مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رحرحة

خفة المرعوبين التي لا تُحتمل

أسامة غريب
2012/02/07   01:36 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



الفرق بيننا وبينهم ان الطاقة التي تحركنا وتدفعنا للتمسك بكل أهداف الثورة هي الأمل.نعم..الأمل هو الهواء الذي يملأ أشرعتنا ويخوض بنا في عباب البحر الطائش.أما هم فيحدوهم الخوف ويقودهم الفزع ويملأ محركاتهم الرعب.الرعب من المظلومين وممن خاب أملهم واحترق خيالهم في حب من تصوروه نصيراً فاتضح أنه العدو في ثيابنا.الفرق كبير بين من يدفعه الأمل ومن يدفعه الرعب.صاحب الأمل لديه غد ولديه مستقبل مليء بالأحلام الجميلة له ولأولاده، وآماله من الكبر والرحابة بحيث تكفي وتسع أهل مصر جميعاً.أما المرعوب فحياته واستمراره لهما شروط قاسية أهمها عدم امكان ان يعيش مع ضحاياه في سلام داخل وطن واحد، لذلك فان كل ما يقسم الناس ويفرقهم هو بيئته الحاضنة ومكانه الطبيعي.صاحب الأمل يريد ان يرى المسلم والمسيحي، الصعيدي والبحيري، النوبي والسيناوي لهم كل الحقوق وعليهم نفس الواجبات، أما المرعوب فلا يحفل ان أدى غدره وتآمره الى تقسيم الوطن الى دولة للنوبيين وأخرى لأهل مطروح وثالثة للسيناويين ورابعة للأقباط وخامسة لمن يعادي كل من سبقوا!.المرعوب يكره أهل بلده ويتوجس من كل خطوة يخطونها ولا يثق الا في الأنجاس الذين يرددون كلامه الفارغ، لهذا لا ترى للمرعوب أنصاراً الا من الكلاب المسعورة والداعين لحرق الناس في أفران هتلر.لم يحدث أبداً ان كان لأي مرعوب أصدقاء لهم قيمة أو أنصار محترمون..أنصاره دائماً من الناس العِرة الذين لا يحترمون عهداً أو يفون بوعد ولا يضرون عدواً أو ينفعون صديقاً.لهذا فهو يستند دون ان يدري الى حائط مائل متهالك لا يلبث عند أول هبة ريح ان يأخذه ويهوي به.وقد رأينا المخلوع الذي كان المغفلون يحسبونه شيئاً يخر صريعاً عند أول امتحان للرجولة، وبدلاً من ان يدخل المحكمة على رجليه ويدافع عن نفسه كالرجال اذا به يتفسخ ويتفشخ ويتمدد على السرير، ثم يتناوم ويتمارض ويتمايص كالغانيات ولا يفتح فمه طوال الجلسات الا ليتثاءب، ويقضي الوقت لاعباً في منخاره أو مسدداً تظرات عبيطة الى السقف..واذا بمن حسبهم أنصاره هم أول من يفر من مركبته الهالكة.لم ينفعه وزير غدره ولا أمن مركزه أو شفيقه وسليمانه..كلهم يبحث الآن عن بلاطة يقف عليها..لم تغن عنه سوزانه وما كسب، ولا نفعه سروره أو شريفه وأنَسه ومناويه..كلهم تخلوا عنه ولم يعد هناك من يحفل به، أما مسألة ان المحاكمة هزلية والأدلة غائبة والحقائق مطموسة والجرائم الحقيقية لا مساءلة عنها فكل هذا صحيح، لكته ليس دليلاً على الاهتمام به أو الوقوف بجانبه، وانما هو في حقيقته دفاع المرعوب عن النفس المريضة وعن الذات المرتعدة، لأن المرعوبين يخشون ان يكف المخلوع عن التثاؤب ويقرر ان يفتح فمه ليحكي عن الفساد بتفاصيله وعن الحصص التي نالها كل الأشاوس من لحم الوطن.الرعب من الشعب هو الذي أدى لمحاكمة مبارك، والرعب من مبارك هو ما جعل المحاكمة عبارة عن اسكتشات كوميدية.الرعب من رجال الحزب الوطني جعل أسماء رجال الأعمال المحرضين على الحرائق لا تظهر في وسائل الاعلام أبداً حتى ان وزير العدل السابق أعلن ان أحد أصدقاء جمال مبارك هو المسؤول عن أحداث السفارة الإسرائيلية وأنه قام بتوزيع المال بنفسه على البلطجية، ثم خشي سيادته ان يخبرنا باسمه أو يحرك الدعوى ضده!.الرعب من إسرائيل جعل الرد على قتلهم جنودنا في سيناء مستحيلاً وجعل البديل هو الاحتفاء بشاب صعد الى قمة مبنى السفارة وأنزل العلم!.الرعب من بعض الدول العربية هو ما أدى الى السكوت عن تمويل بعض التنظيمات الدينية ودعمها سياسياً.وعلى الرغم من ان هذه الدول لم تدعم مصر بشيء يذكر بعد الثورة وبالتالي فان شراء خاطرها هو أمر لا مبرر له، الا ان القوم يخشون على الرغم من غياب خط التليفون ان يتم رفع العدة!..والرعب نفسه هو ما حرك حملات المداهمة ضد منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان المدعومة أمريكياً.الرعب هو سبب الاعتراف بالثورة وهو نفسه سبب الرغبة في القضاء عليها.الرعب هو الذي يدفع لدهس الشباب بالمدرعات صباحاً ثم وضع أسمائهم في كشوف الشهداء المجيدة في المساء.الرعب هو السبب الحقيقي لاطلاق الرصاص على العيون ثم الاحتفاء بالمفقوءة عيونهم وانزالهم المنزلة التي يستحقونها!.الرعب هو ما يجعل شباب الثورة في الخطاب الاعلامي الرسمي بلطجية يستحقون الموت بالغاز والخرطوش والمطاطي والرصاص الحي، ثم يحول نفس الشباب في نفس الخطاب الاعلامي الى شهداء أبرار تقام من أجلهم المؤتمرات وتعقد اللجان ويتولى أمرهم رئيس الوزراء بالرعاية المادية والاجتماعية.الرعب دفع لتشكيل أجهزة مهمتها قتل الثوار بأسلحة يشتريها شعب مصر، الى جانب أجهزة أخرى مهمتها تقديم العزاء والمساعدات لأهل المقتولين من فلوس شعب مصر أيضاً.
لا حل سوى الخلاص من المرعوبين وابعادهم بأي طريقة اذا أردنا ان نعيش، ذلك ان تكلفة رعبهم صارت لا تحتمل.

أسامة غريب
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
293.9961
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top