|
|

|
|
وزراء بالجملة... !!! ( 2-3)
|
|
|
|
الكويت متفوقة على كل البلدان ذات الأنظمة الديمقراطية و غير الديمقراطية على جاذبية الكرسي الوزاري ، فالوزير إذا مسك الكرسي الوزاري لا يبرح عنه إلا بالمرض أو بالإعفاء ، سألت وزير و عضو مجلس أمة سابق إن كان يقبل بالعودة للمنصب الوزاري فأجابني نعم و مجلس الأمة ؟قال لا ، و هذا ما يدفعني للتساؤل ما ثمن هذا الكرسي أو ماذا مخبوءٌ خلفه حتى يجعل اللاهثون يتهافتون عليه ، منذ تشكيل أول وزارة بعد الاستقلال و إلى آخر وزارة و هي الوزارة الحالية اثنان أو ثلاثة تَرَكُوا مناصبهم أستثناءً بالاستقالة ، و أما الآخرون كانوا يبكون إذا أُعفوا من الوزارة ، و هذا قطعا لا يعني أن الوزارة منصب جاذب ، فبخلاف ذلك هناك كثيرون يعتذرون عن المقعد الوزاري إذا عُرض عليهم و أكثر أسباب اعتذارهم لعدم التصادم مع مجلس الأمة و المساءلة السياسية فضلاً عن عدم مشاركتهم الفعلية في رسم السياسات العامة للدولة ، لذا يأتي وزراء ضعاف و غير مؤهلين فيما هناك من الطرف الآخر دعوات دأبت على المطالبة باختيار وزراء أكفاء مؤهلين يتمتعون بالنزاهة و القدرة على إدارة شؤون الدولة (رجال دولة) ، و لعلي أظن لن يتحقق مطلب حكومة رجال دولة كما يريدها البعض فيما تشكل الوزارات على طريقة الترضية و المحاصصة ، فحكومات رجال دولة تشكل في ظل الأحزاب و الأنظمة البرلمانية و الأكثرية و الأقلية ، و المعارضة و الموالاة ، فيما النظام الدستوري و النظام البرلماني الكويتيين يفتقران للنظام الحزبي و الحكومة البرلمانية ، و بالتالي لن تتحقق حكومة رجال دولة ، و سيبقى التشكيل الوزاري على طمام المرحوم إلى أن يشاء الله أمراً كان مفعولا ....!! ورغم كل ذلك فلا يأس إذا توافرت الإرادة و الثقة ، فليس بالضرورة تشطير البلد بين أحزاب طائفية أو قبيلة أو دينية أو يسارية حتى نصدق أن لدينا ديمقراطية برلمانية و وزارة رجال دولة بقدر توخي حسن الاختيار على أساس الكفاءة و المقدرة على أخذ القرارات هذا فضلاً عن الحنكة السياسة بعيداً عن الترضيات و المحاصصة ، فعندما يكون النوخذة ناجحاً يكون البحَّارة ناجحين و تالياً لا خوف من ضياع السفينة في بحر الظلمات ، و للمقال بقية ...
حسن علي كرم
|
|
|
|
|
|
|
|