوك التربوي هنا هو نموذج مصغر للسلوك الاجتماعي فيما يخص الحقوق والواجبات وكم يكون رائعا لو تسلم كل طالب وطالبة كتيباً خاصا يكون بمنزلة دليل للسلوك العام تحت مسمى «التربية الوطنية» يختبر فيه سلوكيا ويعطى عليه درجات اضافية او ميداليات خاصة او اي وسيلة تشجيعية تختارها المدرسة.
اما في المرحلة الثانوية والجامعية، فأظن ان «التربية الوطنية» لابد وان تكون مادة اساسية تتناول نظام المجتمع الرسمي منه (الحكومة ومجلس الأمة والقضاء) والأهلي منه من مؤسسات مجتمع مدني وخلافه، ويكتب بلغة سهلة ميسّرة ومعلومات واضحة بحيث يكون لهذه المادة جانب نظري وآخر عملي يتعرف فيه الطالب والطالبة على المجتمع ويعرف دوره كمواطن ما له وما عليه ويتعلم ويتعود على احترام القواعد والقوانين العامة حتى تنمو عنده حاسة الحرص على النظام مما يمكن تحويله الى مراقب لتنفيذ تلك القوانين بدلا من انتهاكها باسم المرح الشبابي.
اقول هذا حتى نوقف سبل التغني بالاجداد مع شديد احترامنا لهم بل لنثبت بان ابناء اليوم ما هم الا استمرار لذاك النبت الطيب الذي بنى الماضي وعلى ابناء اليوم بناء الحاضر والمستقبل وبجدارة، فكل ما يحتاجه الجيل هو العون والمساعدة والتوجيه والقدوة حتى يحق لنا المراقبة والمتابعة لأن فاقد الشيء لا يمكن ان يعطيه وهذه قاعدة اصيلة.
لذلك ومن هذا المنطلق وتمشيّا على سنة د.ابراهيم المليفي فلابد من الاعتراف بأن الوطنية والحس الوطني والسلوك الوطني هو صناعة تحتاج لعقولنا وألسنتنا وقيادتنا لصنعها وغرسها في وجدان النشء.

فاطمة حسين
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
302.0051
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top