مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الذكرى الخالدة

فاضل خلف
2012/02/03   12:21 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



ذِكْرَى النَّبِيِّ بنُورِهَا الوَضَّاحِ
غَمرَتْ رِحَابَ الكَوْنِ بالأَفْراحِ
فَتَقَشّعَتْ سُحُبُ الظَّلامِ وأشرَقَتْ
شَمْسُ الرَّسولِ بنُورِهَا اللَّمَّاحِ
واسْتَرْوَحَتْ دُنْيَا الأماجدِ نَسْمَةً
مِنْ عِطْرِ ماضٍ حافلٍ فَوَّاحِ
وتَذكّرَتْ أيَّامَ عِزٍّ شامِخٍ
أهْدَى الحَضَارَةَ مِن سَناهُ الضَّاحِي
عِزٌّ مِن الصّحراءِ هَبَّ نَسِيمُه
أمّ القُرَى كانتْ بَشيرَ فَلاحِ
إذ أطْلَعَتْ فَخْرَ الأَنَامِ مُحَمَّداً
بَطَلَ الجِهَاد ورائدَ الإصْلاحِ
فزَهَتْ بطَلْعَتِه السَّمَاءُ وبشَّرَتْ
بالنَّصْرِ مُؤْتِلقاً وفَيْضِ سَماحِ
واسْتَقْبَلَ التارِيخُ أسْعَدَ مَوْلِدٍ
بالبِشْرِ والتَّهْلِيلِ والتَّصْداحِ
ومَضَى يُبَشِّر عالَماً مُتَصَدِّعاً
أعْيَاهُ طُولُ البَحْثِ عنْ مَلاَّحِ
يَسعَى إلى طَلبِ الحَقيقَةِ جاهِداً
مُتَطلِّعَاً للنُّورِ في إلحْاحِ
حَتَّى إذَا طَلَعتْ أشِعَّةُ أحمدٍ
فوْقَ الرُّبا الشَّمَّاءِ والأدْواحِ
وتَنَزَّلَت بَركَاتُ دِينٍ صَادِقٍ
عَطِرٍ بأشْذاءِ الهُدَى سَحَّاحِ
وبدَتْ تُرَفْرفُ عالِياً رَايَاتُه
وازيّنَتْ مِنْ نَصْرِهَا بوِشَاحِ
لبَّى البَشِيرَ مُرَجِّعاً نَغَمَاتِه
مُتَرَنِّماً بغِنَائِه الصَّدَّاحِ
ومُعَانِقاً دِينَ النَّبِيِّ محمَّدٍ
علَمِ السَّماحةِ والهُدَى الوَضَّاحِ
مَنْ صَيَّرَ الإسلاَمَ أعْظمَ دَوْلَةٍ
ومَجَالَها في الأرضِ أكْبَرَ سَاحِ
هِي دَولةٌ حَفِظَ الفطاحلُ عَهْدَها
بالعِلْمِ والأدبِ الرَّحيبِ الوَاحِي
حَملُوا الأمانَةَ كابِراً عن كابرٍ
وتَدَرَّعُوا في الحَرْبِ بالأرْواحِ
بَذَلُوا النُفُوسَ الغَالِيَاتِ لدَعْوةٍ
عُلْوِيَّةِ النَّفَحَاتِ والأرْيَاحِ
فزَهَا بهمْ دِينٌ قَوِيمٌ خالِدٌ
وزَهَوْا به صدْقاً شُمُوسَ صَلاحِ
لطفاً رَسولَ اللهِ أنْتَ دَليلُنَا
في كل خَطْبٍ نَازِلٍ لَفَّاحِ
سَجَّلْتَ آياتِ البُطوُلِة والعُلاَ
ورَسَمْتَ طُرْقَ المَجْدِ للطّمَّاحِ
وغدَوْتَ للأجْيَالِ أحْسَنَ قائدٍ
ما كُنتَ باللاهِي ولاَ المَزَّاحِ
بلْ قُدْتَ قَوْمكَ صابِراً ومُثَابِراً
وغَدَوْتَ أحْسَنَ قُدْوَةٍ لِكفاحِ
يَحدُوكَ إخْلاصٌ وعَزْمٌ ثابتٌ
وعَقيدةٌ وَهَّابَةُ الأطمَاحِ
ومَضَيْتَ إلاّ أنّ جُهْدَك لمْ يَضعْ
فالصِّيدُ بعْدَك من أولِى الإفْصَاحِ
حَملُوا الرّسالَةَ لمْ تَهِنْ عَزماتُهمْ
وَتوغَّلُوا في رَحْبها بنَجَاحِ
قد أذْعَنَ الشَّرْقُ المَهيِبُ لَمجْدِهمْ
والغَرْبُ أصْبحَ خَافِضاً لَجِنَاحِ
سَادُوا المَمَالِكَ بالعَدَالَةِ والتُّقَى
وخَلائِقٍ تاْبَى الهِجَاءَ صِحَاحِ
٭٭٭
عفواً رَسولَ اللهِ تِلْكَ جُدودُنَا
كانُوا مَصَابيحَ الهُدَى النَّفَّاحِ
كانُوا أساتذةَ العُصورِ بعِلْمِهِمْ
شَهِدَتْ بذاكَ رَوَائعُ الألْواحِ
فاغْفِرْ لنَا نحنُ الذِينَ تَوَقَّفَتْ
عَزاماتُنَا عن غُدْوَةٍ وَرَوَاحِ
في حينِ أنّ الغَرْبَ قد ملَّ الثَّرَى
من بَعْدِ نَصْرٍ باهِرٍ مَنّاحِ
ضَاقَتْ به الأرْضُ الفَسِيحَةُ فانْثَنَى
مُتطلِّعاً للأفْقِ صَوْبَ ضُرَاحِ(1)
ومَضى لِيبْحَثَ في الكَواكِبِ مَنْزِلاً
بِالمُعْجِزَاتِ مَن النُّهَى النَّضَّاحِ
هِيَ مُعْجِزاتُ العَقْلِ في سَبَحاتِه
بَحْثاً عن الإفْصَاح والإيضاحِ
هذا هُوَ الغَرْبُ المَنِيعُ وإنَّنَا
ما عِنْدَنَا غيرُ الوَنَى الفَضّاحِ
دَبَّ الخِلافُ المُسْتَحِرُّ بصَفِّنَا
فغَدا العَرِينُ لطامِعٍ سَفَّاحِ
وغَدَتْ فلَسْطِينُ العَزيزَةُ بَيْنَنَا
نَهْباً لشِرْذِمَةٍ منَ النُّزَّاحِ
مَرَّتْ عليهَا الحادِثاتُ مَرِيرَةً
ومَضى زَمانٌ وهْيَ فِي أتْرَاحِ
أيْنَ الأبَاةُ الصِّيدُ حَتَّى يَمْسَحُوا
هذَا الهَوَانَ عَن الحِمَى المُلْتَاحِ
فيَعُودَ للأوْطَانِ سَابِقُ عِزِّهَا
وجَمِيلُ عَهْدٍ ناضِرٍ مِمْرَاحِ
ويَهِلَّ عِيدٌ في المرابع باسِمٌ
سيكونُ في التاريخ نَجْمَ صَبَاحِ

فاضل خلف

(1) ضراح: من النجوم البعيدة في السماء
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1512.0033
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top