ليست الشكاوى المتكررة من تجاوزات رجال الشرطة، صدقاً وادعاءً، هي السبب المباشر الذي دعا قيادات أزهرية لإطلاق مبادرة اختاروا لها عنوان "القيم الأخلاقية الكريمة لرجل الشرطة"، تتضمن العديد من المحاضرات وورش العمل، واللقاءات المفتوحة.
وقال صاحب المبادرة وكيل شيخ الأزهر الشيخ، الدكتور عباس شومان، إن الشكوى المزمنة من ظاهرة ما لا تحل الأمور، والتغيير ممكن إذا صدقت النوايا.
وأضاف "المبادرة تستمر شهراً كاملاً بغرض توعية وتثقيف أبنائنا واشقائنا في جهاز الشرطة من أفراد وأمناء ومدنيين".
واستطرد الدكتور شومان "الأزهر هو مدرسة الوسطية في الدين والتعامل، ونحن جاهزون للتعاون مع أية هيئة أو جهة أو وزارة بما يحقق المقاصد الشرعية، والمصلحة الوطنية لأبناء مصر لا نفرق بين أحد منهم، ولا نبادر باتهام أحدهم في دينه وخلقه، بل نسعى للتأهيل، وبالتالي التغيير المنشود، بدلاً من الاحتراب، وتبادل الاتهامات".
وأضاف "مع انطلاق أعمال المبادرة، رشحنا مجموعة من شباب الأزهر وعلمائه، سيتنقلون ما بين معهد التدريب التابع لوزارة الداخلية وقاعة الاجتماعات الكبرى بمستشفي الشرطة، يلتقون بأكبر عدد من أبنائنا وأشقائنا أفراداً وجنوداً وموظفي هيئة الشرطة، لنطرح معهم القيم الإسلامية المفتقدة، والتي نسعي لإحيائها".
وكشف شومان عن استمرار الدورات التأهيلية والسلوكية، لفترة طويلة قادمة بحيث يستفيد منها أفراد وضباط صف وجنود وعاملين بمختلف الإدارات الشرطية، مشيراً لانضمام إدارات الحماية المدنية والخدمات الطبية، وشرطة المسطحات المائية فضلاً عن إدارة مكافحة المخدرات وإدارة التصاريح والوثائق، ويستفيد منها كل من يلزمه عمله بالاحتكاك مع المواطنين، بحيث يصبح مؤهلاً لتأدية عمله تحت ضغوط الوقت والازدحام، مسيطراً على مشاعره دونما ضرر أو ضرار".
من جهته، قال مساعد وزير الداخلية منسق البرنامج اللواء أحمد الخولي، إن الوزارة نسقت مع مؤسسة الأزهر التي يتمتع علماؤها بالسماحة والوسطية، من أجل تأهيل أفراد الشرطة والعاملين المدنيين وتنمية مهاراتهم في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية والسلوكية".
واعتبر الخولي أن البرنامج جزء من استراتيجية الوزارة الهادفة إلى إعادة رسم صورتها الذهنية لدى المواطنين ومحو آثار بعض التجاوزات الفردية التي قام بها ضباط أو أفراد وحاول البعض استغلالها لزرع الفتنة والضغينة بين أبناء المجتمع.
وأضاف أن البرنامج الذي سيستمر حتى أول رمضان القادم سيستفيد منه الآلاف من أبناء الشرطة من مختلف القطاعات.