مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بكل تجرد

تنزهي يا حكومة..

خالد ساير العتيبي
2012/02/10   10:44 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الأزمات المتكررة سببها التدخل المستمر من السلطة التنفيذية في شأن ليس من شأنها

بعد ظهور نتائج كل انتخابات يأخذ التحليل حيزا كبيرا محاولة لمعرفة أسباب نجاح وسقوط المرشحين، ثم ننتقل بالكلية الى مرحلة التشكيل الوزاري وانتخابات الرئاسة، وكلا الأمرين هامان جدا، فالتوزير متوقف على آلية الاختيار ومعيار الاختيار، فاذا تحققا، فان التشكيل الحكومي سيفضي الى خير.
أما شأن الرئاسة فهي قضية ترتهن بمصير وطن وشعب وأمة بدرجة أكبر أهمية وحساسية من التشكيل الحكومي، لأن في ذاتها مدار العلاقة ما بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، خاصة ان هذه الانتخابات الرئاسية لمجلس الأمة، تأتي بعد دورات انعقاد وصفت بأنها – أي رئاسة الأمة – مستمالة من قبل الحكومة، وفقدت الكثير من الحيادية والموضوعية في ادارة الجلسات وساهمت في تعطيلها أحيانا.
ان انتخابات منصب رئيس مجلس الأمة، تأتي أهميتها أيضا من كونها هي حجز الزاوية ونقطة الارتكاز للخروج من مأزق التصادم الدائم ما بين السلطتين، فقد فقدت منصة الرئاسة خلال دورات سابقة قدرتها على الحسم والحزم، مما جعل المجلس حلبة للصراع، واللائحة الداخلية غيبت ليس لتجاهل وانما لعدم دراية فيها، وأصبحت السلطة التنفيذية هي في مقاعد المجلس وعلى المنصة، فهي الغالبة والمهيمنة في مجلس ليس مجلسها، تفترض فيها الغلبة لصوت الأمة لكي يحاسب ويراقب ويشرع.
ان تدخل السلطة التنفيذية في أعمال السلطات خلال العقدين السالفين وخاصة العقد المنصرم، من أسبابه القوية انصياع الرئاسة لأوامر السلطة التنفيذية وخططها، ففقد المجلس احدى قدراته الهامة في الرقابة والتشريع.
لذا عندما ندعو اليوم ان تكون الغلبة في الرئاسة لمصلحة المؤسسة التشريعية، فهي مطالبة مشروعة لإعادة الامور الى نصابها الصحيح، فالأزمات المتكررة سببها التدخل المستمر من السلطة التنفيذية في شأن ليس من شأنها.
واليوم عندما نتمنى ونتطلع لفوز أحمد السعدون بالرئاسة، فهو ليس تطلعا لشخصه، وانما هو مطلب طبيعي توافقي بين التيارات التي أوصلها الشعب الكويتي الى مؤسسته وهو الأحق في ان يختار من يراه حسنا لإدارة صوته وتطلعاته ورؤاه.
التنافس على الرئاسة أمر مشروع لأي عضو فاز بمقعد البرلمان، ولكن ما نأمله ان تبقى الحكومة على الحياد التام، لكي تعطي مؤشرا هاما لتغير النهج السياسي، يضاف الى التشكيل الحكومي المؤمل ان نراه قريبا.
فالحكومة أمام اختبارين حقيقيين في تشكيلتها الحكومية وموقفها من انتخابات الرئاسة، وفيهما ستعلن صراحة تغير النهج أو بقاءه على ما هو عليه، فان اثبتت عكس ما يتوقعه الناس منها في حسن وموضوعية اختيارها لوزرائها، والابتعاد عن مجاذبات انتخابات الرئاسة، فانها تعلن بقوة أنها الأقوى في المرحلة القادمة، وهي على ثقة كبيرة لقيادة الوطن والشعب، وانها ستحوز ثقة الأمة.
لكن اذا اختارت وزراءها وفق الاليات التقليدية من شروط التضامن والموالاة بعيدا عن التخصص والقوة والأمانة والكفاءة، ثم تدخلت في ترجيح انتخابات الرئاسة، فاننا أمام حالة متكررة من الصدام والتشتت والمراوحة، تعلن فيها الحكومة أنها غير جادة بتاتا في قيادة وطن، وانما هي متحفزة لصراع، لا يهمها من الخاسر فيه، ويهمها ألا يكون الرابح هو الشعب، وهذه معضله يجب ان تقف عند هذا الحد.
فدعوة صادقة للحكومة، ان تتنزه عن شأن رئاسة مجلس الأمة، وحينها باذن الله سنرى ادارة حازمة حاسمة ستسير بنا الى أولويات طالما تطلع عليها الوطن فخاب أمله، وتقل ظواهر الفوضى من المجلس، وستكون الغلبة للمنصة، وستمتلئ أجندة الأعمال بأولويات تدفع بالوطن من المراوحة والتقهقر الى مراحل متقدمة تليق بالوطن.

خالد ساير العتيبي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
364.0154 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top