|
|

|
|
اليمن ودول جواره ترفض بشكل قاطع مشاركة إيران في محادثات جنيف
|
|
|
طالبوا الحوثيين بالانسحاب من المدن وإعادة الأسلحة المنهوبة ووقف استهداف المدنيين | |
|
|
|
عواصم – وكالات: أكدت الحكومة اليمنية الشرعية ودول جوار اليمن رفضا قاطعا لمشاركة إيران في أي محادثات تخص اليمن، بحسب ما ذكرت مصادر امس الخميس. وكشف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن حكومة الرئيس المعترف به دوليا، عبدربه منصور هادي، لن تشارك في المحادثات اليمنية التي دعت إليها الأمم المتحدة في جنيف في 28 مايو الجاري ما لم ينسحب المتمردون الحوثيون من المناطق التي سيطروا عليها. واستبق نائب الرئيس ورئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح زيارة المبعوث الأممي إلى طهران بالتشدد على رفض اشتراك إيران في المحادثات، وهو موقف لاقى دعما وتبريرا من دول الخليج. وقال المندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي “ليس هناك مكان لإيران في مشاورات جنيف، فإيران لم تلعب دورا بناء، لذلك لا يمكن مكافأة دورها السلبي بدعوتها للمشاركة في المباحثات”.
الحوثيون
مطلب آخر من اليمن ودول جواره تمثل في التزام الحوثيين بقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها الانسحاب من المدن، وإعادة الأسلحة المنهوبة من مخازن الجيش اليمني، ووقف استهداف المدنيين. ومن الأمم المتحدة أيضا خرج رفض واضح من جانب دول مجلس التعاون لأي مشاركة إيرانية في مشاورات جنيف. وقال المندوب اليمني الدائم في الأمم المتحدة، خالد حسين اليماني، إن الحكومة اليمنية الشرعية ودول الخليج لم ترفضا طلب الأمين العام للأمم المتحدة بوقف العمليات العسكرية قبيل مفاوضات جنيف، بل ألقت بالكرة في ملعب الحوثيين، فالهدنة التي انتهت، السبت الماضي، لا يستبعد تجديدها شرط التزام الحوثيين بها بعد أن خرقوا الهدنة السابقة مرات عدة.
غارات
الى ذلك شنّت طائرات التحالف العربي غارات عنيفة على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء، وفي منطقة الممدارة والعريش بعدن. وقال شهود عيان إن الغارات استهدفت رتلا عسكريا حاول اقتحام المدينة. كما شنّت طائرات التحالف قصفا عنيفا على مواقع السوداء والشنفرة ومنطقة سناح في مدينة الضالع، وتشهد المدينة معارك ضارية بين المقاومة وميليشيات المتمردين الحوثيين. ومن جهتهم، قصف المتمردون الحوثيون عشوائيا منازل المدنيين في منطقة الممدارة في عدن، بعد هجوم شنّه رجال المقاومة الشعبية على مواقعهم، استخدموا فيه الدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة. كما أكدت مصادر قبلية في محافظة الجوف، أن المقاومة الشعبية سيطرت بالكامل على موقع اليتَمة القريب من محافظة صعدة. وفي تعز تعرضت أحياء سكنية في حي الروضة لقصف بمدافع الهاون والدبابات من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
انتهاكات
من جهة أخرى عقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جلسة مغلقة استمع فيها الأعضاء إلى أول تقرير يرفعه المبعوث الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى المجلس منذ تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمين العام، في 25 أبريل الماضي. وبعد الجلسة، قالت مندوبة قطر في مجلس الأمن، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني: “قدمنا معلومات تفصيلية لمجلس الأمن بشأن انتهاكات الحوثيين”، مضيفة: “طالبنا مجلس الأمن بالضغط لتنفيذ القرار 2216”. أما مندوب اليمن، خالد اليماني، فرحب بمساعي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اليمن إلا أنه اعتبر أنه “يجب أن يمارس الأمين العام المزيد من الضغط على الانقلابيين”. وشدد على أن “الانقلابيين يدافعون عن المشروع الإيراني التوسعي في اليمن”. ومن جهته، قال سفير السعودية لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، إن الحوثيين استغلوا الهدنة الإنسانية لتحقيق أهدافهم، متحدثاً عن “74 هجوماً للحوثيين على السعودية أثناء الهدنة الإنسانية”. وتابع المعلمي: “نأمل أن تقوم مباحثات جنيف على أساس مقررات مؤتمر الرياض”. كما أوضح أن “إيران أشعلت فتيل الفتنة والاقتتال في اليمن عبر الدعم”، مضيفا: “نرحب بأي دور إيجابي لإيران ونعارض مواقفها السلبية”. وتابع المعلمي: “الحوثيون واصلوا هجومهم الوحشي على المدن اليمنية أثناء الهدنة.. نحن مستعدون لتجديد الهدنة الإنسانية إذا التزمت بها كل الأطراف”، إلا أنه أوضح أن “قرار تنفيذ الهدنة يعود للقادة العسكريين لدول التحالف”. كما أعرب عن اعتقاده بأن “الأمين العام سيعقد مشاورات جنيف تحت كل الظروف”، كاشفاً أن “الحوار في جنيف سيكون بين الأطراف اليمنية فقط.. لا أرى صفة لإيران لحضور مؤتمر جنيف”. وعاد وشدد أمام الصحفيين قائلاً: “يمكنني أن أضمن لكم عدم دعوة إيران لمؤتمر جنيف”. أما مندوبة قطر فتوقعت “حضور مجلس التعاون الخليجي مباحثات”. ومن جهته، عاد وأكد مندوب اليمن أن “كل الأطراف السياسية ستشارك في مباحثات جنيف”. وفي سياق آخر، طالب الحوثيين بتوفير الظروف الملائمة لتمديد الهدنة والحوار. كما اعتبر أن” مكافحة الإرهاب والقضاء على القاعدة مسؤولية الحكومة” إلا أنه أكد أنه “لا يمكن لمؤسسات الدولة حاليا أن تقضي على توسع القاعدة”.
تقرير اخباري
مبادرات مدنية لإنقاذ «الفقراء الجدد» في اليمن
عواصم – وكالات: انقضت ايام وقف إطلاق النار الإنساني الخمسة في اليمن يوم الأحد دون إحراز أي تقدم في تسوية الصراع، ومن جديد بات الملايين من المواطنين يتسائلون بشأن كيفية الحصول على الإمدادات اللازمة من الغذاء والمياه والدواء والوقود. وكانت الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف بقيادة السعودية والمعارك الدائرة على الأرض بين المتمردين الحوثيين والميليشيات الموالية للحكومة قد حالت دون وصول منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية إلى بعض المناطق الأشد تضررا بالصراع ، مما جعل بعض اليمنيين في أمس الحاجة للمساعدة. أحد هؤلاء المتضررين هي أم منذر، 40 عاما، التي كانت تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية قبل بدء الحملات الجوية بقيادة السعودية في أواخر مارس الماضي. وكان مجموع راتبها الشهري وراتب زوجها، الذي كان يعمل أيضا في قطاع التعليم، يصل إلى 465 دولارا. ولم يتسلم الزوجان راتبيهما خلال الشهرين الماضيين، مثلهما كمثل الكثيرين من المعلمين اليمنيين. وكافح الزوجان من أجل سداد نفقات العيش اليومية في بلد يشح فيه الغذاء والكهرباء والوقود والمياه، فضلا عن تحديات كونهما من بين أكثر من 500 ألف شخص نزحوا نتيجة الصراع.
فقراء جدد
تحدثت أم منذر لبي بي سي من منزل أحد أقاربها في ضاحية تقع خارج عدن، حيث تعيش في المنزل حاليا هي و18 فردا من أفراد أسرتها الكبيرة. وكانوا قد فروا من منازلهم عندما بدأت الاشتباكات تتفاقم في مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد بين المتمردين الحوثيين والميليشيات المحلية. وقالت “أحمد الله دوما أننا أفضل من حال الكثيرين، لكن قبل الحرب على الرغم من أننا كنا نعاني من ضائقة مالية في نهاية الشهر، كان لدينا ما يكفي لدعم أنفسنا وأطفالنا. تغيرت أحوالنا رأسا على عقب.” وأضافت أنه قبل بدء الأزمة، كان شقيقها يسافر دوريا إلى الهند لتلقي العلاج نظرا لإصابته بسرطان الدم (اللوكيميا). وبعد نفاد آخر جرعة دواء لديه، دبت حالة من الذعر بشأن كيفية الحصول على المزيد من الجرعات الدوائية. وعلى الرغم من أن شقيقها في العاصمة صنعاء استطاع أن يجد صيدليا لديه مخزون من الدواء يكفي لشهر مقابل 300 ألف ريال يمني، إلا أنه لم يجد وسيلة للوصول إلى عدن. ونحت الخبير الإعلامي في صنعاء محمد الأسعدي مصطلحا جديدا هو “الفقراء الجدد” لوصف حالة اليمنيين من أمثال أم منظر التي وجدت نفسها فجأة بلا دخل دوري في بلد هو بالفعل من بين أفقر البلدان في العالم العربي. وقال الأسعدي إنه لاحظ أن العديد من الشركات والمدارس أضطرت إلى غلق نشاطها في الأشهر الأخيرة مع انتشار الصراع في شتى أرجاء اليمن، وتركت الموظفين بلا أي دخل. ويدفع الأسعدي قيمة سلال غذائية لـ 15 أسرة، كما يمول بالتعاون مع اثنين من الأصدقاء عمليات طبية لطفلين لا تقدر أسرتيهما علي نفقتيهما.
مبادرات القاعدة الشعبية
ويدعم الأسعدي مبادرة على مستوى القاعدة الشعبية بدأت في عدن، مسرح بعض أشرس الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة، عندما نفد لدى المستشفيات معدات فحص الدم المتبرع به. وبعد اتصال تلقاه من فايزة السليماني، مسؤول الاتصالات لدى وكالة إنمائية في صنعاء، استطاع الأسدي وزملاؤه ترتيب طريقة للحصول على معدات فحص الدم لنقلها إلى عدن. ومن هناك نمت الفكرة وطرحت المبادرة على مستوى القاعدة الشعبية، وأصبح هناك فريق من 20 متطوعا يمولون أنفسهم ويساعدهم في التمويل الأصدقاء والأسر. وقالت السليماني: “هدفنا هو مساعدة المواطنين الذين تعجز الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية عن الوصول إليهم.” واستطاع الفريق تسليم سلال غذائية لأكثر من 800 أسرة في مناطق هي الأشد تضررا من جراء العنف، من بينها محافظات عدن وتعز ولحج. كما ينظمون برنامجا تدريبيا لتعليم نحو 300 شاب لتعلم الإسعافات الأولية، فضلا عن توعية بشأن التسامح وتجنب الصراعات السياسية والطائفية. ونظرا لمقتل عمال الإغاثة على يد قناصة في عدن، يواجه المتطوعون خطر التضحية بحياتهم أثناء تسليم المساعدات. واعتقل مقاتلون حوثيون بعضهم، واتهموهم بتقديم غذاء وأسلحة للمقاومة قبل إطلاق سراحهم. ودوما يجد المتطوعون أنفسهم يعتمدون على الحيلة للتغلب على التحديات اللوجستية من أجل الوصول إلى المواطنين في المناطق النائية. ووصف أحدهم ويدعى أحمد نور كيف تنقل المساعدات على ظهور الحمير في المناطق الريفية في محافظتي تعز ولحج نظرا لنقص الوقود وغلق الطرق الرئيسية. وقال نور إن ما يجعلهم يتحملون أوضاعا كهذه هو:”أننا يمنيون وهذا واجبنا”.
|
المزيد من الصور
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|