مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

فيض المشاعر

القبيلة والفرعيات

مبارك صنيدح
2012/01/04   12:15 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

أصبح نواب القبائل رقماً صعباً في المعادلة السياسية


انصهرت القبيلة في بوتقة المجتمع المدني ودولة المؤسسات وكانت داعمة للنظام في احلك الظروف خصوصاً في الثلاثينيات.. وكانت عصا النظام في وجه الخصوم وتدثرت من خلالها بعباءة (الفداوية) ردحاً من الزمن وكان بعض ممثليها في مجلس الأمة موسوماً على جباههم غرة (حكومي)... لكن القبيلة تشهد اليوم حملة ضروساً تستهدف وطنيتها لم تشهدها من قبل ولعل السبب الرئيسي لهذه الحملة الشرسة هو تحولها من معسكر الفداوية الى معسكر المعارضة وحمل لوائها بعد ان تخلت عنها معارضة الداخل واصبحت تتقن فن القفز في السيرك الحكومي بعد ترويضها على مر السنين واستفاقت من غفوتها أخيراً بعد الإيداعات المليونية.
والقبيلة كانت حاضرة وفاعلة في صناعة المشهد السياسي الأخير وإسدال الستارة على فصله الأخير باستقالة الحكومة وحل مجلس الأمة عبر نوابها وشبابها خصوصا قبيلة (حمران النواظر) التي تعرضت للنقد والتشهير والتحريض على أنهم ضد النظام وجاءتها السهام من كل حدب وصوب وبقيت شامخة وصامدة تقف خلف نوابها ورموزها ضد الزمرة الفاسدة والاعلام الفاسد الذي استهدفها بالخصوص.
والقبيلة تجري انتخاباتها الفرعية ملء السمع والبصر غير معنية بحكم المحكمة الدستورية ولقد فشلت الحكومة من التصدي لها ولقد جربت استخدام القوة ومداهمة المنازل ويجرجرون كل عام الى النيابة العامة من عام 99 وجميع الاحكام التي صدرت كانت بالبراءة ولكنهم مستمرون بما يرونه انه حق لهم في تنظيم مخرجاتهم التي تمثلهم ومع ذلك لايلتزمون بدعم بعض مخرجاتهم عندما يعتقدون انها لاتمثلهم وأنهم صنيعة حكومية بثوب قبلي ولقد شطبت من قاموسها شعار انصر أخاك قبيضاً كان او مرتشياً.
لقد اصبح نواب القبائل رقماً صعباً في المعادلة السياسية ودوراً بارزاً في التصدي لمحاولات التعدي على المال العام والعجز الحكومي المتواصل في النهضة التنموية وسداً منيعاً للذود عن حقوق المواطنين والدفاع عن مكتسباتهم وحرياتهم وكراماتهم.
المجتمع المدني بنسيجه الاجتماعي حضري وبدوي وسني وشيعي الولاء فيه للشرعية الدستورية والوطن وليس للعائلة او القبيلة او الطائفة يجمعهم العلم الوطني وكلٌ له مساجده وحسينياته وعاداته واعرافه تحت مظلة وطن تختلط فيه الدماء للدفاع عنه وبيت (القرين) خير شاهد.. ولذلك كل من يراهن على اندثار اسم ورسم القبيلة في المجتمع المدني واهم وأضغاث أحلام.. فالقبيلة على الفطرة الاسلامية وتستمد موروثها من تاريخ حافل بالعادات والاعراف والتقاليد التي تحض على مكارم الاخلاق تتوارثها الأجيال وتفخر بنسبها وشرفها وتعض عليه بالنواجذ.. وكل محاولات نزع (الشماغ الأحمر) من على رأس القبيلة بحجة مدنية الدولة ستجد امامها جداراً صلباً لبناته معجونة بتراث ينطق بشواهد التاريخ يحكي مآثر القبيلة وبطولاتها ووثقته ابيات الشعراء تتلى اهازيجه في المناسبات والافراح ولن تطمس المدنية عشق البدوي لفيافي الدْهنا والصمان وبيت الشعر الاسود وشبة الضو مع طلوع الفجر والقهوة المهيّلة.
والفرعيات لن تتوقف واحكام البراءة ستتواصل الى ان يتم الانتقال الى مرحلة اشهار الاحزاب السياسية حيث يجتمع البدوي والحضري والشيعي في حزب سياسي يؤمنون ببرامجه واهدافه.

مبارك صنيدح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3328.0071
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top