عواصم – وكالات: اختتمت امس في الرياض اعمال مؤتمر انقاذ اليمن، الذي خصص يومه الثاني لمناقشة مشروع وثيقة الرياض في جلسات مغلقة.
وعلى الرغم من ان وثيقة الرياض كانت طور الولادة في يومها الثاني، فان جريدة الشرق الاوسط اللندنية حصلت على نسخة من المسودة، التي تضمنت بنودا عديدة، اهمها تشكيل نواة للجيش، ومخاطبة المؤسسات الدولية لوقف التعامل مع الانقلابيين.
اما ابرز نقاطها فيما يتعلق بالجانب الانساني، فتعويض المتضررين خصوصا في صعدة التي تم الاتفاق على اعادتها الى ما كانت عليه قبل حرب 2004.
وللنازحين ستقام مناطق خاصة داخل اليمن.
كما تعهدت الوثيقة بايجاد حلول عاجلة للعالقين خارج البلاد والعمل على اعادة الاعمار والتاهيل.
كما تم الاتفاق ايضا على فتح فرص عمل لليمنيين في الخليج، وحشد الدعم الخليجي والدولي لبناء اقتصاد مستدبم وايجاد بيئة استثمارية في اليمن.
الصعيد العسكري
اما على الصعيد العسكري، فقد التزم اليمنيون في الرياض، بشد عصب الجيش الوطني الذي ساهم تفككه في الوصول الى الحال التي يعيشها اليمن اليوم.
وبحسب الوثيقة سيحتضن الجيش المقاومة الشعبية ضمن هيكله، ويعمل اليمنيون على انهاء الانقلاب واستعادة الاسلحة واحالة الانقلابيين الى محاكمة عاجلة ومنصفة.
وسياسيا، ستقوم السلطات الشرعية في اليمن بمطالبة مجلس الامن بتنفيذ القرار الفين ومئتين وستة عشر.
وعليه ستخاطب المجتمع الدولي من اجل وقف التعامل المالي والدبلوماسي مع الحوثيين.
الى ذلك، تعهدت وثيقة الرياض ايضا بمناقشة مسودة الدستور ومن ثم طرحها للنقاش العام والاستفتاء.
وللقضية الجنوبية بند جوهري في وثيقة الرياض التي التزمت تنفيذ كل المقررات المتعلقة بها وضمان حق الشعب في تحديد مكانته السياسية في اطار الدول الاتحادية.
ولضمان تطبيق هذه الوثيقة، تم الاتفاق على انشاء لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ مقررات وثيقة الرياض، وهي لجنة تضم اليمن بمختلف مكوناته السياسية والمدنية للعمل على اعادة العملية السياسية في اليمن الى مسارها الصحيح.
الوثيقة
واكدت الوثيقة ان الفساد وسوء الادارة خلال حكم المخلوع علي عبداهل صالح ادى الى تدهور الوضع، وايران ساهمت في زعزعة الاستقرار في اليمن، وانقلاب ميليشيات الحوثي وصالح قوض العملية السياسية.
وشددت وثيقة الرياض على دعم الشرعية ومشاركة ابناء اليمن في بناء الدولة، ورفض الانقلاب وما تربت عليه، والالتزام بمبدا الشراكة الوطنية، وضرورة محاسبة منتهكي حقوق الانسان، ووقف التعامل المالي والدبلوماسي مع الانقلابيين الحوثيين في صنعاء، واشراك الحراك الجنوبي السلمي المؤيد للشرعية.
ونصت الوثيقة على دعم المقاومة الشرعية، واسقاط الانقلاب، ومحاسبة المتورطين فيه، والالتزام بالقرار الدولي 2216، وتقديم الاغاثة للنازحين، واعادة المهجرين وتعويض المتضررين، خاصة في محافظة صعدة، والشروع في اعادة بناء المؤسسة العسكرية، وبناء دولة مدنية اتحادية، واطلاق مصالحة وطنية شاملة، وسرعة ايجاد منطقة امنة داخل الاراضي اليمنية، واستخدام كافة الادوات السياسية والعسكرية لانهاء التمرد.
كما تضمنت وثيقة الرياض وضع استراتيجية الوطنية لمحاربة العنف والارهاب، واعادة الاعمار في المناطق، خاصة المتضررة منها، والعمل مع مجلس التعاون لتاهيل اليمن اقتصاديا.
قصف
الى ذلك شنّ طيران التحالف غارات عدة على مواقع الانقلابيين في مناطق مختلفة في اليمن امس الثلاثاء، فيما كبدت المقاومة الشعبية ميليشيات الحوثي وصالح خسائر في البيضاء ومارب في وقت تجددت فيه المعارك العنيفة في محافظة تعز.
فقد استهدف قصف جوي لطيران التحالف صباح امس مخازن اسلحة في فج عطان ومنزل احمد نجل المخلوع صالح غرب صنعاء، كما استهدفت الغارات تلال النهدين ودار الرئاسة، حيث توجد معسكرات الحماية الرئاسية.
وفي محافظة الحديدة استهدف الطيران الجوي مقار الدفاع الجوي والساحلي، وكذلك تجمعات للحوثيين، كما شن طيران التحالف عدة غارات على محافظات الضالع وعدن وتعز.
وتجددت الاشتباكات في تعز بمناطق حوض الاشراف وجبل جرة وعصيفرة وصفت بالاعنف.
وقال شهود عيان ان ميليشيات صالح تقصف بالمدفعية حي الاخوة والجهين وسط المدينة.
البيضاء
الى وسط البلاد في محافظة البيضاء، شنت المقاومة عدة هجمات على مواقع الحوثي، ووفق مصادرنا فقد قتلت المقاومة الشعبية اكثر من 20 حوثيا في منطقة ذي ناعم ومديرية رداع ومدينة البيضاء، كما تدور معارك عنيفة بمختلف انواع الاسلحة في صرواح غرب محافظة مارب.
اما في محافظة لحج جنوب اليمن، فقامت ميليشيات الحوثي وصالح بقصف عشوائي على الاحياء السكنية ومنازل المدنيين، مستخدمة الدبابات والمدفعية والاسلحة الثقيلة، وقتلت اكثر من 18 مدنيا معظمهم من النساء والاطفال، كما منعت الميليشيات وصول المساعدات والمشتقات النفطية الى محافظة لحج والضالع وابين.
وفي الجبهة الشمالية، افاد شهود عيان بوصول نحو 20 عربة مسلحة الى ميليشيات الحوثي، بهدف تعزيز مواقعهم في جبل حبش في منطقة اليتمة الحدودية في محافظة الجوف، مما استنفر رجال المقاومة الشعبية والقبائل، لاجبار الحوثيين على الانسحاب من المحافظة.
وفي اطار جهود اعادة ترتيب وحدات الجيش الموالية للشرعية، وصل رئيس هيئة الاركان الجديد اللواء محمد المقدشي الى منطقة العبر في مارب للبدء بتشكيل الوية عسكرية جديدة لاستعادة السيطرة على الاوضاع.
الطيار المغربي
من جهة اخرى قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد الركن احمد عسيري انه تم تسليم جثة الطيار المغربي الى الصليب الاحمر بجهود سعودية- مغربية.
وتاكد الجانب المغربي من خلال تحاليل ال dna من هوية الجثة، وانها تعود الى الطيار ياسين بحتي.
وقد اجريت عملية التسليم وستنقل الجثة الى جيبوتي من ثم الى الرباط.
الى ذلك قررت الحكومة السعودية ان يعامل الشهيد المغربي معاملة شهداء الواجب السعوديين، من حيث الحقوق المادية والمعنوية.
هادي: لا بد للحق أن ينتصر.. وسنعود إلى اليمن
عواصم – الوكالات: أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في اختتام مؤتمر إنقاذ اليمن في الرياض، امس الثلاثاء، أنه “لا بد للحق أن ينتصر”، مشدداً على أنه وحكومته الشرعية سيعودان إلى اليمن.
وبدأ هادي كلمته بالتشديد على أن “إنقاذ اليمن اكتسب شرعية وطنية ودولية”، مضيفاً “ليس لدينا خيار إلا بإنجاح مؤتمر إنقاذ اليمن في الرياض”.
ووجه هادي التحية لـ”المقاومة الشعبية الصادقة”، ودعاها لـ”الثبات”.
كما أكد دعمه “أي جهد دولي يلتزم بالمرجعيات التي يجمع عليها اليمنيون”، إلا أنه استطرد أن “الأولوية اليوم هي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216”.
وفي هذا السياق، أكد أن “ميليشيات الحوثي وصالح قرأت الهدنة بشكل خاطئ.
نحمل ميليشيات صالح والحوثي مسؤولية أعمال القتل”.
ومن جهة أخرى، ثمّن هادي “دور السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في دعم اليمن”.
وشدد على أنه “رغم كل التحديات سنمضي بجد لاستعادة الدولة اليمنية.
سنعمل على بناء وطن جديد، وسنعيد بناء ما دمره الحوثيون”.
وفي هذا السياق كشف أن “الحوثي لا يمثل سوى %10 من محافظة صعدة”.
وختم هادي كلمته قائلاً: “لا بد للحق أن ينتصر، وسنعود إلى اليمن”.