مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وسلامتكم

قراءة في استجوابات أعضاء مجلس الأمة

بدر عبدالله المديرس
2021/05/06   03:52 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



لا أحد يختلف على الاستجوابات المقدمة من أعضاء مجلس الأمة الموقرين لأنه حق دستوري مستحق لأي عضو من أعضاء المجلس.
وذلك حسب ما جاء في المادة 100 من الدستور التي تنص على مايلي:
(لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة أن يوجه إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى الوزراء استجوابات عن الأمور الداخلية باختصاصاتهم إلى آخر ماجاء في المادة 100).
ومن متابعتي وقراءتي لإحصائيات الاستجوابات التي قدمت من أعضاء مجلس الأمة منذ بدء الحياة البرلمانية بلغت 122 استجوابا لرؤساء مجالس الحكومة المتعاقبين على رئاسة مجلس الوزراء والوزراء الذين كانو أعضاء في مجلس الوزراء.
ولن نتحدث عن الاستجوابات التي بلغ عددها 122 استجوابا ونتائجها ولكننا سنركز بحديثنا عن استجواب وزير الصحة الحالي الدكتور الشيخ باسل الصباح وذلك بالتعايش مع وباء فايروس الكورونا والذي تم تأجيله إلى ما بعد العيد لسبب لا توجد جلسات لمجلس الأمة قبل العيد.
وعن إحصائيات لعدد الاستجوابات التي كانت مقدمة لوزراء الصحة السابقين المستهدفين بالاستجواب ونتائج الاستجواب فقد كان عدد استجوابات وزراء الصحة المتعاقبين على تقلد منصب وزراء الصحة ثمانية استجوابات لعدد ثمانية وزراء وكانت نتائج الاستجوابات التي نوقشت في جو ديمقراطي في داخل مجلس الأمة تراوحت بين حفظ التقرير من اللجنة التشريعية بالمجلس واعتبار الاستجواب منتهيا وبين تجديد الثقة بالوزير وبين استقالة الوزير وبين استقالة الحكومة وبين استقالة الوزير بنفس يوم تقديم الاستجواب إلى آخر الاستجوابات وآخرها حاليا لوزير الصحة الدكتور الشيخ باسل الصباح.
وأنا هنا لن أعطي أهمية لمناقشة محاور استجواب وزير الصحة وقد يكون للنواب المستجوبين وجهات نظر وآراء حول محاور الاستجواب وهذا من حقهم دستوريا ولا أحد يعترض عليهم إذا كان الاستجواب في صلب محاور الاستجواب.
ولكن الذي يهمني وأعتقد يهم الكثيرين الذين يتابعون الاستجوابات ماذا جنى المستجوبون من النواب الذين قدموا استجواباتهم من خلال 122 استجواب بما فيهم استجوابات وزراء الصح ة موضوع حديثنا إلا الاحتفاظ بالاستجوابات واستقالات من الحكومة والوزراء بالإضافة إلى تجديد الثقة برؤساء الحكومة والوزراء.
فهل هذه النتيجة المطلوبة من أي استجواب ؟ وما الهدف الذي تحقق من هذه الاستجوابات بما في ذلك استجواب وزير الصحة الدكتور الشيخ باسل الصباح والذي في رأينا بلاشك لن يتحقق أي شيء مثلما لم تتحقق في جميع الاستجوابات السابقة خاصة أن وزير الصحة والعاملين معه بالوزارة من الأطباء المختصين في مختلف الأمراض بما فيها وباء فايروس الكورونا يواصلون الليل بالنهار للتخفيف من الإصابات بهذا الوباء.
وهنا نقول هل جزاء الإحسان إلا الإحسان من ناكري الجميل للعمل الإنساني الصحي الذي يقوم به وزير الصحة حاليا بما في ذلك استقدام اللقاحات من الشركات والمصانع العالمية للقاحات المضادة لوباء فايروس الكورونا والذي استفاد منه بلا شك المستجوبون لوزير الصحة وقاموا بالتلقيح ليأتوا الآن لينتقدوا وزير الصحة باستجواباتهم والله يهديهم ولانقول غير ذلك.
ونضيف هل المطلوب من الاستجواب استقالة الحكومة لتأتي حكومة بدلا منها ؟
وهل المطلوب من الاستجواب إبعاد سمو رئيس مجلس الوزراء القائم بعمله خير قيام مع وزرائه ؟
وهل المطلوب من الاستجواب تبديل الوزراء بالاستقالات ليأتي وزراء بدلهم ؟
وفي هذه الحاله لا طبنا ولا غدا الشر ولم نحقق أي نتيجة من محاور الاستجواب.
مع أن الجميع من رئيس الحكومة والوزراء من رحم هذا الوطن ومن أبنائة المخلصين ومن الكفاءات المشهود لهم بممارسة أعمالهم الوزارية وجميعهم أقسموا عند تعيينهم بمناصبهم الوزارية قبل مزاولة العمل الوزاري أمام أمير البلاد حفظه الله ورعاه وأمام مجلس الأمة مع القسم الذي أقسمه نواب مجلس الأمة بمن فيهم النواب المستجوبين لوزير الصحة ولسمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء والذي ينص على مايلي:
(أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق).
لذلك نقول هل الحكومة لم توفي بقسمها والنواب المستجوبون هم فقط الذين أوفوا بقسمهم لتأتي الاستجوابات بتصنيف أعضاء مجلس الأمة بأنهم هم الوحيدون الذي أوفوا بقسمهم وأن الحكومة لم توفي بقسمها؟ مجرد سؤال.
ولذلك نتمنى ويتمنى غيرنا بلاشك أن نبتعد عن المهم ولو أنه حق دستوري بالاستجواب بما جاء في المادة 100 في الدستور وأن نركز على الأهم لصالح هذا الوطن والمواطنين بعيدا عن تضييع الوقت بالاستجوابات إذا كان الهدف من الاستجواب بمحاوره ليس لمصلحة الوطن والمواطنين إلا لأمور شخصية بحتة لتجنب عدم استخدامها ليظل الوطن هادئا ونشير هنا من الأهم من الاستجوابات بما جاء في المادة 99 (لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة أن يوجه إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى الوزراء أسئلة لاستيضاح الأمور الداخلة في اختصاصاتهم وللسائل وحده حق التعقيب مرة واحدة على الإجابة) بدلا من الاستجوابات التي لانتيجه لها مع إعطاء الفرصة للوزراء للإجابة على الأسئلة المقدمة لهم بوقت كاف وهذا هو المطلوب ليتم التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ويبقى قائما ومستمرا ولتبقى العلاقة طيبة بين السلطتين بأن الجميع يسعى للتهدئة بالعمل الجاد لهذا الوطن ولتتصافى النفوس وتتلاقى القلوب بالمحبة والإخاء من أجل هذا الوطن والمواطنين الذين ينتظرون الكثير من الأعضاء الذين انتخبوهم بإصدار القوانين المفيدة وليس في تضييع الوقت بأمور شخصية لايجب أن تطرح في قاعة عبدالله السالم بعيدا عن تطبيق مواد الدستور.

قبل الختام

هذه قراءة مواطن محب لوطنه ومواطنيه مثلكم جميعا في طرحه لاستجوابات أعضاء مجلس الأمة المحترمين تحدثت عنها بصدق القول وأمانة الكلمة بمناسبة استجواب وزير الصحة الدكتور الشيخ باسل الصباح لأن تطبيق المادة 99 من الدستور في هذا الوقت والكويت تعيش مع أزمة الكورونا هو المطلوب في الاستفسارات والاستيضاحات عن وباء الكورونا من أعضاء مجلس الأمة لا غير ذلك من الأمور وأي أسئلة أخرى في حدود حرية الرأي والتعبير وبالديمقراطية التي تفخر الكويت بها بعيدا عن الأمور الشخصية والمناوشات والمنازعات والسب والشتم فهذا ليس عمل ديمقراطي وبعيدًا عن أخلاق مجتمعنا الطيب المتسامح وإنما إساءة للديمقراطية التي جاءت في دستور الكويت ويجب احترامها.
وأما إذا كان نتيجة الاستجواب وإن شاء الله ما يحصل ذلك طرح الثقة بوزير الصحة واستقالة الوزير فإننا في هذه الحالة لارحنا ولا جينا لأنه سيعين وزير آخر لوزارة الصحة بما تبقى من الأزمة الصحية لوباء الكورونا ولن يكون في يد الوزير الجديد العصى السحرية للقضاء على وباء الكورونا لأن الوزير الحالي لم يقم بواجبه بنظر النواب المستجوبين حول وباء الكورونا.
يبقى القول إذا كان القصد من الاستجواب النواطير مع حفظ الألقاب وليس جني العنب لاستثماره بالرمز له بإصدار القوانين التي تهم الوطن والمواطن.
وسلامتكم

بدر عبدالله المديرس
Al-modaires@hotmail.com
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1536.0117
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top