يُطلق لقب البوية على الفتاة المسترجلة التي تقلد الذكور في لباسها وسلوكها وقصة شعرها وتتعامل بفظاظة مع محيطها وترفض وضع الماكياج أو ارتداء الإكسسوارات النسائية وتربط أحيانا علاقات عاطفية مع بنات جنسها عن الظاهرة تحدثت «الوطن» مع استاذ علم النفس التربوي في كلية التربية الأساسية دكتور ناصر السهو الذي قال إن البويات ظاهرة سلبية مقيتة ظهرت في المجتمع الكويتي وانتشرت فقلما تجلس أو تسير في مكان إلا وترى فتيات وقد طمسن معالم الأنوثة بنسبة تصل إلى 90 في المئة وقلدن الذكور في الملابس وقصة الشعر وطريقة المشي والحديث ونبرات الصوت والأحذية مبينا أن ظاهرة المسترجلات أو الجنس الرابع أو ما اصطلح عليه باسم " البوية the boy " جاء بسبب الحرج الكبير الذي يسببه المصطلحين الأولييين في المجتمع.
وأضاف السهو بشكل عام فإن الظاهرة العبثية أصبحت تنتشر بين صفوف الفتيات كانتشار النار بالهشيم والذي يرجع بلاشك لأسباب عديدة على رأسها غياب الرقابة الوالدية وغياب الأنظمة والقوانين التي تحارب وتكافح مثل هذه الأفكار التي تضرب النسيج الأسري والأمان الاجتماعي للمجتمعات كذلك بسبب غياب الوازع الديني ومراقبة الله تعالى وبسبب الانسلاخ من اللباس الوطني والثقافي والانصهار بحضارة الغرب والإعجاب بها لدرجة أصبح بعض الناس منصهراً ومنجذباً وعاشقاً لكل تفاصيل الحياة الغربية حتى ولو كانت مصادمة للدين وللأعراف والتقاليد والأنظمة المعمول بها.
السهو اشار إلى أن أهم المظاهر الخارجية للبوية هي التحدث بأسلوب المذكر وخشونة الصوت والجرأة في الطرح وتقليد المظهر الخارجي للذكور بقصات الشعر أو الملابس والاكسسوارات الرجالية والتحرش ومغازلة الفتيات والقيام بدور الذكر والرجل عليهن من خلال العشق والحماية بل وصل الحال إلى الممارسات الجنسية أو ما يسمى بالسحاق حتى سمعنا أن في بعض مدارس الفتيات وفي الحمامات على وجه الخصوص تقوم بعض المدرسات بمراقبة تصرفات بعض البنات البويات بسبب كثرة الشكاوى المقدمة بهذا الخصوص.
كذلك أوضح السهو أن من علامات الفتاة البوية الضرب بجميع ماهو مألوف من حياة الناس وما هومسلم به من الأنظمة والقوانين والعادات والتقاليد عرض الحائط وعدم الالتفات إلى جميع ما سبق أو بمعنى آخر الثورة على كل الموروثات الاجتماعية والدينية .
وعن العوامل النفسية والاجتماعية التي تدعو إلى ظهور البويات قال السهو إنها تتمثل في نقص الشعور بالأمان النفسي الأسري والاجتماعي والشعور بالمظلومية بسبب الاعتداءات الجنسية وقت الصغر أو بسبب التعامل القاسي وقت الطفولة ما انعكس سلبا على شخصيتها الأنثوية وتحولها إلى شخصية ذكورية تميل إلى العنف والتصادم مع الآخرين إضافة إلى الجوع العاطفي وعدم الالتفات لهن في الأرة ما يجعلهن عرضة سهلة لهذه الأفكار الشاذة والتصرفات المنحرفة.
وبين السهو أن من هذه العوامل تقليد بعض الأدوار الإعلامية لبعض الممثلات الساقطات واللاتي يعطين صورة جيدة عن الفتاة البوية وأنها تستطيع أن تأخذ حقها بيدها وغير ذلك من الأفكار المسمومة إضافة إلى لفت الأنظار والانتباه من قبل الأسرة والمجتمع المحيط بها وجعلها تحت المجهر.
وعن علاج هذا المرض قال السهو إنه يكون بتكريس معاني الأنوثة عند الفتيات وكذلك تكريس معاني الذكورة عند الذكور ووضع كل واحد منهم في مكانه المناسب لذا من الخطأ أن تعامل البنات بمعاملة الأولاد الذكور والعكس صحيح إضافة إلى مكافحة هذا الفكر من خلال الحملات التثقيفية على غرار ما حصل في الإمارات التي أطلقت حملة " عفوا إني فتاة" عام 2009 من أجل غرس معاني الاعتزاز بأنوثة الأنثى وعدم الانصهار والتأثر بالإعلام المضاد الذي يكرس معاني الشذوذ. وكذلك إحياء دور الأسرة والرقابة الوالدية على الأبناء والبنات ولكن من غير عن أو ضرب بل بالإهتمام والرعاية والحب والقيام على شؤونهم ورعايتهم.