مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الإثنين للإثنين

الظلم في سورية… حاكم ومؤيدون

د.خالد أحمد الصالح
2012/03/05   12:07 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

مع انتشار الجدل في كل مكان بهتت العدالة


يطلق بعض المؤرخين تعبير عدالة العُمَريِِْن كوصف للعدالة الحقّة التي سادت بعض أنظمة الحكم في العالم، والمقصود بالعمرين هما عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز اللذان اثبت لهما التاريخ بما لا جدال فيه حرصهما المطلق على العدل حتى اصبح العدل نفسه مرتبطاً باسميهما.
وكلما درسنا سيرة هذين الحاكمين تعمق لدينا الاحساس بأن ما فعلاه وما رسخاه هو في الحقيقة جزء من حرصهما على استتباب الأمن والسلام في بلادهما، فليست العدالة ترفاً يمكن لأي حاكم ان يتنازل عنها او حتى يتنازل عن جزء منها، بل، وهذه الـ «بل» لابد ان نضع تحتها الف خط، بل ان العدالة بالذات هي منظومة متكاملة لا يمكن التنازل عن جزء منها الا اذا امكن للانسان ان يتنازل بارادته عن عينه او قلبه او كبده دون ان يصيبه الضرر، وهذا ما لا يقوله عاقل.
من هنا كان العدل هو الصفة الوحيدة التي نعلم بقربها للتقوى، والتقوى التي أساسها التزام القانون ظاهرا وباطنا سواء كان هذا القانون دينياً او مدنياً، هذه التقوى التي هي سر نجاح الدين والدنيا، قال ربنا عز وجل فيها آمرا الناس {اعدلوا هو اقرب للتقوى}.
واليوم ولبعد الناس عن تلك المفاهيم الانسانية وبعدهم عن الاطلاع على سيرة العظماء لا تجد اكثر الناس مدركين لتصرفاتهم فيما يقولون او يفعلون، فيكون الظلم منهم فعلا اعتياديا اعتادوا عليه حتى اصبح ظلمهم له الف تفسير والف حجة، ومع انتشار الجدل في كل مكان بهتت العدالة وكادت تنزوي في ركن بعيد عن حياتنا اليومية تبكي زمن الفاروق والعظماء الذين سكنت العدالة قلوبهم.
بالأمس رأيت وجوها غريبة في مجلس الأمة الكويتي وقد انتفخت اوداجهم دفاعا عن حاكم يقتل شعبه وقبلها سمعت رجالا يساندون نظاما لا يريد ان يمنح جزءا من شعبه حقوقا لهم، وهكذا انتشر الظلم بيننا وعلى اعلى المستويات، فكيف نرجو العدالة ومن انتخبناهم بارادتنا الحرة لا يفرقون بين الجور والعدل ولا يتحرون الحقيقة الا اذا كانت حقيقة لهم ولنصرتهم، فان لم تكن كذلك فهي حقيقة غائبة لا قيمة لها.
لقد شاءت ارادة الله ان تكون هناك احداث عظيمة، الحق فيها ظاهر كأشعة الشمس في كبد السماء، تلك الأحداث هي موازين لقياس الناس حتى يميز العاقلون بين الناس فلا ينساقوا وراء الكذابين والمنافقين وأهل الأهواء زمنا طويلا، وهذا جزء من العدالة السماوية بقوله تعالى في سورة المؤمنون {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون، قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون}.
وبالطبع كان رد المولى عز وجل لاعترافهم بالظلم الذي أنكروه أول مرة بقوله جل وعلا لهم {اخسئوا فيها ولا تكلمون}.
انها اجمل كلمة تقال لمن هانت عليه دماء المسلمين التي تُسفك ظلماَ وبغيا كل ساعة في سورية، أجمل كلمة تقذف بها وجوههم لعلهم يتداركون انفسهم قبل ان يسمعوها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم خاليا من الظلم مفعما بالعدالة.


د.خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
301.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top