|
|

|
|
نيويورك تايمز: تداعي الديمقراطية في تركيا
|
|
|
مانشيت الطبعة الأخيرة زمان قبل سيطرة الحكومة عليها يقول "تعليق الدستور"
|
|
|
|
|
نددت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بمصادرة حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لصحيفة "زمان" الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن سبب ذلك يرجع لرغبة السلطات في تحويلها إلى بوق للحكومة، إذ بدأت الصحيفة نشر الدعاية المؤيدة لأردوغان بعد 48 ساعة من مصادرتها.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن صحيفة زمان اليومية، هي الأوسع انتشاراً في تركيا، وتعد واحدة من وسائل الإعلام المعارضة القليلة في البلاد، قبل أن تستخدم الشرطة خراطيم الغاز والمياه المسيل للدموع يوم الجمعة، لتفريق الحشود التي وقفت أمام مقر الصحيفة هاتفين "لا يمكن إسكات حرية الصحافة"، في الوقت الذي كانت تداهم مكاتبها.
ويأتي تصرف الشرطة بناء على قرار من محكمة إسطنبول، ليضع الصحيفة، دون أي تفسير، تحت إدارة لجنة من الأمناء.
تعليق الدستور وقبل سيطرة الشرطة الكاملة على الصحيفة، أصدر الصحافيون طبعة يوم السبت تحت عنوان "تعليق الدستور في تركيا"، وفي النهاية، تم إقالة رئيس تحرير الصحيفة، وتجري الجهود الآن للتخلص من أرشيف الصحيفة على الإنترنت بأكمله.
وترى "نيويورك تايمز" أن الهجوم على صحيفة زمان ليس بالخطوة المفاجئة، نظراً لارتباط اسمها برجل الدين المسلم فتح الله كولن، الذي يعيش بالمنفى في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والذي كان حليفاً لأردوغان لكنه انفصل عنه قبل نحو عامين، وتحولت الصحيفة من مناصرة الحكومة إلى مناهضتها.
وتؤكد الصحيفة أن هذه الحملة هي الأحدث ضمن سلسلة التحركات الاستبدادية المتزايدة لأردوغان، والتي شملت سجن المنتقدين وتهميش الجيش وإشعال الحرب ضد الانفصاليين الأكراد، ويسيطر أردوغان الآن على معظم وسائل الإعلام ليحول تركيا إلى إحدى الدول الرائدة في سجن الصحافيين.
وجنباً إلى جنب حملته للقضاء على حرية الصحافة، فتحت النيابة العامة التابعة لحكومته ما يقرب من 2000 قضية ضد الأتراك في الأشهر الـ18 الماضية، بتهمة إهانة أردوغان.
وتشير الصحيفة إلى أن تركيا كانت في طريقها لتصبح دولة ديمقراطية إسلامية نموذجية، رغم أن أردوغان لا يبدو الآن مؤمن بالمبادئ الديمقراطية، كما أن دفعه لبلاده بعيداً عن هذا الطريق يثير تساؤلات جادة حول إمكانية استمرار تركيا كعضو موثوق به بحلف شمال الأطلسي "ناتو".
قمع أردوغان لحرية الصحافة وتبدي الصحيفة انزعاجها من تردد الاستجابة الأمريكية والأوروبية تجاه قمع أردوغان لحرية الصحافة، إذ علّقت إدارة أوباما على تحرك السلطات التركية ضد صحيفة زمان قائلة بأنها خطوة "مثيرة للقلق"، في حين صرح الاتحاد الأوروبي أن تركيا "بحاجة إلى احترام وتعزيز معايير وممارسات ديمقراطية راقية، بما في ذلك حرية وسائل الإعلام".
ورجحت الصحيفة أن تكون أمريكا وأوروبا اكتفتا بعدم الإعلان عن انتقاداتهم، على أمل إقناع تركيا بالمساعدة في احتواء أزمة اللاجئين التي تجتاح أوروبا.
وأبدى أردوغان موقفاً أكثر صعوبة، ووضع متطلبات جديدة لتعاونه، بما في ذلك حصوله على مليارات المساعدات وسرعة ضم بلاده للاتحاد الأوروبي.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن "طلبات أردوغان لا تعكس منهجاً لأحد الحلفاء"، مؤكدة أن توجّه أردوغان نحو السلطوية لن يعزز تركيا أو حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي.
|
|
|
|
|
|
|
|