محــليــات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الغوص على اللؤلؤ.. مهنة محفوفة بالمخاطر توارثها الكويتيون كابراً عن كابر

2015/12/03   09:55 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
صورة أرشيفية
  صورة أرشيفية



(كونا) - ارتبطت حياة الكويتيين بالبحر منذ قرون طويلة فقد ركبوا أمواجه وتحدوا مخاطره واكتشفوا ما تنطوي عليه أعماقه من كنوز نادرة ولآلئ باهرة تأسر القلوب ببهائها وتسر العيون بجمالها.
وكانت حياة الغاصة الكويتيين قديما مفعمة بالتحديات ومليئة بالمخاطر وكانوا يجوبون البحر أشهرا طويلة متحلين بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين بحثا عن ذلك الصيد الثمين الذي سيتحول بعد بيعه إما إلى قلائد تزين الأعناق أو إلى أساور تحلي المعاصم ويحصل الغاصة مقابل ذلك على مبالغ من المال تعينهم على تأمين متطلبات حياتهم.
وساهمت ظروف الكويت في الماضي في جعل أهلها غاصة مهرة متمرسين يتمتعون بخبرة كبيرة اكتسبوها خلال رحلة البحث الدؤوب عن لقمة العيش في أعماق البحر.
ولاشك أن مهنة الغوص كان لها الأثر الأكبر في نظام الحياة اليومي لمن يعملون بها فقد كان الغاصة يستيقظون مبكرا ويصلون الفجر ثم يتناولون الشاي والقهوة ويأكلون قليلا من التمر (قدوع) ويحرصون على ألا تمتلئ بطونهم لئلا يؤثر ذلك في قدرتهم على الغوص.
ومع بزوغ الشمس يلج الغاصة في مياه البحر ويبدؤون رحلة البحث عن المحار طوال يومهم ويتنقلون في (الهير) من مكان إلى آخر بحثا عن المحار ويكون حبل المرساة طويلا.
وبعد الغروب مباشرة يقول قائد السفينة (النوخذة) أو من ينوب عنه (اطووا احبالكم) أو يقول (هلل عليهم) فيقول الغاصة (لا إله إلا الله) ويخرجون إلى ظهر السفينة قائلين (الغوص عادة والصلاة عبادة).
ومن العبارات التي يرددها الغاصة أيضا لدى خروجهم من الماء (مول مول خير ياالله على التالي والاول) و(لا إله إلا الله رزق اليوم اخذناه ورزق باجر على الله).
وعند المغرب يصلي الغاصة ومن معهم في السفينة ويتناولون طعام العشاء الذي يتكون عادة من الرز والسمك وبعد الصلاة ينامون وقد أنهكهم التعب بعد عناء يوم طويل.
وينام الغاصة أحيانا على المحار الذي جمعوه إذا كان كثيرا لأنه رطب مع أن فراش الغواص التقليدي كان (الجدري) الذي يتكون من قطعة مستطيلة من الحبال على شكل سجادة عرضها نحو ثلاثة أشبار وطولها يقارب طول الشخص.
وعادة ما ينام الغاصة متلاصقين لأن سطح السفينة محدود ويغطون في سبات عميق بسبب مكابدتهم طوال النهار.
ويبدأ الغاصة والسيوب (السيب هو الشخص الذي يقوم بسحب الغواص من أعماق البحر) مع طلوع الشمس في فتح المحار بواسطة المفالق والسكاكين المعدة لهذا العمل بحثا عن اللؤلؤ وأحيانا يكون المحار كثيرا فيتركه الغاصة ليفتحه بعض السيوب في حين يغوص الآخرون حتى لا تفوتهم فرصة الغوص.
ويعد الغوص من الأعمال الشاقة لطول أمده فقد كانت تتراوح مدة العمل يوميا ما بين 12 و14 ساعة وتزيد في الصيف إلى نحو 16 ساعة.
وذكر المؤرخ سيف مرزوق الشملان في كتابه (تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي) أنه في أول موسم الغوص يكون الماء بارداً فعندئذ يقوم الغواصب ب 6 (تبات) أي مرات ويستريح 12 تبة كأنما يغوص ساعة ويستريح ساعتين.
وإذا مر على رحلة الغوص نحو شهر فإن النظام يتغير بحيث يغوص الغواص 10 تبات ويستريح 10 تبات أي كأنما يغوص ساعة ويستريح ساعة.
وكان الغاصة قديما يرتدون (الشمشول) وهو سروال قصير أسود اللون يلبسه الغواص أثناء نزوله إلى البحر بدلا من الوزار (الإزار) لأنه يساعد على الحركة والسباحة على عكس الإزار. وكانوا يتقون أذى (الدول) وهو حيوان هلامي بارتداء لباس الغوص المصنوع من القماش الخفيف الأسود اللون وهو يشبه البنطلون وقميصه له أكمام طويلة إضافة إلى (الطرطور) وهو قلنسوة طويلة لحفظ شعورهم الطويلة عندما يغوصون.
وكان الغاصة الكبار ينزلون إلى المياه العميقة في الهيرات البعيدة عن الساحل حيث ذكر عبدالوهاب بن عيسى القطامي في كتيبه (الصيد والتنقل والتجارة في البحار) أنه في الغالب لا يزيد عمق المغاص على 13 باعا (أي 78 قدما) إلا في النادر ولا يغاص فيما يزيد على هذا العمق إلا للضرورات.
 
 



أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
83.006
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top