منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

منتقى الجمان

2012/02/03   07:47 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
منتقى الجمان



جعجعة.. دخان.. وحسرات

الشيخ علي حسن- برمنجهام

{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} يس:13، ثلاثة منذِرين حاولوا تنبيه أهل هذه القرية واخراجهم من الغفلة التي كانوا يعيشونها، وواجهوا المواقف الصعبة التي تتحداهم

فيها القوى التي واجهت دعوتهم بكل أساليب التمرد والجحود، فلا أحد يستمع اليهم بعقل مفتوح وقلبٍ منشرح.. ولكنهم لا يتراجعون، لأن كلمة الرسالة لابد وأن تُقال وتتحرك مع الآذان

الصمّاء والمواقف الرافضة، لتفرض نفسها على الجوّ، أو لتنفذ من خلال ثغرةٍ طارئةٍ من هنا، ونافذةٍ مفتوحةٍ على القلب من هناك، لتبدأ الطريق من الموقع الصغير.. فالتراجع في البداية أمام

تحديات الآخرين، يفرض ألا تبدأ الرسالة، لأن القوى المضادّة تقف أمام البدايات لتهزمها حتى لا تفرض نفسها على الساحة بعد ذلك.

روح القوة:
من أهم ما ميّز أولئك المنذِرين روح القوّة، اذ لم يشعروا بالضعف عندما شعروا بقلة عددهم أمام الجماهير الكبيرة وقادتها، فقوتهم مستمدة من ايمانهم بمبادئهم وبقضيتهم التي جاءوا ليعلنوها

للناس، وليثبتوها في عمق ذلك المجتمع.

نتيجة محدودة:
{وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ} يس:20، واذ لم يصل المنذِرون الا الى نتيجة محدودة من خلال ايمان هذا الانسان الذي خرج من قلب مجتمعه، ليدخل

في مواجهة معه، انطلاقاً من موقف الحق الذي يتبنّاه هو، أمام موقف الباطل الذي يتبناه المجتمع كله، ومن موقف المساندة للمجموعة الرسالية الصغيرة في مقابل الجماهير الغفيرة المعاندة.. الا

ان المهم هو ان كلمة الحق يجب ان تقال ولو خالفها كل الناس، وأن كلمة الحق قد تجد لها أنصاراً، ولو في نطاق محدود..وقد يأتي اليوم الذي يبارك الله فيه جهود القلة..ولربما لا يسعفهم

الزمان ولا تساعدهم الظروف.. ليختتم المشهد مع كلمات الحسرة وزفرات الندم.. {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ، أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ

إلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ} يس:30 - 31.
ولا عذر اليوم للذاكرة القصيرة المدى..فاذا كان ابنُ خلدون قد بيّن قبل قرون، وبقلمه، بعضاً من السُّنَن التاريخية في نهوض المجتمعات وأفولها، فان وسائل الاعلام في هذا الزمان قد حفظت

ما جرى لأمم أخطأت حظَّها، ورسمت معالم أفول نهضتها، وذلك بالصوت والصورة.

دخان ونار:
بحلول هذا اليوم من المفترض ان يكون التصويت لانتخابات مجلس الأمة قد انتهى، والنتائج قد ظهرت، وفاز من فاز بمقعدٍ في المجلس، وخسر مَن خسر.. لتأخذ الكويت غفوة استراحة من

جعجعة الانتخابات، دون ان تستريح من قلق القادم الذي تعالى دخانُه من مخيّمات كثيرٍ المرشحين، وأشعِلت نيرانُه في صدور الناس، ليحقّق هذا المرشح أو ذاك فوزاً مؤزَّراً في سباق

الوصول الى المجلس، ولو على أنقاض مجتمع لا يريد ان يفتح عينيه ليرى المشهد الحقيقي من وراء كل هذا الدخان الأسود.
كان الشحن الطائفي حاضراً بقوة في كل الانتخابات السابقة، ولكن هذا الشحن دخل منعطفاً جديداً حين بات الحديث عن التدخلات الاقليمية علنياً بعد ان كان يُطرح في السابق على

استحياء، تدخّلات وفق تصريحات المرشحين وآلتهم الاعلامية ووسائل الاعلام المحلية والخارجية ليست من نسج الخيال، بل حقيقية ضخّت من خلالها دعماً مالياً و«لوجستياً» وغير ذلك،

ومن الواضح ان ليس شئ من ذلك لله، بل للمصالح الخاصة لهذا الطرف الاقليمي أو ذاك.. وليتأكد الكويتيون ألا طرف من تلك الأطراف الخارجية يريد خير الكويت، فالكل يبحث عن

مصلحته الخاصة.. واذا كانت مصلحتهم الخاصة في دمار الكويت، فلتتدمر!.

مشهد مرعب:
وهذا هو المشهد المرعب الذي يهيئ الكويت تدريجياً لتكون لبنان أخرى، وعراق أخرى..مجرَّد ساحة تُنفِّس فيها الأطراف الاقليمية والدولية احتقانات أوضاعها الداخلية أو أزمات سياساتها

الخارجية، ولتكون ملعباً لتلك القوى، مستغلّةً الانقسامات الحادّة التي صنعتها أجندات المتطرفين، وأصحاب القلوب الجلمودية الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الخاصة.
الكويت بحاجة الى أمثال أولئك الذين أنذَروا وما استكانوا وما يئسوا أمام كل قوى التطرف والعناد والجحود..بحاجة الى أصحاب الروحيات القوية، والبصيرة النافذة ليتحركوا بلا كلل

لتغليب الحكمة قبل ان يفاجئنا يوم الحسرة.. فما أكثر الذين عملوا وعلى استعداد لتحويل كل (عرس) ديموقراطي الى مأتم.
alwalaa@alwalaa.com

=============


المولد النبوي: اختلاف أم اعتبار؟

يختلف المسلمون، تبعاً للرّوايات، في تاريخ ولادة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، بين 12ربيع الأوّل الّذي يأخذ به مشهور المسلمين السنّة وبعض المسلمين الشّيعة، و17 ربيع الأوّل

الذي يأخذ به مشهور المسلمين الشّيعة وربّما غيرهم.
وهذا الاختلاف يعكس التنوّع في الدّائرة الاسلاميّة، سواء في منهج الاجتهاد، أو في التّحقيق التّاريخيّ، أو في المفردات العلميّة التي يراها البعض كافيةً لاثبات موضوعٍ أو فكرةٍ ما لا يراها

الآخر كذلك.وهذا الأمر جزءٌ من حركة الاختلاف البشريّة التي لم يخلُ منها دينٌ أو مذهبٌ أو اتّجاه.
الا ان ما ينبغي تأكيده، هو ان ارتباطنا بالرّسول هو ارتباطٌ بالرّسالة، وعلاقتنا به كمسلمين يؤكّدها الاسلام الّذي ولد مع بعثة النّبيّ وحركته التي خاض فيها الصّراع، وواجه فيها التحدّيات

المتنوّعة التي أرادت للانسان ان يبقى في وحول الشّرك، وجمود الصّنم، وضيق الأفق، والبُعد عن الفطرة، ومجانبة الأخلاق والقيم.
ولذلك نجد ان القرآن الكريم عرض للأنبياء في رسالاتهم وتجاربهم التي تمثّل القدوة لنا في مدى التاريخ، ولم يهتمّ بذكر ولاداتهم، أو خصوصيّات شخصيّاتهم في ذواتهم البشريّة، لأنّه لا يريد من

الانسان المؤمن ان يستغرق في خصوصيّة الشّخص بعيداً عن الرّسالة، بل ان يستغرق في مفردات الرّسالة التي تعكسها الشخصيّة القدوة والنّموذج. وأمّا اهتمامه بولادة النبيّ موسى

وعيسى عليهما السلام، فلأجل اتّصالهما بحركيّة الرّسالة وبعض مضامينها، وليس من جهة العناصر الذّاتيّة الشخصيّة في هذا المجال.
ولذلك لا يهمّنا كثيراً تاريخ الولادة، وربّما لا يهمّنا التّاريخ كلّه في خصوصيّاته الزّمانيّة قياساً بعناصر القدوة والعبرة، بل يهمّنا القول الّذي ينطلق به لسان الرّسول وحياً أو فكراً يغني الحياة

وتجاربها، ويوجّه مسيرة البشريّة نحو خطوط الضّوء، ويعنينا الفعل الذي يجسّد فيه الرّسول معنى القيمة الرّساليّة، وتهمّنا أحداث التّاريخ بما تختزنه من نقاط عبرةٍ توجّه الحاضر وتحتضن المسيرة

في خطّ سيرها التّصاعديّ في الحياة والى الله سبحانه.
وفي كلّ الأحوال، فلا ينبغي ان يكون الاختلاف على تاريخ مولد الرّسول اختلافاً على قيم الرّسالة، لأنّ هذه القيم تمثّل عنوان وحدة المسلمين، كما كان الرّسول نفسه عنوان وحدتهم،

ولنجتمع اليوم على تعريف العالم بنبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله، الذي كان قرآناً ينطق، ورحمةً للعالمين، وروحاً تتجسّد، وقيماً تتحرّك.
ان علينا ان نطلق الصّورة المشرقة لنبيّنا الى العالم كلّه، من أجل ان يتعرّف العالم حقيقة هذه الشخصيّة التي تمثّل الرّحمة كلّها، والفكر كلّه، والرّوح كلّه... باللّغة التي يفهمها النّاس في هذا

العصر. وهذه مسؤوليّة لابد من ان ينطلق بها جميع المسلمين، بدلاً من التلهّي بخلافات هامشيّة لا معنى لها هنا وهناك.
فاللهَ اللهَ في الاسلام! لا تحبسوه في مذهبيّاتكم، ولا تسجنوه في عصبيّاتكم، ولا تدمّروه بأحقادكم ونزاعاتكم، ولا تشوّهوه بالجهل والتخلّف، ولا تضعفوه بنزاعاتكم، ولا تضيّعوه في غمرة

مصالحكم الذاتيّة، ولا تسفكوا دماء أبنائه بوحشيّتكم التّكفيريّة... أغنوه بطاقاتكم، وانشروه الى العالم بابداعاتكم، وارفعوه بسماحة نفوسكم، وأعزّوه بحرّية اراداتكم، وقوّوه بوحدتكم، ولا تجعلوه

عرضةً لمؤامرات الأعداء وخطط المستكبرين.


=============


النجف عاصمة الثقافة الإسلامية 2012

تم اختيار النَّجف الأشرف كعاصمةٍ للثَّقافة الاسلاميَّة لعام 2012 من قبل المؤتمر الاسلامي السادس لوزراء الثقافة للدول الاسلامية، وحول هذا الموضوع تحدث سماحة الشّيخ علي مرزة

مسؤول الفعاليات الثقافية الخاصة بهذه المناسبة، وهو عضو مجلس محافظة النجف الأشرف ومسؤول العتبات المقدّسة في النجف، الى جانب كونه رئيس مركز النجف الأشرف للتأليف

والتوثيق والنشر. قال:
ان النَّجف تعيش في الوجدان الاسلاميّ أينما كانت، لأنَّها تمثِّل عاصمة الثّقافة تاريخيّاً وحاضراً ومستقبلاً. لذلك، هي لا تحتاج الى استعداداتٍ ولا الى شيءٍ جديد، وانَّما هو ارثٌ علميّ يرجع

تاريخه الى أكثر من ألف عام. نعم، في هذه المناسبة الرَّسميَّة، نحتاج الى اظهار ما تزخر به النّجف الأشرف مما دوَّنته من معارف في جميع العلوم، لا في علم الفقه والأصول فقط، وانَّما في جميع

العلوم. وفي الحقيقة، فانَّ الظَّالمين لم يفسحوا لهذا التَّدوين المجال، وانَّما حصروه قهراً في زوايا الطّابق الأرضيّ لبيوتات النّجف الأشرف، واذا خرجت منه ورقة، فانّ ذلك كان سيكلّف

حاملها الشَّيء الكثير. ولذلك، استشهد من أجل ذلك، ومن أجل الحفاظ على هذا التّراث، مئات الآلاف من أبناء النَّجف الأشرف.
ومن جملة العوائق، ان الوقت لم يكن كافياً، ولم يكن لنا شيء بعدُ على الأرض، لا من حيث الانشاء والبناء، ولا من حيث تأمين بناءٍ يحتضن الفعاليّات العلميّة والثّقافيّة في النّجف

الأشرف.. ولكن عندما وقع كما يقولون الفأس على رؤوسنا، شعرنا بأنَّ هناك مسؤوليّةً.. فأنشأنا المدينة الثقافيَّة، الّتي هي أكبر بناء ثقافيّ في الشَّرق الأوسط، على الرغم من قصر الفترة

الزمنيَّة، وهو يحتوي على قاعتين، القاعة الأولى للمؤتمرات، وتسع 2500 شخص، وفيها قاعة أخرى للمسرح الفنّيّ، كما يوجد فيها بناء من ثلاثة طوابق، الطابق الأوّل سيُملأ بمتحف النّجف

الأشرف الوطنيّ، وهو ما يقع على عاتق وزارة الآثار والثَّقافة، والّتي سوف تجلب ما هو مختصّ بالنّجف الأشرف من آثار. أمّا الطّابق الثّاني، فمختصّ بمتحف مشاهير النّجف، ونحن عملنا

الى الآن نصف العمل في هذا المتحف، حيث انجزنا العمل على تسع وخمسين شخصيّة من مشاهير النَّجف، تبتدئ بالشيخ الطوسي، وتنتهي بعصرنا الحاضر. وقد أخذنا من العلماء الأحياء

واحداً فقط، وهو الشّيخ باقر القرشي، لأنّه رجل كبير ومعطاء. وهذا المتحف ينقسم الى عدّة غرف، ومن جملة الغرف، غرفة العلماء اللّبنانيّين، الّذين ولدوا وعاشوا في النّجف، ومنهم

السيّد محمد حسين فضل الله، والشّيخ محمد مهدي شمس الدين، والسيّد عبد الحسين شرف الدين، والشّيخ محمد جواد مغنيّة.
وأضاف: ان ما يميِّز حوزة النّجف الأشرف عن بقيَّة الحوزات والمدارس، أنَّها منفتحة على العالم كلّه في مختلف حضاراته الدّينيَّة الّتي تؤمن بالغيب، وغير الدّينيّة التي تؤمن بالمادَّة، فهي متميِّزة

في كثيرٍ من الأمور، لأنَّها تحمل الحجَّة البالغة، وتحاكي العقول، وقد اشتهر عن النَّجف الأشرف عبارة: (نحن أبناء الدَّليل، أينما مال نميل). نحن لم نضع الحواجز أمام أيِّ انسانٍ أو أيِّ فرقةٍ أو

أيِّ مدرسةٍ فكريَّة، وقد كانت هذه ميزة النَّجف، والفكر الشّيعيّ جعل باب الاجتهاد مفتوحاً، بمعنى أنّه يأخذ بكلِّ الاستنباطات، ويراعي كلَّ المدارس، فهو يقرأها بتفحّصٍ وعلمٍ وتدقيق،

فأينما يشاهد الدَّليل يأخذ به، وهو له رأيه المستقلّ، وهذا ليس ادّعاءً، وان شاء الله، ما سنعرضه في مدينة النَّجف، وبمناسبة اعلانها عاصمة الثَّقافة الاسلاميَّة، من المواثيق الكتبيّة

والصّوريّة، سيتبيّن من خلاله ان مدرسة النّجف الأشرف لم تكن منغلقةً أبداً.




=============


في رحاب الإمام الحسن العسكري

عمار كاظم

هو الامام الحسن العسكري ابن علي الهادي حفيد الرضا عليهم السلام.. عاش في موقع الامامة من أجل فتح عقول الناس وقلوبهم على الاسلام الأصيل الذي انطلق به رسول الله صلى

الله عليه وآله وسار في نهجه أئمة أهل البيت عليهم السلام، باعتبار أنهم أمناء على الرسالة، وأنهم خلفاء الله في أرضه، وحججه على عباده. وقد أخذ عنه الكثير من الرواة والعلماء، واستطاع

ان ينال ثقة أهل زمانه، وقد بلغ عدد الرواة عنه 149 محدِّثاً.
وقد عانى الامام عليه السلام من حكام عصره ومواجهتهم لنشاطه، واستعملوا معه شتى الوسائل من السجن ومحاولات القتل والارهاب والمراقبة لمنعه من ممارسة مسؤولياته في الأمة. فقد

زج الامام عليه السلام في السجن وحبس مرات عديدة وخُطِّط لقتله، كما زُجَّ بأصحابه في السجون والمعتقلات. وقد خاض عليه السلام ملاحم الكفاح العقائدي من أجل الحفاظ على أصالة

ونقاء الاسلام من كل دخيل.
وقد أنشأ عليه السلام مدرسته العلمية وحدد معالمها من خلال نشاطها العلمي في اعداد ثلة من الرواة والتلامذة ومن خلال مراسلاته وأجوبته ومحاوراته وبث العلوم والمعارف والفتاوى،

فزخرت مدرسته بالعلم والدعوة الى الاسلام والدفاع عنه ونشر المعارف الاسلامية.وقد كان عليه السلام يلاحق التغير الثقافي في مواجهة الفكر الاسلامي بحيث كان يلاحق المفكرين في

زمانه وخصوصاً الذين يعملون على تهديم الأسس العقيدية والثقافية للاسلام، وكان عليه السلام يتابع بدقة ما يجري على الساحة الفكرية في عهده ويناقش الأفكار المنحرفة التي تطرح هنا

وهناك وكان يواجهها بالحق وبالأسلوب العلمي.
وقد حدثنا التاريخ عن عبادة الامام الحسن العسكري عليه السلام في السجن وتعلّقه بالله سبحانه، فقد روى محمد بن اسماعيل عليه السلام ان الامام وهو في السجن كان يصوم النهار

ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، وفي رواية أخرى يتحدث فيها من أشرف على سجنه: (ما تقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كله، لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة،

فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا). هكذا كانت عبادته عليه السلام وزهده وامضاء وقته في السجن في الذكر والعبادة والتوجه الى الله سبحانه، مما جعله يؤثّر

فيمن وُكِّل بسجنه وتعذيبه، فكان عليه السلام مصباحاً يضيء ما حوله، وشجرة مثمرة ينتفع بها ساقِيها ومَن يرميها بالحجر.ومن وصية للامام عليه السلام كتبها الى أحد أصحابه: (أوصيك

بتقوى الله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة، فانه لا تُقبل الصلاة من مانع الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم ومواساة الاخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر والحلم

عند الجهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمور والتعاهد بالقرآن وحسن الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل فان النبي صلى الله عليه

وآله أوصى علياً فقال: «يا علي عليك بصلاة الليل» ومن استخف بصلاة الليل فليس منا. اعمل بوصيتي وأمُرْ جميعَ شيعتي بما أمرتُكَ به حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج،

فان النبي صلى الله عليه وآله قال: «أفضلُ أعمالِ أمتي انتظار الفرج»).
هكذا ربّى الامام عليه السلام أتباعه وتلامذته على مكارم الأخلاق وقيم الاسلام والتمسك بها ليكونوا قدوة في العلم والزهد والعبادة والخلق والجهاد.فالسلام عليك يا مولاي يا أبا محمد

الحسن بن على العسكري ورحمة الله وبركاته.
amak_14@yahoo.com



=============


المسائل الشرعية

الشك في الصلاة

س: من المعلوم ان بعض حالات الشك في الصلاة لا تبطلها، وبعضها تؤدي الى بطلان الصلاة.. فلو كان المصلي يجهل الحكم وقطع صلاته وأتى بأخرى، ثم تبيّن له ان الشك في صلاته

الأولى لم يكن يستدعي بطلانها، فهل تعتبر الصلاة الثانية صحيحة؟
- المرجع الراحل السيد أبوالقاسم الخوئي: اذا قطع ما شك فيه، باحد القواطع ثم شرع في البدل، صح البدل وأجزأه.
س: أنا كثيرة الشك في الصلاة، ففي الصلاة أشك بأني لم أركع أو لم أسجد أو خرج مني ريح، وكذلك في الوضوء أحس ان شيئاً قد خرج مني ولكن لا أعرف هل هو ريح أو لا...وهذا

يحصل لي مراراً حتى ولو أعدت الوضوء وانتظرت مدة طويلة، فماذا أفعل؟
- المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله: عليك ان لا تعتني بشكك وأن تبني على صحة أعمالك وأن تهملي هذا الوسواس حتى تتخلصي منه نهائياً، وتوكلي على الله دائماً واستعيذي

به من الشيطان الرجيم.
س: ما حكم الصلاة اذا شك في صحتها وعدمها بعد الفراغ من التسليم؟
- المرجع الديني السيد علي الخامنئي: اذا شك في صحتها وعدمها بعد الفراغ من التسليم، كأن شك مثلاً أنه ركع أم لا، أو شك - في الصلاة الرباعية بعد الفراغ والتسليم - أنه صلى أربع

ركعات أو خمس ركعات؟ فلا يعتني بشكه، لكن لو دار الشك بين أمرين كلاهما باطل، كما اذا شك بعد التسليم في الصلاة الرباعية بين ان يكون قد صلى ثلاث ركعات أو خمس بطلت

صلاته.
س: كيف يعرف الشخص أنهُ كثير الشك في الصلاة؟
- المرجع الديني السيد صادق الشيرازي: كثير الشك هو بأن يشكّ ثلاث مرات في صلاة واحدة أو في ثلاث صلوات متواليات، فيجب ألا يعتني بشكّه.



=============



ابتسم

إنَّكم لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بأمْوَالِكُم فَلْيَسعهُم مِنكُم بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ... النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.

لا تندم

لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْهُ. وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ... أمير المؤمنين علي

عليه السلام.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.9939
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top