مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الحقيقة... صديق أعظم

صناعة الفتنة والموت

عدنان زيد الكاظمي
2012/02/28   11:59 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



الكذب والتدليس والغش والتبليس وسائل تعجل بنهاية كثير من دول الشرق الأوسط.. ونحن جميعا مهددون بلا استثناء.. إنهم أرادوها هكذا! تنفيذ مخطط صهيوني أمريكي، والاحتلال والسيطرة على الثروات، فضلا عن انها منطقة تعج بعوامل التفجر الهشة.. بقنابل دينية وعنصرية طائفية، وفوارق قبلية وعشائرية، وما دون ذلك من المسائل المتفجرة.... والمضحكة.. هل سمعتم عن ضحك يؤدي الى الموت؟ تعيشون وتشوفون أخذ الحقوق بالبلطجة والفهلوة.. فلا وزارة الداخلية ولا الحكومة مسيطرة، والتطبيل وتزمير الغوغاء... (لا حكم الا لنا... ولا سراج الا ضوؤنا) وثورات وفوضى على طول الوطن العربي المبتلى بكل مصائب الدنيا.. يا للهول والضياع ! انهم يستدعون.. الفتنة فلبئس ما يستدعون؟ يقول محمد حسنين هيكل: (الفتنة المذهبية وقود جاهز لمن يريد اشعال الحريق في دار الاسلام بكامله) فما بالك بالفتن الأخرى؟
وتطل رؤوس الفوضى الخلاقة.. ففي دياجير الليل الأليل، حيث السكون والظلام الدامس، وأشباح تتصارع صراعا متواصلا بالأيدي والأرجل، وأصوات رياح وبرق ورعد مخيف يهدر ليرج الأرض رجا..ويصم الآذان بهدير لا ينقطع، يبرز ابليس الشبح الأسود، تبرق أحداقه بدم أحمر. انه طيف خيال مرعب. مُتلثم برداء كجناح الوطواط اللزج..! ومقبل من عالم الظلام والسحر المحرم، يحمل سيفا يقطر من أشلاء الضحايا، وتفوح منه رائحة الدم والبارود، مستجلبا كل البؤس والشقاء. لا يتكلم ولا ينطق.. لا يبرر ولا يتردد.. يحمل في وجهه ملامح آثار الحروب والابادة، يقتل بلا رحمة، كل من يقف في طريقه، يغتصب بلا شفقة، يبيد كل شيء أمامه، لا يعرف الا لغة الموت فقط، يستعذب ويطرب لصراخ الثكلى واليتامى، والقتلى الذين يصارعون حتى الرمق الأخير، ويزمجر منتشيا. انه نتاج الأشرار والجن والعفاريت الذين يخططون لهلاك البشر.. انه الابليس الذي عصى ربه..! يا لها من كآبة المنظر.. وسوء المنقلب؟؟ ويتساءل المحتارون... متى تحين ساعة الموت؟ ويأتي الجواب متحشرجا: لم يحن الوقت.. بعد التفتيت والتقسيم والتجزئة فمازالت الأجواء طرية لم تتماسك بعد، وحسبك الفوضى الخلاقة في بدايتها...
وسط الدخان ورائحة الدم والبارود وبعد دحر المقاومين والرافضين قتلا وغبنا واستشهادا؟ وبعد اسدال الستار وتقسيم البلاد والعباد... فلا وطن ولا دين.. لا ملامح ولا هوية... لا سنة ولا شيعة... لا سلف ولا اخوان.... فقط تسح رياح الموت في الطرقات والساحات المقفرة مثيرة زوبعة من الغبار الأسود، مختلط برائحة الموت والبارود..تُسدل ستارة النهاية ويخرج المشاهدون بعد هذا العرض الأكثر اثارة ومأساوية... ويسجل التاريخ.. وحدهم الذين يتخلفون هم الباقون..! تسبقهم المراحل قبل الحروب.. يعيشون تحت خط الحدث.
لا يشاركون ولا يشتركون.. ويستسلمون بخضوع وخنوع..انهم المتلقون والمتلقفون للنتائج مهما كانت خوفا واستسلاما أو الاذعان والخضوع التام. وأينما يذهب المفتتن ويتوغل في فضاء الدول لا يرى سوى الأرض القاحلة، وما بقي من مظهر لحضارة أو وطن أو بقية انسان متمرد منتحر يردد قبل انتحاره مستنجدا بدينه وفرقته الناجية؟ «ان لم تُجدِ الحياة بحدها الأدنى فالموت أجدى... الموت أجدى».

عدنان زيد الكاظمي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1320.9849
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top