|
|

|
حديث الساعة
|
من يحاسب من في مجلس الأمن ؟!
|
|
|
|
قال الشاعر معروف الرصافي :
إذا تساهل شعب مشى إليه الشتات للناس في العفو موت وفي القصاص حياة المثل يقول (ما ضاع حق وراءه مطالب) ومايحدث اليوم في مجلس الأمن هو مسرحية مكشوفة يتبادل فيها الكبار الأدوار فنجد أن روسيا تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بشرط مغادرة مقاتلو جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) مدينة حلب وفي المقابل تقدمت فرنسا بمشروع آخر إلى مجلس الأمن وينص على وقف إطلاق النار ووقف التحليق الجوي فوق حلب وكلا المشروعين من المفترض أن يصوت عليهما مجلس الأمن مساء السبت الموافق 8 أكتوبر الجاري وطبعا هناك غياب كامل للدول العربية والإسلامية وحتى الوﻻيات المتحدة اكتفت بالتنديد والتلويح بفرض عقوبات واعتبار ماتقوم به روسيا في حلب جرائم حرب . نعتقد أن كلا المشروعين لن يكتب لهما النجاح وسوف يفشلان لأن روسيا سوف تستخدم حق الفيتو ضد المشروع الفرنسي وسوف تستخدم فرنسا حق الفيتو ضد المشروع الروسي وتستمر المجازر في حلب تحت سمع وبصر المجتمع الدولي وﻻعزاء للشعب السوري. الطريف هو تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايروليت في واشنطن بالأمس أن تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار الفرنسي سيشكل (لحظة الحقيقة) بالنسبة إلى روسيا وهو هنا يشير إلى احتمال استخدام روسيا لحق الفيتو لإفشال المشروع الفرنسي وﻻ ندري عن أي حقيقة يتكلم وزير الخارجية الفرنسي فهناك حقيقة واحدة وهي أن النظام الروسي وحليفه النظام الإيراني يخوضان حرب إبادة ضد الشعب السوري من أجل السيطرة التامة على سوريا واحتلالها ويكون الجزار بشار مجرد دمية بيدهم ينفذ أوامرهم وطلباتهم في سوريا . هناك وثيقة تسربت عن اتفاق سري تم بين نظام الولي الفقيه والنظام الروسي بعد زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى روسيا ينص على احتلال النظام الروسي لسوريا لمدة نصف قرن وتكون مجرد قاعدة للجيش الروسي مقابل بقاء الجزار بشار في الحكم وحماية النظام السوري من اﻻنهيار بعد أن فشل النظام الإيراني في ذلك وكان على وشك اﻻنسحاب من سوريا وهناك بنود سرية لتقاسم ثروات سوريا بين الدول المحتلة لسوريا وهما روسيا وإيران . الحكومة السورية المؤقتة التي تمثل المعارضة السورية طالبت بإقالة المبعوث الأممي دي مستورا قبل التصويت على المشروعين الروسي والفرنسي في مجلس الأمن بسبب فشله وتحيزه الواضح للنظام الروسي ونقول إن المبعوث الأممي ماهو إﻻ مراسل دولي يوصل الرسائل للدول الكبرى وهي التي تقرر ولهذا سواء تمت إقالة دي مستورا أو استمر في منصبه لن يغير من المشهد السوري شيئا لأن الدول المحتلة لروسيا ﻻتفهم إﻻ لغة القوة . الطريف أيضا هو تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسي أن الوﻻيات المتحدة الأمريكية سوف تطالب بتحقيق دولي حول (جرائم حرب) يستهدف النظام السوري وحليفته روسيا بعد ضربة جديدة على مستشفى في مدينة حلب والوزير الأمريكي بعد خراب البصرة بتحقيق دولي ونسي أن الحرب السورية دخلت عامها السادس وهناك نصف مليون شهيد سوري وأيضا 12 مليون ﻻجئ ونازح سوري ودمار شامل في كل المدن السورية وكل ذلك بسبب تخاذل الإدارة الأمريكية وتردد الرئيس الأمريكي أوباما الذي سلم سوريا للنظام الروسي كما سلم من قبله الرئيس السابق جورج بوش اﻻبن العراق للنظام الإيراني فهناك تواطأ أمريكي مكشوف مع النظام الروسي والإيراني للسيطرة على المنطقة حتى الكيان الصهيوني المسخ مشارك في هذه اللعبة القذرة إن لم يكن هو مهندسها. يقول المثل (ما حك ظهرك غير ظفرك) ومقاومة المحتلين هي الوصفة السحرية للانتصار مهما بلغت التضحيات وليس انتظار قرار من مجلس الأمن وهناك أمثلة من التاريخ الحديث فقد هزم الشعب الفيتنامي الجيش الأمريكي وطرده من فيتنام شر طرده يجر ذيول الهزيمة والخزي وكذلك فعل الشعب الأفغاني في جيش اﻻتحاد السوفيتي بعد احتلال دام عشر سنوات وصحيح هناك مساعدات ودعم خارجي ولكن اﻻعتماد يكون على المقاومة وصمود الشعب وﻻشك أن هناك أصدقاء بل حلفاء للمعارضة السورية مثل تركيا والمملكه العربية السعودية ودول مجلس التعاون لن يتركوا الشعب السوري لقمة سائغة لروسيا وإيران لأن ضياع سوريا هو تهديد لأمن تركيا وكذلك تهديد للأمن العربي ولذلك الحرب في سوريا وأيضا اليمن هما حرب وجود والمستهدف فيهم ليس فقط سوريا واليمن ولكن المستهدف العالم العربي برمته من المحيط إلى الخليج. إن روسيا وإيران في سباق مع الزمن فهما يريدان اﻻنتصار في حلب وطرد المقاومة وأيضا السكان المدنيين منها قبل اﻻنتخابات الأمريكية التي ستجري في 8 نوفمبر القادم لأن السياسة الخارجية الأمريكية سوف تأخذ منحى آخر سواء فاز المرشح الجمهوري ترامب أو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فكلاهما ضد الغطرسة الروسية والإيرانية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ككل ولكل حادث حديث ولكن القرار النهائي في سوريا ليس لأمريكا أو روسيا ومن لف لفهما من النظام الإيراني والكيان الصهيوني ولكن سوف يكون للشعب السوري كما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
أحمد بودستور
|
|
|
|
|
|
|
|