مقالات  
نسخ الرابط
 
   
 
  A A A A A
X
dot4line

C. P. N. H

كتابي جديد، درجي نظيف

د. أحمد يوسف الدعيج
2012/01/28   10:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



اشتكى لي أحد الأصدقاء من معاناته وأسرته مع مدارس وزارة التربية، يقول لي رزقني الله بأبناء بارك لي فيهم وجعلهم من الصالحين، ولقد أحسنت أنا وأمهم تربيتهم، وأصبحوا من المتفوقين في دراستهم، ولم نبخل عليهم في توفير كل ما يعينهم في تحصيلهم العلمي، ما جعلهم من الطلبة الأوائل في مدارسهم. يقول لي صديقي إن أحد أبنائي وهو في الثانوية نظام المقررات، اعتاد شأنه شأن إخوته على الحصول على درجات عالية، ولكن في هذا العام الدراسي بالذات برزت ظاهرة غريبة وهي تنافس الكثير من المدرسين في وضع امتحانات شديدة الصعوبة، عسيرة على الحل، يقول ومع ذلك استطاع ابني وبفضل من الله أن يحقق نتائج ممتازة، ولكنه يتحسّر على الكثير من زملائه الذين يقل مستواهم عنه بقليل، نتيجة لتعثر الكثير منهم في حل هذه الامتحانات التعجيزية، التي يصعب حلها على الكثيرين، ما يؤدى الى اهتزاز نتائجهم وضعف تقديراتهم، وسوف تظهر عواقب هذا التعقيد الذي يمارسه بعض المدرّسين والمدرسات، على الطلبة، عند تخرجهم من الثانوية للالتحاق بالجامعة.
أعتقد والله أعلم أن للمجلس الأعلى للتخطيط دوراً كبيراً في هذه المعاناة التي يتعرض لها أبناؤنا، لأن المجلس هداه الله «حاط دوبه ودوب المواطنين» ليس له هم إلا التوصيات التي تجلب الهمّ للمواطنين، وربما تكون من ضمن توصياته لوزير التربية المثقل بالهموم والمشاكل التربوية، والذي يحب تكليف وكلائه للقيام بصلاحياته، أقول ربما قالوا له طلبة الثانوية أعدادهم كبيرة، واذا تخرجوا بأعداد كبيرة وبنسب نجاح عالية فإن الجامعة اليتيمة التي لا أخت لها لن تستطيع أن تستوعب جحافلهم، ثم إنهم بعد ذلك سوف يتخرجون منها ويتجهون لديوان الخدمة المدنية للبحث عن وظيفة، وسوف تتراكم طلبات التوظيف، وتكبر طوابير العاطلين عن العمل، وهذا سيشكل مشكلة حقيقية للحكومة الرشيدة المثقلة أصلاً بالمشاكل نتيجة لانعدام التخطيط الدقيق.
أرجو أن تنأى الحكومة الرشيدة بالعملية التعليمة عن المناورات السياسية، فعماد الأمة يا حكومة هو ثروتها من أبنائها المتعلمين وليس فقط احتياطياتها من براميل البترول، وأرجو أن يعي المجلس الأعلى للتخطيط بأن مناهج وزارة التربية بحاجة ماسة الى إعادة تقييم ثم صياغة من متخصصين في التربية والتعليم، وليس من المتخصصين في إجراء التجارب التعليمية والتربوية على فلذات أكبادنا، أو من المتخصصين في تغيير المناهج الدراسية كل عام للحصول على مكافأة تأليف كتاب جديد. ثم إن الكويت باتت ومنذ مدة طويلة بحاجة الى جامعة ثانية، حكومية أو أهلية، لا فرق في ذلك.
هذه مقالة كتبتها في صحيفة الرأي العام (الزميلة الراي) قبل أكثر من اثني عشر عاماً، وتحديداً في 1999/12/29، أي في القرن الماضي. بعد تحرير البلاد من دنس الغزو العراقي الآثم كنت في أكتوبر من العام 1991 في احدى الديوانيات، كان النقاش يدور حول حاجة الكويت الى جامعة حكومية ثانية، كان من ضمن الحضور وزير سابق، وهو بالمناسبة من زملاء الدراسة في المرحلة المتوسطة، ولكنه من الزملاء الفاشلين وليس المتفوقين دراسياً، ووزارياً بعد ذلك، رد على معاليه قائلاً: ومن يقول نحن بحاجة الى جامعة ثانية؟ بعقليات متخلفة مثل عقلية معالي زميل الدراسة تدهورت عملية التعليم في الكويت، وهذا يشمل المناهج ومستوى المدرسين وكبار القياديين والقياديات في وزارة التربية الذين يديرون الوزارة وكأنهم في جلسة «شاي الضحى»، الكويت كانت بحاجة الى جامعة حكومية ثانية والحكومة لا تزال تتحدث عن خطة التنمية المليارية والمتمثلة بتغيير بلاط أرصفة الشوارع وتغيير الاسلفت بنوعية غاية في الرداءة ولكن الحكومة بلجانها العليا والصغرى وباقي الكلام الفاضي لم تنفذ الى هذه اللحظة مشاريع حقيقة مثل الجسور والطرق التي تحتاجها الكويت بالحاح، ولم تبن مستشفيات ولا مدارس ولم تنشئ جامعة لم تعد كافية مع شقيقتها الكبرى لمواجهة الزيادة المضطردة في أعداد الطلبة والطالبات.

د.أحمد يوسف الدعيج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
284.0064
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top