خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

يواجه قراراً حاسماً

نتنياهو والبحث عن ضوء أمريكي أخضر لضرب إيران

2012/03/03   09:20 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
نتنياهو والبحث عن ضوء أمريكي أخضر لضرب إيران

هآرتس


بقلم – يوسي فيرتر:

يشير الرأي السائد الى أن كل الأوراق سيتم طرحها على طاولة البحث خلال القمة غداً في واشنطن.
إذ سوف يطلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من الرئيس باراك أوباما مهاجمة منشآت إيران النووية أو التهديد على نحو قاطع بضربها. وإذا رفض أوباما الاستجابة سوف يغادر نتنياهو البيت الأبيض عندئذ بشعور أنه وحيد في هذا العالم.
الحقيقة ثمة رجل واحد فقط غير نتنياهو كان قد مر بمحنة التوصل لقرار مهم مماثل في مسألة «حياة أو موت» هو إيهود أولميرت رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق.
فعندما ذهب أولميرت الى البيت الأبيض في يونيو 2007، طبقاً لمذكراته ومذكرات الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، لم تكن تلك الزيارة روتينية، إذ لم يكن أحد يدري بالطبع أن أولميرت طلب فيها من بوش أن تقوم الولايات المتحدة بتدمير مفاعل نووي سوري كان قد تم اكتشافه قبل أشهر قليلة من ذلك. وكانت معلومات الإسرائيليين تفيد أن العمل في المفاعل سيبدأ في الخريف.
غير أن الموقف الأمريكي تباين آنذاك إزاء هذه القضية، فبينما رأت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أنه من الأفضل الكشف عن وجود هذا المفاعل أمام العالم ومن ثم القيام بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على سورية، ساند ديك تشيني وزير الدفاع الأمريكي موقف أولميرت المطالب بضرب المفاعل. ولما راوغ بوش ولم يوضح موقفه على نحو قاطع اضطر أولميرت للعودة الى إسرائيل خالي الوفاض.
بعد أسابيع قليلة من ذلك الاجتماع أبلغ بوش أولميرت عبر الهاتف بأنه يؤيد رايس في هذه المسألة، وان الولايات المتحدة لا تستطيع مهاجمة بلد ذي سيادة دون توصية من أجهزة الاستخبارات، ففي ذلك الوقت لم يكن هناك ما يشير، طبقاً لهذه الأجهزة أن سورية ستبدأ تشغيل المفاعل قريباً.
واقترح بوش أن تطير كونداليزا رايس مباشرة لإسرائيل كي تعقد مؤتمراً صحافياً مع أولميرت ليكشفا خلاله عن وجود المفاعل أمام العالم.

استراتيجية مثيرة للقلق

على أي حال، يلاحظ المستشارون الذين حضروا اجتماع بوش – أولميرت ان هذا الأخير أبلغ بوش قائلاً: إن استراتيجيتك تثير قلقي، لذا سوف أعمل بناء على مصلحة إسرائيل فقط.
وكان بوش قد كتب في مذكراته أن أولميرت لم يطلب منه ضوءاً أخضر لكي تقوم إسرائيل بضربة جوية ضد المفاعل، كما لم يحصل أولميرت أبداً على مثل هذا الضوء لتنفيذ هذه الضربة التي جاءت فيما بعد في السادس من سبتمبر 2007.
ويبدو أن الموقف الأمريكي المعارض للضربة كان نتيجة لشعور المسؤولين بما يمكن أن تنطوي عليه من أخطار. إذ كان يمكن أن ترد سورية على الغارة الإسرائيلية بإعلان الحرب وينضم إليها حزب الله مما يشكل خطراً على كامل المنطقة.
لكن شيئاً من كل هذا لم يحدث ونجحت مغامرة أولميرت.

اليوم والأمس

والآن، كما الأمس، تواجه إسرائيل تهديداً وجودياً، ويطالب رئيس حكومتها من رئيس الولايات المتحدة العمل لإزالة هذا التهديد.
والآن كالأمس أيضاً، تقول قوى الاستخبارات الأمريكية إنها غير مقتنعة بأن الظروف الراهنة تستدعي القيام بعمل عسكري.
واليوم كالأمس تجد إسرائيل نفسها وحيدة في الزاوية لا تمتلك سوى قدراتها الذاتية للدفاع عن نفسها.
والآن مثل الأمس، يبدو واضحاً ان رئيس الحكومة الإسرائيلية لن يطلب إذناً مسبقاً من ساكن البيت الأبيض لتوجيه ضربة لإيران بل ومن غير المرجح أن يعطي رئيس الولايات المتحدة موافقته للقيام بمثل هذه العملية هذه المرة أيضاً.
ثمة اختلافات أخرى بالطبع. ففي الحالة السورية كان المفاعل سرياً، لكن كل شيء مكشوف الآن في الحالة مع إيران.
كما أن عواقب القيام بضربة عسكرية ستكون كبيرة منها: نشوب حرب واسعة النطاق، وقوع هجمات إرهابية على مستوى العالم وارتفاع أسعار النفط.
غير أن الأهم من كل هذه الاختلافات هو في الحقيقة افتقار زعيمي البلدين الى الثقة المتبادلة. فبينما استمتع بوش وأولميرت بعلاقة ودية نادرة واحترام متبادل، ليس هناك ما يماثل هذا بين نتنياهو وأوباما. ولذا من المستحيل معرفة كيف سترد الولايات المتحدة إذا ما تجاهلت إسرائيل موقفها.
من الواضح أن القرار الذي سيتعين على نتنياهو اتخاذه الآن سيكون أصعب بكثير من ذاك الذي واجهه أولميرت في صيف 2007.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.0006
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top