مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

يا بسطاء الكويت لكم الله

د.خالد أحمد الصالح
2012/01/22   11:44 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الوضع السياسي حولنا بلغ اليوم أشد مراحل التسخين


قبل غزو الكويت كان مجلس الأمة معطلا، الجو السياسي كان مشحونا ولم يلتفت احد من صناع الاستراتيجية لدينا الى كل الشواهد التي تتفاعل حولنا، وفجأة ودون تحذير غزا العراقيون بلادنا، وحاولوا مسحنا من التاريخ والجغرافيا.
بعد تحرير الكويت قرأنا عشرات الكتب التي كانت مليئة بالأدلة على النوايا الخبيثة لصدام حسين تجاه الكويت، كان قادتنا مشغولين بالداخل عن الخارج فلم ينتبهوا لتلك النوايا الشريرة على الرغم من علم قادتنا ان الكويت دائما وأبدا ستكون مهددة من الخارج، هذا ما يقوله تاريخ الكويت منذ تكوينها.
التاريخ يعيد اليوم نفسه، الشعب الكويتي مشغول بالانتخابات وغدا سينشغل بتأليف الحكومة يليها طبعا الاستجوابات، أما ما يدور حولنا وقد يمحونا أو ينهي وجودنا فلا أحد من قادتنا مهتم به، هل السبب ان كبراءنا لديهم بدائل عن الكويت، قصور وفلل وأموال مكدسة بالخارج يلجؤون اليها وقت الشدائد، وماذا عنا نحن؟ ماذا سنفعل؟
في الغزو تحمل الكويتيون ضياع بلدهم بأمل كان موجودا دائما بعودتها لهم، وهذا ما تم بحمد الله، ولو كان قد ضاع الأمل لوجدت الكويتيين البسطاء هائمين على وجوههم في الخارج يلتمسون لقمة العيش التي لا ترحم أحداً.
الوضع السياسي حولنا اليوم بلغ أشد مراحل التسخين، الغرب عازم على حرب ايران، اقتصاديا ثم عسكريا ان لزم الأمر، وايران التي سيتم خنقها اقتصاديا تهدد دول الخليج بإغلاق مضيق هرمز اذا مُنعت من بيع نفطها، سياسة علي وعلى أعدائي.
اذا أُغلق مضيق هرمز فستقوم الحرب لاشك بين أمريكا وايران واذا حشدت ايران قواتها عند مفاعل بوشهري القريب من العمليات العسكرية وتم ضرب هذا المفاعل فان التيارات البحرية في الخليج ستوصل المياه الملوثة بالاشعاعات النووية لشواطئ الكويت التي تقام عليها محطات التحلية.
عندها لن يشرب الكويتيون الماء، ولن تكون المياه الغازية بديلا نافعا، ما الحل؟ هل من مجيب؟
ان بقاءنا على أرضنا مهدد بصورة جدية ولا نجد من يجيبنا على تساؤلاتنا، هل تتكرر مأساة الغزو من جديد؟ حيث يصحو الكويتيون على لا دولة وكل واحد (يفك) نفسه.
اليوم، اليوم وليس غدا، تزدحم مياه الخليج العربي بحاملات الطائرات الأمريكية والزوارق الايرانية وتتكدس فوق بحرنا أسلحة ثقيلة تكفي لقيام حرب مدمرة، وبين تلك التجهيزات العسكرية تمر ناقلات النفط محملة بـ17 مليون برميل نفط يوميا تمثل شريان الحياة للصناعات في مختلف بقاع العالم، اذا أُغلق المضيق فستوقف الكويت ضخ نفطها وسنختنق اقتصاديا واذا قامت الحرب لفتح المضيق فسنكون مهددين بالمفاعل النووي المطل علينا، أي أننا خاسرون في اغلاق المضيق أو فتحه بالقوة.
خسارتنا لن تكون خسارة اقتصادية أو نقص ماء بل انها ضربة حياة أو موت فنحن لا نحيا من غير نفط لا بدائل لدينا، ونحن لا نحيا من غير تحلية مياه البحر لا بدائل ايضا لدينا، لدينا بديل واحد فقط وليس لكل الكويتيين، البديل هو الهرب لبيوتنا في الخارج والعيش فيها بأموال متوفرة في البنوك هناك، ربما يكون هذا البديل هو السر وراء عدم وجود خطط لإنقاذ الكويت من الخطر القادم.
يا بسطاء الكويت لكم الله.

د. خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
269.0099
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top