مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

يا أخت خير البدو والحضارة..

عبدالله خلف
2012/01/05   11:25 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



سهل بن مالك الفزاري، هو أول من قال المثل المعروف:
(إياكِ أعني واسمعي يا جارة)
وحكاذة ذلك المثل أن سهل بن مالك هذا خرج يريد ملك الحيرة، فمر ببعض أحياء طي، فسأل عن سيد الحمى من هو، فقالوا له: حارثة بن لام، فقصده فلم يجده، ووجد أخته، فقالت له: نزل في الرحب والسعة، فنزل فأكرمته ولاطفته، ثم خرجت من خبائها، فرأى أجمل أهل دهرها وأكملهم حُسنا وملاحة.
وكانت عقيلة قومها، وسيدة نسائها فوقع في نفسه منها شيء، فجعل لا يدري كيف يرسل إليها يُخبرها عما في نفسه، فجلس بفناء الخباء وهي على مسمعٍ منه فجعل ينشد ويقول:
يا أخت خير البدو والحضارة
كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حُرة معطارة
إياكِ أعني واسمعي يا جارة
فسمعت قوله وعرفت أنه يعنيها بقوله.
فقالت: ما هذا بقول ذي عق أريب، ولا رأي مُصيب، ولا أنف نجيب.. فقالت له: أقم ما أقمت مكرماً ثم ارتحل متى شئت.. ويُقال إنها أجابته نظما:
إني أقول يا فتى فزارة
لا أبتغي الزوج ولا الدعارة
ولا فراق أهل هذي الجارة
فارحل إلى أهلك باستخارة
لأن الأصول المتبعة أن يأتي إلى صاحب البيت ويخطبها منه، ولا يطلب الفتاة مباشرة.
وكأنها استحيت من تسرعها إلى تهمته، فارتحل فأتى النعمان فحياه وأكرمه، ثم رجع ونزل على حارثة بن لام أخي الفتاة..
فبينما هو مقيم عندهم تطلعت إليه نفسها وكان جميلاً، فأرسلت إليه جاريتها لتخبره أنها رضيت به فليتقدم لخطبتها، وتزوجها، ورجع بها إلى قومه، والحكاية موجودة في كتاب الأمثال للميداني والمثل كما أشرتُ: إياك أعني فاسمعي يا جارة.
٭٭٭
ومثل آخر ورد في هذا البيت
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة من تنادي
ويلي ذلك:
ولو نارا نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
قائل هذين البيتين هو عمرو بن معد يكرب ومنسوبا إلى عبدالرحمن بن الحكم، وروي لدريد بن الصمة.
٭٭٭
وللمتنبي أبيات كثيرة جرت مجرى الأمثال البليغة مثال ذلك:
بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا
وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى
والبيت مطلع قصيدة قالها حينما ذهب إلى ابن العميد وزير ركن الدولة، بعد خروجه من الكوفة، وكان ابن العميد في ذلك الوقت في (أرجَّان).
وقال الخطيب التبريزي في شرحه لديوان المتنبي: ان المتنبي لما قصد ومدح كافورا، نظم قصيدته الرائية في مدح جعفر بن الفرات وزير كافور (بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا).
وجعل في احدى قوافيه (جعفرا):
قال فيها: صُغتُ السوار لأي كف بشرت
يا بن الفرات وأي عبد كبرا
فلما لم يرضه صرفها عنه ولم ينشده، فلما توجه إلى (أرجان) وكان بها ابن العميد وزير ركن الدولة، حول القصيدة إليه وحذف منها (جعفرا) وجعل عبارة ابن العميد بدلا من ابن الفرات وقال بعد ذلك:
كم غر صبرك وابتسامك صاحبا
لما رأى ما في الحشا ما لا يُرى
أمر الفؤاد لسانه وجنونه
فكتمته وكفى بجسمك مخبرا

عبدالله خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
954.9929
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top