كتب مصطفى الباشا:
دشنت وزارة الصحة ممثله بمكتبها الاعلامي الحملة التوعوية عن (جرثومة المعدة)، تحت رعاية وكيل الوزارة د.خالد السهلاوى.
وعرفت رئيس المكتب الإعلامي بوزارة الصحة د.غالية المطيري خلال المؤتمر الصحفي لتدشين الحملة، (جرثومة المعدة) بأنها نوع من البكتيريا يسمى الملوية البوابية أو "هليكوبكتر بيلورى" و هى السبب الرئيسي في حدوث حوالى 80% من حالات قرح المعدة و 90% من حالات قرح الاثنى عشر، مبينة بأنه تم اكتشاف هذا الميكروب على يد عالمين استراليين عام 1982 و تم منحهما "جائزة نوبل" نتيجة لهذا الاكتشاف.
و بينت د.المطيري بأن احصاءات منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن 50% من سكان العالم مصابون بعدوى "جرثومة المعدة " كما ترتفع نسب الإصابة إلى أكثر من 80% فى بعض البلاد النامية، موضحة بأن الأبحاث فى منطقة الخليج العربى وجدت أن نسب الإصابة تتراوح بين 50% و 80% تبعا للعينات التى شملتها الدراسة.
ونوهت د. المطيرى بأن "جرثومة المعدة" تنتقل عن طريق الطعام و الشراب غير النظيف و الأيدى و الأدوات الملوثة بالبكتيريا، علاوة على أن أغلب حالات العدوى بجرثومة المعدة تمر دون ظهور أعراض إلا أن بعض المصابين يعانون من ألم أو حرقان بالبطن، و غثيان، و انتفاخ، وكثرة التجشؤ، فضلا عن فقدان الشهية، و الوزن بدون سبب ظاهر و قد تصبح هذه الأعراض مزمنة عند بعض الأشخاص.
وعن المضاعفات التى يمكن أن تنتج عن الإصابة بجرثومة المعدة، قالت د.المطيري: "المضاعفات عبارة عن عسر الهضم و التهاب الغشاء المبطن للمعدة و قرح المعدة و الاثنى عشر التى قد تؤدى عند إهمال علاجها إلى حدوث الأنيميا أو ثقب بالمعدة أو ضيق بالجهاز الهضمى يعيق مرور الطعام".
وتابعت: ولقد ربطت بعض الدراسات الحديثة بين الإصابة بجرثومة المعدة و حدوث سرطان المعدة على الرغم من أن هذا الاستنتاج ما زال محل الدراسة.
وأكدت د. المطيرى على أن اهتمام وزارة الصحة باطلاق هذه الحملة جاء بناءاً على المقولة الشهيرة أن " الوقاية خير من العلاج" ، قائله: من السهل اكتشاف الإصابة بجرثومة المعدة عن طريق فحص بسيط للدم أواختبار خاص عن طريق التنفس كما أنه من السهل علاجها بنجاح باستخدام المضادات الحيوية الملائمة قبل مرحلة ظهور القرح و المضاعفات.
وأقترحت د. المطيرى عدة ارشادات صحية للوقاية من العدوى بجرثومة المعدة من أهمها غسل اليدين جيداً بالماء والصابون والتأكد من نظافة المأكل والمشرب و شرب المياه المعبأة فقط عند السفر إلى أماكن تنتشر بها العدوى.
وأوصت د. المطيرى المصابين بقرح الجهاز الهضمى بالحد من تناول الأطعمة الحريفة و المشروبات التى تحتوى على كافيين و الامتناع عن التدخين و تجنب التوتر لأنها جميعاً عوامل تؤدى إلى تأخر شفاء القرح.
وعن فعاليات الحملة ، اوضحت د.المطيري أنها تستمر حتى نهاية شهر فبراير بمشاركة " آبوت للمختبرات" ، وستشمل فحوصات مجانية لاكتشاف الإصابة بجرثومة المعدة ومحاضرات توعوية و معارض صحية للجمهور من مختلف الأعمار وتوزيع مطبوعات توعوية عن طرق الوقاية و العلاج.
واضافت: وتتضمن الحملة أيضا بث فيلم توعوى على قناة يوتيوب الخاصة بوزارة الصحة و نشر رسائل صحية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارة و رسائل قصيرة للهواتف الذكية، كما تتضمن الحملة إقامة ورش عمل للأطباء و الهيئات التمريضية لتزويدهم بأحدث المعلومات عن طرق اكتشاف وعلاج جرثومة المعدة.
من جانبه سلط رئيس قسم جهاز الهضمي في المستشفي الاميري الدكتور فهد الابراهيم الضوء على انتشار جرثومة المعدة وطرق انتقال الإصابة ومخاطرها على المدي القصيرأوالبعيد وتشخيصها مشيراً إلى اهتمام وزير الصحة الدكتورعلي العبيدي ووكيل الوزارة الدكتور خالد السهلاوي بالحد من والتقليل من المضار الصحية لتلك الجرثومة من خلال اكتشافها المبكر
وكشف الدكتور الابراهيم حول أخر المستجدات على صعيد احصائيات البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان القولون.
وإن عدد المراجعين منذ بدء البرنامج بلغ نحو 60الف مواطن من الشريحة المستهدفة التي تترواح اعمارها ما بين 45 إلى 75 لافتاً إلى 37 في المئة من الذين تم فحصهم تم اكتشاف وجود ورمات أو لحميات حميدة وتم علاجها واستئصالها وأن نسبة 1.5 في المئة اكتشف أن لديهم إصابة بسرطان القولون غير أن أغلبهم كان في المراحل الاولية التي تحتاج إلى جراحة دون الحاجة للعلاج الكيماوي
من جانبها قالت مدير إدارة الرعاية الصحية الاولية الدكتورة رحاب الوطيان ان عدد المراكز الصحية الاولية 97 مركز موزعة على جميع المناطق الصحية الاولية لافتاً إلى أن المراكز الصحية التي سيتم التنسيق معها لاقامة المحاضرات والمعارض للحملة الوطنية للتوعية بجرثومة المعدة تشمل في منطقة الفروانية مراكز صباح الناصر الصحي، الفردوس الجنوبي، العارضية الشمالي، العصيمي الصحي فيما تشمل في منطقة الجهراء مركزي الصليبية الجنوي والواحة الصحي، فيما تشمل منطقة العاصمة مركز قرطبة الصحي، ومنطقة حولي الصحية تشمل مراكز الزهراء، حولي الغربي، بيان، الرميثية التخصصي
من جانبه قال رئيس مركز هيا الحبيب للجهاز الهضمي الدكتور أحمد الفضلي، إن وزارة الصحة اتجهت في الآونة الأخيرة للتركيز علي منع الامراض والعدوي، وذلك لما للوقاية من دور كبير في حماية الأشخاص والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية في الكويت، لافتاً إلى أن مشاكل جرثومة المعدة لا تقتصر علي الجهاز الهضمي فقط، وانما قد تمتد لمشاكل أخرى خارج الجهاز الهضمي.
وأوضح أن من الأمراض التي تتأثر بوجود الجرثومة هبوط الصفائح في الدم، والأمراض الجلدية والحساسية خصوصاً مرض الارتكاريا، مبيناً أن 70% من المصابين بمرض الأرتكاريا يكون لمرضهم علاقة بجرثومة المعدة، وعند العلاج من الجرثومة تتحسن حالة المرضى المصابون بهذه الأمراض، مضيفاً: هناك أمراض أخرى لها علاقة بالجرثومة ولكن الدراسات الموجودة وضحت أن الارتباط ضعيف، ولا داعي للقلق حيث أن وجود الجرثومة شيء شائع في المجتمع، وهي شيء يعتبر بسيط وعلاجها يتطلب من 10 أيام إلي اسبوعين فقط، وأثناء أخذ العلاج يجب علي الشخص المدخن أن يوقف التدخين لأن هذا يؤثر بشكل كبير على الاستجابة للعلاج.