مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وسلامتكم

الذكريات

بدر عبدالله المديرس
2023/08/25   04:42 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



يمر كل إنسان في حياته بذكريات يحتفظ بعضاً منها في نفسه لأنها ذكريات لا تهُم الآخرين لذلك لا داعي لذكرها وذكريات طبيعية وعادية يتذكرها الإنسان وهي تجول في خاطره ولا يُمكن نسيانها ويُمكن توثيقها في كتاب.
في جلسة مع الأصدقاء أخذ كل منهم يتحدث عن ذكريات في حياته والتي مرت عليه وأنا ملتزم الصمت أستمع فقط ليقول لي الأصدقاء أحنا قلنا ما عندنا من ذكريات وأنت أكيد عندك ذكريات قول لنا عنها ويصروا على أن اضمنها أحد المقالات التي أكتبها وتنُشر "بالوطن الإلكتروني" لألبي طلبهم في كتابتها مع أن هناك ذكريات تتطلب الوقت الكافي لإصدارها في كتاب.
أذكر هنا ثلاث من الذكريات عن عملي في جامعة الكويت ومن ماضي الكويت الجميل الذي عشت سنوات من العمر ببراءة الطفولة التي يونسها وتُسليه أي شيء وعن ما حدث لي في أحدى السفرات في الخارج.
ذكرى العمل في جامعة الكويت:
كانت جامعة الكويت في بداية انشائها تُشكل لجنة يقوم أعضاءها بالسفر إلى بعض الدول التي تربطها علاقات بالتواصل معها في الأمور الأكاديمية مثل تصحيح أوراق أمتحانات الليسانس والبكالوريوس وكنت من أعضاء اللجنة للسفر إلى لبنان وإلى الجامعة الأمريكية في بيروت لأقابل أساتذة أكاديميين أقدم لهم أوراق الأمتحانات لتصحيحها ثم أعود في اليوم الثاني مصطحباً معي أوراق الأمتحانات بعد تصحيحها والمشمعة بالشمع الأحمر.
وبما أن في ذلك الوقت كان مطار لبنان مغلق أمام الطائرات بسبب الحرب الأهلية الدائرة في لبنان فما كان مني الا السفر بالخطوط الجوية الكويتية إلى دمشق لأجد بإستقبالي في المطار بعد التنسيق طبعاً مع وزارة الخارجية الكويتية صديق يعمل بالسفارة الكويتية في دمشق ليصطحبني بسيارته الدبلوماسية وعلم الكويت يُرفرف على السيارة إلى الحدود الفاصلة بين دمشق ولبنان بما يسمى "بالمصنع" لأجد في إستقبالي السيارة الدبلوماسية الكويتية مع سائقها لسفارة الكويت في لبنان لأستقلها للذهاب مباشرةً إلى الجامعة الأمريكية قبل ذهابي إلى الفندق الذي أقيم فيه ليلة واحدة فقط لأسلم أوراق الأمتحانات إلى الأساتذة الأكاديميين في الجامعة الأمريكية بعد التنسيق طبعاً والاتصالات بين جامعة الكويت والجامعة الأمريكية في بيروت.
وفي اليوم الثاني ذهبت إلى الجامعة الأمريكية من الفندق المُقيم فيه بالسيارة الدبلوماسية الكويتية التي تنتظرني لإيصالي إلى الجامعة الأمريكية لأستلام أوراق الأمتحانات بعد التصحيح والمُغلفة بالشمع الأحمر لتأخذني السيارة الدبلوماسية الكويتية إلى "المصنع" للذهاب إلى دمشق لأجد بإستقبالي الصديق ليصطحبني بالسيارة الدبلوماسية الكويتية إلى مطار دمشق رأساً لأسافر إلى الكويت خلال يومين لأذهب من مطار الكويت إلى جامعة الكويت في الخالدية لأسلم أوراق الأمتحانات للجنة التي كانت تنتظرني لتقوم بأعلان نتيجة الأمتحانات بعد استلام أوراق الأمتحانات المصحوبة من أعضاء اللجنة الذين وصلوا من البلدان التي ذهبوا إليها لتصحيح أوراق الأمتحانات في الجامعات في تلك البلدان ليسلموا أوراق الأمتحانات بعد تصحيحها إلى اللجنة المختصة المسئولة عن أعتماد وإعلان نتائج الأمتحانات للخريجين من جامعة الكويت من حاملي شهادات الليسانس والبكالوريوس.
من ذكريات ماضي الكويت الجميل:
ومن ذكريات ماضي الكويت الجميل أيام الطفولة البريئة كنُت في شهر رمضان المبارك وقبل الإفطار أجلس بجانب بيتنا في حي القبلة على الأرض لأبيع "الزلابية" وهي من الحلويات المعروفة التي لا تزال تبُاع عند محلات الحلويات وأهل الحي يمرون أمامي يسلمون ولا يسغربون من بيعي "للزلابية".
وقبل آذان المغرب اتسلى بأكل بعض القطع من "الزلابية" لأنني طبعاً لسُت صائم لأن العمر في ذلك الوقت الصغار لا يصومون.
وهكذا طوال شهر رمضان المُبارك ذكرى جميلة الله يرحم زماننا الجميل.
من ذكرى السفر إلى الخارج:
ومن ذكرياتي في أحد سفراتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية كُنت مُسافر من ولاية إلى ولاية في داخل أمريكا وكنت جالس في مقعدي بالصف الأمامي بالطائرة أمام دخول وخروج ركاب الطائرة وكنت أقرأ في كتاب كعادتي في السفر ولا أنام بالطائرة وإنما أسلي نفسي بالقراءة لتأتي المضيفة بالطائرة لتسجل طلبات أكل المسافرين وتطلب مني نوعية الأكل فقلت لها "هامبورجر مستوي" لأواصل القراءة والنافذة التي بجانب مقعدي مغلقة والركاب يدخلون إلى الطائرة.
وقبل إقلاع الطائرة رأيت المسافرين يمرون أمامي مسرعين بدون حمل أي حقائب يدويه ويتزاحمون للنزول من الطائرة وأنا جالس في مقعدي لم أسمع مضيفات الطائرة يطلبون من الركاب الإسراع في مغادرة الطائرة لأن هناك حريق يشتعل في مؤخرة الطائرة وهي على الأرضي قبل الإقلاع لأجد نفسي وحيداً في الطائرة لتسرع المضيفات بالطلب مني الإسراع بالنزول من الطائرة على سلم الطوارئ لأنه لم يبقى في الطائرة احداً الاّ أنا وحدى وعلي أن أترك حقيبة اليد على المقعد وأنزل من سلم الطوارئ ونهضت بسرعة من المقعد وأن أشم رائحة الدخان في داخل الطائرة من الحريق حاملاً ببرود حقيقة اليد مع تحذير وصراخ المضيفات بأن أترك حقيقة اليد وأسرع بالنزول من الطائرة ولكنني لم اطاوعهم لأن فيها جواز السفر والأوراق الخاصة بي وبعض العملات الورقية.
وكنت آخر راكب نزل من الطائرة لأفتح حقيقة اليد لأخرج الكاميرا المصاحبة معي دائماً مع الكتاب الذي أقرأ فيه لأصور الحريق وهو يشتعل في مؤخرة الطائرة وسيارات الإطفاء تطفئ الحريق بين صراخ رجال المطافئ والطوارئ والمضيفات يطلبون منى بالأبتعاد عن الطائرة والدخول إلى قاعة الإنتظار مع باقي ركاب الطائرة لأسافر بعد ست ساعات في طائرة أخرى إلى الولاية المُسافر إليها في داخل أمريكا.
ولاتزال الصور أحتفظ بها للطائرة المشتعلة فيها النيران.
هذه بعض الذكريات أتذكرها وأما ذاكرة الأيام في مسيرة حياة كل إنسان هي الأطول أحاول إذا سمحت لي الظروف والوقت أن أدونها في كتاب.

بدر عبدالله المديرس
Al-modaires@hotmail.com
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
278.0127
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top