|
|
|
|
|
|
حديث الساعة
|
|
رؤية خادم الحرمين أساس الاتحاد المتين !!
|
|
|
|
|
|
|
قال الشاعر معروف الرصافي :
خاب قوم أتوا وغى العيش عزلا من سلاحي تعاون واتحاد
هناك عبارة للمفكر سعدي الشيرازي تقول (النمل إذا اجتمع انتصر على السبع) وهو ماينبغي على دول مجلس التعاون أن تعيه جيدا فليس لها خيار آخر غير الاتحاد وهو ما أكد عليه البيان الختامي للقمة الخليجية الـ 37 من تبني رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان التي طرحها في القمة الخليجية الـ 36 التي عقدت في الرياض سنة 2015 التي تنص على قيام الاتحاد الخليجي في أقرب وقت والتحول من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد وقد كان متوقعا إعلان الاتحاد في القمة الخليجية ولكن يبدو أن هناك لمسات نهائية لم تستكمل بعد ولهذا تم تأجيل الإعلان.
نعتقد أن إعلان الاتحاد الخليجي هو خيار استراتيجي لا مناص عنه ولا مفر منه ولكن المسألة تكمن في التوقيت المناسب الذي بات قاب قوسين أو أدنى وقد عبر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله في كلمته في القمة عن الحاجة للتشاور المستمر بين دول مجلس التعاون نظرا للمتغيرات والظروف الدولية المتسارعة حتى يمكن تجنب تبعاتها وتحصين دول الخليج منها .
كلمة خادم الحرمين الملك سلمان في القمة الخليجية وضعت النقاط على الحروف وشخصت الداء ووصفت له الدواء فقد ذكر أن الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض بلداننا العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك دماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة لدول داعمة للإرهاب وهي معروفة مما أدى لزعزعة أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة ولا بد من مواجهة هذه الظروف الإقليمية البالغة الأهمية بروح المسؤولية والعزم وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا والازدهار لدولنا وشعوبنا.
لاشك أن حضور رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي القمة الخليجية الـ 37 أكد على متانة العلاقات الخليجية البريطانية حيث أعربت رئيسة وزراء بريطانيا عن وقوف بلادها داعمة لدول الخليج وتسخير إمكانياتها للحفاظ على أمن منطقة الخليج واستقرارها معتبرة أن أمن الخليج هو جزء من أمن بريطانيا ولا شك أن هذا الموقف البريطاني الصلب الغير مستغرب نظرا للعلاقات التاريخية التي تربط بريطانيا بدول الخليج يعطي دفعة قوية لهذه العلاقات التي سوف يكون لها أعمق الأثر في كبح جماح المغامرات العسكرية الإيرانية والحد من خطورتها لاسيما أن بريطانيا لازالت قوة عظمى وترتبط بمصالح وعلاقات تجارية ضخمة مع دول الخليج .
رئيسة الوزراء تيريزا ماي قالت في كلمتها أن منطقة الشرق الأوسط تحتوي على ثلث النفط في العالم وأيضا 15% من صادرات الغاز لذلك فإن حماية التدفق التجاري الذي تحظى به المنطقة عبر البحر أمر في غاية الأهمية لضمان استقرار سوق الطاقة واستمرار الإمدادات النفطية. إن الاختبار الحقيقي لصلابة ومتانة المنظومة الخليجية ومدى قوة العلاقات التي تربطها بالقوى الكبرى الحليفة والصديقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا سوف يبرز ويتضح في مواجهة محور الشر وماتقوم به روسيا وحليفتها إيران ونظام الجزار بشار من حرب إبادة ضد الشعب السوري وخاصة في حلب التي تشهد حرب شرسة وطاحنة تحرق الأخضر واليابس وضحاياها من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء وإصرار قوى الاحتلال الروسي الإيراني على حسم المعركة والسيطرة على حلب قبل تولي الرئيس الأمريكي منصب الرئاسة في البيت الأبيض في 20 يناير 2017 ولذلك هي في سباق مع الزمن لخلق واقع جديد على الأرض.
تستقبل دولة الكويت يوم الخميس الموافق 8 ديسمبر الضيف الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي قال عنه نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الملك سلمان خير قائد للمنطقة بحكمته وعزمه وهو بلا شك صمام أمان لدول الخليج والمنطقة وقد تجلى ذلك في قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية مثل قرار عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن الذي أنقذ اليمن وكذلك دول الخليج من الخطر الإيراني التي يقف لها الملك سلمان بالمرصاد كالطود الأشم ولا شك أن زيارة الملك سلمان للكويت هي زيارة تاريخية بكل المقاييس فالكويت تستذكر بالعرفان والامتنان الموقف التاريخي الصلب للمملكة العربية السعودية من الغزو العراقي الغاشم ولعل كلمة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز لا زالت تدوي في أذهان الشعب الكويتي عندما قال (إما أن تعود وتتحرر الكويت أو تلحقها المملكة) دلالة على المصير المشترك الذي يربط البلدين فأهلا وسهلا بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز في بلده الثاني الكويت جعله الله ذخرا وسندا للأمة العربية والإسلامية وتمنياتنا له بموفور الصحة والعافية والعمر المديد.
أحمد بودستور
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|