ناشدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) اليوم الاربعاء المجتمع الدولي المسارعة بدعم المزارعين لانقاذ الانتاج الزراعي والغذائي المتدهور في سوريا قبل مؤتمر المانحين الرابع المقرر عقده في لندن في شهر فبراير المقبل.
وقال مدير عام (فاو) جوزيه غراتسيانو دا سيلفا في بيان ان المنظمة وجهت نداء الى حكومات العالم بمناسبة التحضير للمؤتمر لحشد الدعم الانساني في سوريا من أجل زيادة مساعدة المزارعين السوريين للمحافظة على اراضيهم والحد من تدهور الاوضاع.
وأضاف أن الانتاج الزراعي والامدادات الغذائية هبطت في سوريا إلى أدنى مستوياتها في ظل دخول الحرب هناك عامها السادس مما دفع بالملايين الى أقسى درجات الجوع في وقت يعيش المزارعون السوريون لحظة حرجة.
وأوضح دا سيلفا ان الصراع ألحق الخراب بقطاع الزراعة مما أضر بالامدادات الغذائية والأسواق الى أقصى حد حيث يعاني أكثر من نصف السوريين المتبقين في البلاد من انعدام الأمن الغذائي فيما يعجز ثلثهم عن تأمين المواد الغذائية الأساسية.
وأشار الى ان انهيار منظومة الانتاج الغذائي في سوريا أسفر عن زيادة أسعار المواد الغذائية الى مستويات غير مسبوقة محذرا من أن أكثر من نصف الشعب السوري في حاجة ماسة الآن الى مساعدات غذائية.
وعلى الصعيد ذاته حذر المسؤول الأممي من أنه في حال لم يتم زيادة التمويل لدعم الأنشطة الزراعية فلن يملك المزيد من المزارعين أي خيار آخر سوى التخلي عن أراضيهم والتشرد داخل البلاد أو عبر الحدود مشددا على حاجة سوريا الى انتاج أكبر كميات ممكنة من الغذاء لتلبية احتياجاتها الذاتية.
وذكر مدير عام الفاو ان المزارعين السوريين عاجزون حاليا عن الحصول على البذور والأسمدة في حين بلغ الانتاج الحيواني مرحلة الخطر لعدم تمكن المربين والرعاة من تأمين العلف الحيواني ولا الخدمات البيطرية التي لم يعد لها وجود كما تعاني أسواق المواد الغذائية ونظم التوزيع من أضرار فادحة.
وشدد على أن الزراعة هي المصدر الرئيسي لفرص العمل في سوريا بجانب أهميتها الكبيرة في تلبية احتياجاتها الغذائية موضحا أن استعادة قدرات الزراعة السورية كلما أمكن أرخص بكثير من استيراد المساعدات الغذائية.
وطالبت المنظمة التي تقوم بدعم المزارعين والمجتمعات الريفية في 14 محافظة سورية بحشد 87 مليون دولار لدعم ثلاثة ملايين شخص داخل سوريا و53 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم وغيرهم من الفئات المستضعفة في العراق والأردن ولبنان وتركيا في نطاق عملياتها للطوارئ عام 2016.